متابعات الخبــــر الســــــوداني
أشاد الناطق الرسمي باسم الحكومة، وزير الثقافة والإعلام الأستاذ خالد الإعيسر، بقرار مجلس الأمن والدفاع القاضي بإعلان دولة الإمارات دولة عدوان وقطع العلاقات معها، مبيناً أن القرار جاء ملبِّياً لطموحات جماهير الشعب السوداني وتطلعاته في حفظ كرامته والتصدي للعدوان.
وقال الإعيسر، في مقابلة صحفية مع التلفزيون القومي السوداني عقب اجتماع مجلس الأمن والدفاع، إن القرارات التي صدرت تم اتخاذها بالإجماع، مؤكداً أن أعضاء المجلس كانوا على توافق تام حول هذه الخطوات، وأن قيادات الدولة متوحدة تماماً في هذا الشأن، كاشفاً عن إمكانية اتخاذ خطوات تصعيدية إضافية خلال الفترة المقبلة، وقال: “ربما نتخذ إجراءات أكثر حدة مستقبلاً”.
وتطرق الإعيسر إلى الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد بدعم مباشر من الإمارات، موضحاً أن الأسلحة التي تقتل السودانيين وتدمر بنيتهم التحتية يتم توفيرها من قبل الإمارات لهذه المليشيا. واستنكر كيف لدولة مثل الإمارات أن تجلب مرتزقة من مختلف بقاع العالم وتسعى إلى تغيير هوية البلاد وارتكاب أفظع الجرائم.
وأكد الإعيسر أن هذه القرارات تأتي استجابةً لمطالب الشعب السوداني، مشيراً إلى أن الحكومة كانت، طيلة الفترة الماضية، تراعي الاعتبارات والعلاقات التاريخية بين الشعبين، إلا أن الإمارات لم تُراعِ ذلك، وكأنها تنفذ أجندات خارجية، ما استوجب اتخاذ هذه الخطوات.
ونفى الإعيسر وجود أي نشاط دبلوماسي إماراتي في السودان، مشيراً إلى أن ما يُشاع عن وجود سفارة إماراتية ببورتسودان “افتراء”، موضحاً أن السفير الإماراتي تسلّل إلى بورتسودان في حادثة معروفة تعود إلى ما يقرب من عام ونصف، ومنذ ذلك الحين لم يكن هناك أي تواجد دبلوماسي إماراتي. كما أكد أن قناة “سكاي نيوز عربية” لا تمارس أي نشاط إعلامي في السودان منذ أكثر من عام ونصف.
وأشار إلى أن ما يُتداول بهذا الخصوص يدخل في إطار حملات التضليل التي تنفذها “غرف التضليل الإعلامي”، وقال: “يجب ألا ينساق الناس وراء التضليل خدمةً لمشروع المليشيا”.
وأوضح أن الحكومة كانت تحتفظ بوجود دبلوماسي محدود في الإمارات لأغراض قنصلية فقط، من أجل خدمة السودانيين المقيمين هناك.
وكشف الإعيسر عن غرف إعلامية يتم تمويلها بملايين الدولارات من قبل الإمارات لخدمة أجندة المليشيا، مستشهداً بتقارير من مؤسسة “فيسبوك” التي قامت بحظر عدد كبير من المنصات الإعلامية المدفوعة. وأضاف بأسف: “بعض من بني جلدتنا ضلوا الطريق وانساقوا خلف هذا المخطط، ولا يملكون ذرة وطنية وهم يرون وطنهم يُقصف بالطائرات المسيّرة”.
وأكد أن الحكومة عازمة على التصدي لهذا العدوان بكل قوة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة، والقوات المساندة بمختلف تشكيلاتها، تقف صفاً واحداً خلفها، مدعومةً بتماسك الشعب السوداني. وأضاف أنه عاين ميدانياً آثار الاعتداءات على بورتسودان، وأشاد بموقف المؤسسات الوطنية وتفاعلها الشجاع مع استهداف مستودعات الغاز والوقود والبنية التحتية، قائلاً إن “الرجال كانوا على بُعد أمتار من النيران وهم يكافحونها”.
وأعلن الوزير عن اتخاذ تدابير وإجراءات إضافية خلال المرحلة المقبلة لضبط الخطاب الإعلامي المتعلق بالأحداث العسكرية والعمليات الميدانية في البلاد.
وفي ختام حديثه، حيّا الإعيسر تضحيات الفاشر ودارفور، مؤكداً أن “المعركة لن تتوقف حتى يتم فك الحصار عن كل شبر من أرض السودان، وسنمضي في حرب الكرامة حتى نهايتها”.
وطمأن المواطنين عامة، وسكان البحر الأحمر خاصة، قائلاً: “لدينا مخزونات جيدة من المواد الضرورية، ولا داعي للقلق بشأن المحروقات أو الحاجيات الأساسية”.