كتب / حيدر بركة
متابعات الخبــــر الســــــوداني
صرخة لوقف انتهاك حرمة الأطباء!
سؤال إلى متى سيظل غض الطرف عن الانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها خط الدفاع الأول عن صحتنا وحياتنا، ألا وهم الأطباء والكوادر الطبية؟
الكثير منا سمع وشاهد حوادث مؤسفة تقع داخل حرم المستشفيات، التي من المفترض أن تكون ملاذاً آمناً للمرضى والعاملين فيها. لكن للأسف، يبدو أننا أصبحنا نعيش في زمن أصبحت فيه المستشفيات ساحة للعنف والفوضى، وآخرها ما حدث في مستشفى حوادث العظام بـود مدني.
في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وهو يوم يفترض أن يكون يوماً للفرح والسكينة، شهد المستشفى حادثة تكررت في مجتمعنا تتعدد أشكال الضرب والمضورب واحد هو الطبيب المناوب.
تفاصيل الحادثه (تعرض عدد من أبطالنا للاعتداء وهم الدكتور محمد محمود والدكتور حازم والممرضة لبنى، بالإضافة إلى العامل نجيب حامد، تعرضوا لهجوم وحشي وتهديد بالسلاح من قِبل مجموعة من اهل المصاب.
لم يكتفِ هؤلاء المعتدون بالتهديد، بل قاموا بضرب الكوادر الطبية أثناء محاولتهم إنقاذ حياة مريض كان قد تعرض لطعنة سكين في القلب. والذي توفي بعد عشر دقائق من جهود الإنعاش المستميتة من قبل الأطباء لكن اراد الله أن ينتقل المصاب من دار الدنيا إلى دار الآخرة) انتهى.
بدلاً عن الصبر والقناعة بقضاء الله وقدره دخل أهل المتوفى في نوبة من الفوضى والصراخ بألفاظ نابية، دون أدنى مراعاة لحرمة المكان أو للوضع الحرج الذي كان فيه الطبيب وهو يحاول جاهداً إنقاذ المريض.
أي منطق هذا؟
وأي عدل هذا؟
طبيب يترك بيته وأهله في يوم العيد ليؤدي واجبه الإنساني النبيل، هل هذا هو جزاؤه هو ومن معه؟ هل جزاء الإحسان هو الضرب والتهديد بالسلاح؟
إن هذا السلوك الهمجي لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال.
إن كان هناك خطأ طبي يجب أن توجه شكوى إلى جهة الاختصاص.
إن استمرار مثل هذه الهجمات يعكس تدهوراً خطيراً في منظومة القيم والأخلاق في مجتمعنا.
ما اكتبه هنا ليس مجرد صرخة غضب، بل صرخة استغاثة. على الجهات المختصة، وعلى رأسها وزارة الصحة والجهات الرسمية، أن تضع حداً لهذه الأعمال المؤذية. يجب أن تُفرض عقوبات رادعة على كل من يتجرأ على الاعتداء على الكوادر الطبية أو إثارة الفوضى داخل المستشفيات.
حرمة المستشفى هي حرمة للمرضى وللعاملين فيه.
إذا استمر غض الطرف عن هذه الانتهاكات، فسنصل إلى مرحلة لن يجد فيها المرضى من يعالجهم، ولن يجد الأطباء من يحميهم. فهل سنسمح بأن نصل إلى هذا الدرك السحيق؟
الطبيب أراد أن يوثق الحالة فقام برفع الصورة على موقع التواصل الاجتماعي.
أخيراً
يجب أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم.