متابعات الخبــــر الســــــوداني
الحشف
الغريب أن يلام المواطن الأعزل المصاب بالكوليرا والحرب معا . أن يلام في أزمته بمصاب ثالث وهو إبتزازه بعبارة (ما قلنا ليكم وقفوها ) ! وكأن هذه الأزمة الصحية الطارئة او غيرها من مشاكل كسب يديه او تعمد من الجيش والحكومة معا !
لن يذهب أحد لأصل المشكلة وهي أن جهة محاربة دمرت البنية التحتية عمدا للمياه (محطة مياه بحري) بل أنها عطشت حتى من هم في أسرها كما حدث في الصالحة ! وأن تلك الجهة قصفت محطات الكهرباء .والأمثلة وفيرة وأن تلك الجهة منعت الغذاء والطعام عن المواطنين .ببعض المناطق نهبت حتى التكايا وما يحفظ بالمنازل للصغار ! وإن دفع لك قريب بما عبر تطبيق تتم عملية منح الكاش ثم بعد عبورك بزقاق ينهب منك ! ماذا سيحدث في وضع مماثل ! أنت ببساطة تحول إنسان لمشروع المضطر الذي يأكل خشاش الأرض إن وجده وأن يشرب راكد المياه ومحمول زبد النيل والله وحده يعلم ما يطفو عليه !
في نظر هؤلاء .من يلومون الناس على ظرف سلوك بربري من عدو فوق بؤس خلقه هو نفسه مشروع وباء متحرك (غالب المقار والمنازل والمساجد تحولت تجمعات فضلات أدمية منهم) في نظر اولئك كل هذا يلام به المواطن بينما على الجناة التبسم وهم يوكلون جماعة وقفوها باثر المدافعة . التي تتجاهل كل تلك المخازي
يحمد ان كل المناطق التي تحت سيطرة الجيش أنها ظلت رغم ملاحظات تراجع الخدمات الصحية في سقف الأمان النسبي لان السلوك مختلف كمؤسسات وبشر وفوق هذا تحلت ببعد أخلاقي .كان يمكن للسلطات ان (تحجر) كل المدنيين الذين يفدون من صالحة او غيرها او تحتجزهم لكنها لم تفعل بذاك الأثر الأخلاقي المرتبط أساسا بفضيلة في أعراف السودانيين بأنهم اهلهم وهو عين ما جعل عشرات الأسر تستقبل بأمدرمان والخرطوم من يفدون وهم محل ترحاب . أنا شخصيا منذ أيام أزور وأتفقد بعض أقاربي فيهم مرضى وأصحاء وأعين بما أستطيع ولم تهتز عضلة في وجهي تضجرا او رهقا حتى لو دفعت حياتي ثمنا لهذا القرب . وممتن جدا لما أجد من عون من السلطات الصحية وممتن أكثر ان كل من قابلت رغم مصابه لم يشعر انه لا في الخيار الخطأ او الموقف غير الصحيح . لا ندم على ذلك ولا أسى . وشدة وتزول . وكيلنا صحيح وحشفهم يابس ولو رشوه بنفاق الاشفاق