متابعات الخبــــر الســــــوداني
في ٤ يونيو الجاري، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعلان رئاسي فرض بموجبه قيود سفر على رعايا ١٢ دولة بصورة كاملة، من بينها السودان. وذكر بيان البيت الأبيض أن السياسة الجديدة ستخضع لمراجعة وتعديل كل ٩٠ يوم من تطبيقها. سأحاول هنا تجميع أكبر قدر من المعلومات من مصادر أوليّة للفائدة، مع أقل قدر ممكن من التحليل.
يتضح من تداعيات القرار حتى وسلوك البيت الأبيض والخارجية الأميركية، والناطق الرسمي باسم الخارجية في التنوير الصحفي يوم الخميس، نستطيع بسهولة القول أن القرار اتُّخذ بسرعة وبدون دراسة او تفكير في تبعاته، ككل شئ في إدارة ترامب، فالإدارة ما تزيل تصدر التوضيحات الرسمية وغير الرسمية. بالأمس أرسل وزير الخارجية الأميركي برقية لبعثات الولايات المتحدة حول العالم بعدم إلغاء أي تأشيرة صدرت قبل مواعيد إنفاذ حظر السفر.
حتى الآن لم تصدر من سلطات الجمارك وحماية الحدود الأميركية تصريح يقول بأن من صدرت لهم تأشيرات قبل تاريخ قرار الحظر سيتمكنون من السفر وسيُسمح لهم بالدخول عند وصولهم، فإصدار التأشيرة كما قال وزير الخارجية روبيو من عدة أسابيع ليست ضمانة كافية لحاملها بأنه سيدخل الولايات المتحدة لدى وصوله للمنافذ الحدودية والمطارات.
معايير الحظر
بحسب بيان البيت الأبيض، وملحق الوقائع، فقد أُشير إلى أن سبب وجود السودان في القائمة تحديدًا لافتقاره إلى “سلطة مركزية كفؤة أو متعاونة لإصدار جوازات السفر أو الوثائق المدنية”، وكذلك لعدم امتلاكه “إجراءات مناسبة للفحص والتدقيق الأمني”. كما أشار تقرير وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إلى معدلات مقلقة لبقاء السودانيين في الولايات المتحدة بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم: ٢٦.٣٪ لحاملي تأشيرات B1/B2 (زيارة وسياحة)، و٢٨.٤٪ لتأشيرات الطلاب وتبادل الزوار (F، M، J). وهذه المعدلات تفوق المتوسط العالمي بشكل كبير، وأسهمت في إدراج السودان ضمن الدول التي يشملها الحظر.
كما ذكر بيان البيت الأبيض أن هدف السياسة الجديدة هو تعزيز الأمن القومي الأمريكي من خلال الحد من دخول مواطني الدول التي تعتبر الولايات المتحدة مواطنيها غير ملتزمين بشروط ومواعيد الدخول والخروج، أو لديها عجز في الوفاء بمجموعة من المعايير منها:
- ضعف التعاون في تبادل المعلومات الأمنية، عجز أنظمة إدارة الهوية في تلك الدول، وجود مخاطر أمنية أو هجرة مرتفعة ناتج من خرق مواطني تلك الدول لشروط تأشيراتهم، وفي حالة كوبا وإيران فالدواعي مرتبطة بالأساس لأنها دول راعية للإرهاب وفق التصنيف الأميركي، رغم ان كوبا في قائمة الحظر الجزئي، وهناك دول مصنفة راعية للإرهاب مثل كوريا الشمالية وروسيا ولم يقُم ترامب بحظر مواطنيها من السفر لأميركا، وذلك سبب اضافي يوضح الطبيعة الاعتباطية النفاقية للقرار، وارتباطه أو مراعاته للأولويات الجيوسياسية للرئيس ترامب فوق المعيار الحقيقي المُعبّر عنه. وقد جاء هذا القرار بعد الهجوم الدموي في ولاية كولورادو، الذي نُفّذ على يد مواطن مصري. ومع ذلك، لم تشمل القائمة مصر. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية فريدريش، دافع الرئيس ترامب عن استثناء مصر قائلاً: “في مصر الوضع تحت السيطرة، على عكس الدول التي نفرض عليها القيود”
نقاط رئيسية يجب أن يعرفها المواطنون السودانيون
١. حظر دخول كامل على المواطنين السودانيين
السودان من بين ١٢ دولة يشملها حظر دخول كامل. وهذا يعني أنه ابتداءً من ٩ يونيو ٢٠٢٥، سيتم منع دخول المواطنين السودانيين الذين لا يحملون تأشيرة صالحة إلى الولايات المتحدة، ولكن لا يعني بالضرورة السماح لهم بالدخول عند وصولهم حتى ولو سمحت لهم خطوط الطيران بالسفر، وهذا أمر نتوقع توضيحه بعد عطلة نهاية الأسبوع.
٢. التأشيرات السارية لا تزال صالحة
وفقًا لبرقية رسمية صادرة عن وزير الخارجية ماركو روبيو للبعثات الدبلوماسية الأميركية، فإن التأشيرات الصادرة قبل دخول القرار حيّز التنفيذ ستظل صالحة. لكن من تمت الموافقة على تأشيرتهم ولم يستلموها بعد، فسيتم رفض منحهم التأشيرة.
٣. استثناءات من الحظر
يشمل الإعلان الرئاسي عدة استثناءات تهدف إلى تقليل الطعون القانونية أمام المحاكم الفدرالية الأميركية، ومنها:
- حاملو الإقامة الدائمة القانونية (البطاقة الخضراء)
- مزدوجو الجنسية الذين يسافرون بجواز دولة غير مشمولة بالحظر
- الدبلوماسيون وزوار الأمم المتحدة
- الأطفال المتبنّون
- المسافرون لحضور فعاليات دولية رئيسية مثل كأس العالم ٢٠٢٦ وأولمبياد ٢٠٢٨
٤. مراجعات منتظمة للسياسة
تشمل السياسة مراجعات دورية كل ٩٠ يومًا، مع إمكانية تعديلها إذا حسّنت الدول المشمولة إجراءاتها الأمنية. وهذا يعني أن السودان قد يُزال من قائمة الحظر إذا طرأ متغير.
ما هي الآثار على المسافرين السودانيين؟
حاملو التأشيرات الحالية: إذا كنت تحمل تأشيرة أمريكية صالحة صدرت قبل ٩ يونيو ٢٠٢٥، يُفترض أن تتمكن من دخول الولايات المتحدة، لكن القرار النهائي يظل بيد سلطات الجمارك وحماية الحدود الأمريكية.
طلبات التأشيرة المعلّقة: إذا تمت الموافقة على تأشيرتك ولكنك لم تستلمها بعد، فستُرفض وفقًا للسياسة الجديدة.
المتقدمون الجدد: سيُمنع السودانيون المتقدمون للحصول على تأشيرة بعد ٩ يونيو ٢٠٢٥ من دخول الولايات المتحدة، إلا إذا كانوا ضمن الفئات المستثناة.