الخبر السوداني

حامد املس..✍️ يكتب يتساقطون واحداً تلو الآخر

رصة حروف

في لحظات حاسمة، عندما تتساقط أوراق الخريف المهترئة، تتكشف الحقائق وتظهر شمس النصر في سماء الوطن، معلنةً عن نهاية حقبة سوداء من التمرد والفوضى. إنه مشهد يستحق التوثيق والتأمل، حيث بدأت قوى الشر تتهاوى، واحدة تلو الأخرى.

قتل علي يعقوب، وقتل البيشي، وقتل جلحة، وقتل قرن شطة وغيرهم كثيرون. أسماء لطالما سمعنا بها في ساحة التمرد، لكنهم الآن مجرد ذكرى في سجل الخسران. اختفى النقيب سفيان، ما بين احتمالات التصفية أو الهروب، بينما استسلم كيكل، ليصبح الآن يقاتل بجانب الجيش بكل وطنية وشرف.

أما رموز التمرد الآخرين، فقد اختاروا الهروب كوسيلة أخيرة للنجاة. هرب عثمان عمليات، وهرب جدو أبو شوك، وهرب النور قبة، بينما أُصيب حبيب حريكة وتم تحييده. أما عن إعلام التمرد، لقد فقد القدرة على التضليل، وصار صوته خاملاً لا يسمعه أحد، واختفى الناشطون الذين كانوا يطبلون للتمرد وكأنهم تبخروا في الهواء.

حتى المستشارون الخاصون بحميدتي، ما بين هروب، واستسلام، واختفاء، بينما زعيمهم نفسه هرب وأصبح لا يظهر إلا عند الهزائم، بخطابات واهية لإيهام من تبقى من جنوده الذين لم يعد همهم سوى الهروب بجلودهم. أما عبد الرحيم دقلو، فهو هائم في الصحراء، منتظراً مصيره المحتوم على يد القوات المشتركة أو بضربة جوية حاسمة.

وفي خضم هذا الانهيار، تشهد البلاد عودة قوية للجيش السوداني. بحمد الله، تم تحرير مدني، ومصفاة الجيلي، وفك حصار القيادة العامة بعد تحرير سلاح الإشارة مباشرة. أصبح الطريق من بورتسودان إلى بحري مفتوحاً.

الفرحة تمتد لتشمل أفواج العائدين طوعاً إلى المناطق المحررة، وبدأت عمليات صيانة شبكات الكهرباء والمياه، وتجهيز المستشفيات لاستقبال المرضى، واستعداد المدارس لفتح أبوابها بعد طول انتظار. إنها عودة الحياة الطبيعية بعد عامان من التحدي والصبر.

في الساحة السياسية، لم يختلف الحال كثيراً. قوى الحرية والتغيير، المعروفة بتقدم، تعيش حالة انقسام داخلي قد تؤدي إلى انشطارها إلى جناحين وربما ثلاث، كما هي عادتهم في أوقات الأزمات. أما على الصعيد الدولي، فقد استعاد السودان احترامه بين الدول، وتم إلجام فولكر وتوم بيريلو. أُحبطت محاولات فرض حكومة المنفى، وتم تنظيم امتحانات الشهادة السودانية وتغيير العملة بنجاح.

ليس هذا فحسب، بل بدأت جهود دحر خطاب الكراهية ودعم التعايش السلمي تؤتي ثمارها. لم يتبق الكثير حتى نخرج من نفق الشرخ المجتمعي ونتجاوز هذا الجرح العميق الذي خلفه التمرد.

يتساقطون واحداً تلو الآخر

اليوم، الأراضي تستعاد بوتيرة متسارعة، والتمرد في حالة انسحاب تكتيكي دائم. نصرتنا عزيمتنا وقوة إيماننا بالله عزوجل، حتى صاروا يفرون أينما حل جيشنا الباسل.

الحمد لله رب العالمين، إن لم يكن هذا هو الانتصار، فكيف يكون؟
إنها لحظة لن تُنسى، لحظة توثق انتصار الوطن على قوى الظلام، وتُكتب بحروف من نور في سجل التاريخ السوداني العظيم.

ملحوظة:
لقد قمت بي اقتباس بعض الكلمات من مقال أحد الوطنيين الشرفاء للأسف لا يوجد اسم بالمقال تحياتي له إذا مر عليه عمودي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.