متابعات الخبــــر الســــــوداني
عبد الرحمن دبكة …
مشاور جمعة سهل … إسماعيل الازهري … ابراهيم عبود … عبد الله خليل … عبد الرحمن المهدي … المرغني … الهندي … محمد احمد المحجوب … مبارك زروق … سر الختم الخليفة …أحمد محمد صالح و جند (الله) و جند (الوطن) … قامات و مقامات من قبلهم و من بعدهم ثلة من الأولين و ثلة من الآخرين …. و أحزاب كانت مواعين تحوي أكثر من هؤلاء ، و إن لم يستطع قلمي حصرهم ، فقد حصرهم التأريخ و المؤرخون ، و دونهم المدونون ، و نسبهم النسابون ….
كيف لا و هم كالغيث إذا الغيث هما … و من لمثلي يعدد أنجم السما ؟ …
كانوا أنجماً ساطعة في سماء السودان . لم يخفت ضوؤها ، و لم يتغير لمعانها في كونها …
يظل ضوؤها يتسرب عبر الحقب و القرون ليضيء للأجيال ، وبريقها لم يختف ، ولم يحجبه سجال ….
وضعوا أس الوطن ، و جالدوا لنيل وسام الوطنية …
مهما اختلفت آراؤهم و تباينت رؤاهم فهم أهل السبق الوطني و أول من قال من داخل البرلمان في ١٩ ديسمبر ( ١٩٥٥) إنابة عن شعب السودان نعلن أن السودان ( دولة حرة مستقلة ) . و ما كان للمستعمر إلا يخضع لرأيهم ، و ينزل عند رغبتهم لِمَا لمس فيهم من جلدٍ و عزيمة و قوة شكيمة….
و ما هي إلا أيام و في الأول من يناير ( ١٩٥٦م ) تنادى أهل السودان من غربه و شرقه ، و جنوبه و شماله ، و وسطه و مدنه و فرقانه و قراه ، و بدوه و حضره يحدوهم النصر ، و يتدثرون ثياب الفخر ، ليرفعوا علم السودان عالياً خفاقاً معبراً عن إرادة أمة و عزيمة شعب . و من قبلهم كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية فولد اليوم … و ( اليوم نرفع راية استقلالنا … و يسجل التاريخ مولد شعبنا ) …
نعم ( ١٩٥٦م ) كان مولد السودان و دولة السودان و شعب السودان . وأصبح (١/١) رمزاً و تأريخاً لميلاد أغلب الأجيال السابقة …
هؤلاء من جاء بعدهم في البلدان المجاورة رفعت لهم القبعات و شيدت لهم المقامات ، و أقيمت لهم المزارات ، و سميت بأسمائهم الطرق و نصبت الإشارات لتستقيم و تستضيء بهم المسارات …
عجباً لنا في السودان ! … هل جبلنا على النكران ؟؟؟ …
الأمم تبني و ترتقي … و نحن نهدم و نرجع القهقري ! …
الامم تربط ماضيها بحاضرها و تعمل لمستقبلها ، بينما نحن ننسى الماضي و ننكر الصانعين ، و نهدم الحاضر لأنه صنع الحاضرين ، و ننظر للمستقبل بعيون الآخرين !! ….
شتان ما بين جيل يبني و جيل يهدم ! …
جيل يشيد المدارس و الشوارع و الكباري و الطرقات و يعلي من شأن المؤسسات …
و جيل (كالثيران) في مستودع (الخزف) جاؤوا من رحم الشتات ! …
اليوم ١٩ ديسمبر ٢٠٢٤م يحتفل السودان و السودانيون بهذا التاريخ الذي سطرت فيه كلمات المفخرة و العزة ، لتعلن استقلال وطنٍ ما ارتجف و لا اهتز ….
قارع أبناؤه الخطوب و خاضوا دروب المنون ، و قالوا نحن شعب لن نهان و لن نهون أو نخون … ظنهم أن لا يخلفهم خائن ، و لن يخرج من أصلابهم خؤون … لكن الأيام دول و ( تلك الايام نداولها بين الناس ) ليعلم الله المجاهدين و يتخذ منهم شهداء … يتبدل الحال و يبقى الأساس… و ديدننا في السودان غير ذلك… نريد تبديل الحال ( بأي حال ) و ننخر لهدم الأساس لا يضيرنا كيف يكون المآل !… ربما بيننا عرق دساس !! …
كلما جاء جيل لعن الجيل الذي قبله !! ….
ألا ترون من يحتقر إرث الأجداد ليحاكمهم تحت التراب ؟ …
أما رأيتم ثورة البطون وقانون الغاب ؟ …
جاءت لتمحو كل موروث و مخطوط و كتاب ؟ …
تلك الثورة المأجورة و الشعارات المسعورة جاءت بأدوات الدمار … سجون و تعذيب ، دمار و تخريب ، و تمجيد كل ما هو معيب ! …
يسمونها ثورة الجياع بل هي ثورة (البطن) و شتان ما بين من يثور من أجل (الوطن) و من يثور من أجل (البطن) ! …
ها هي خمسٌ عجاف مرت بعد ثورة (البطن) جاع و تضور فيها (البطن) و بقي شامخاً و عزيزاً (الوطن) …
يحتفل شعب السودان اليوم ب( ١٩ ) ديسمبر ( ١٩٥٥ ) إلا من أنكر دروب المسيرة و عميت منه البصيرة فشأنه أن يحتفل ب ( ١٩ ) ديسمبر ٢٠١٩م …
هنيئاً لشعب السودان بأعياد استقلاله رغم الأسى و رغم الجرح . فلا تبالوا و ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) و هم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون …..
و سيبقى ( ١٩ ) ديسمبر (١٩٥٥م) ميلاد السودان ، و رمز استقلال السودان ، رغم أنف المرتزقة و أحلاف الشيطان من العجم و العربان ….
و سيبقى هو الساس و حجر الأساس ….
و الما عنده أساس ما بحكم الناس …..
الأستاذ /
الغالي الزين
19 ديسمبر 2024م