الخبر السوداني

كمال ادريس ( خطوات رئيس )

كتب / الغالي الزين

متابعات الخبــــر الســــــوداني

الخريف ( الليِّن ) من بشايرو ( بيِّن ) ……
من بشاير الخريف الدعاش ( الهيف )…. و (شَقْ) الفرع ( المطرق ) ….
شَقَّ الفرعُ يعني تفتَّق و أخضرَّ و أينع ….السحاب المتلبد المتراكم كالجبال في ألوانه المتناسقة يشكل لوحة طبيعية ينساب بقدرة الرحمن من بلد إلى بلد ( سبحان مجري السحاب ) تراه يتداخل مختلف ألوانه يتزاحم في صمت ليبلغ أن الخريف آت ، و أن الخير آت ، فيقوم الناس لزرعهم اعداداً و استعداداً ….
و تكرف البهائم ريحة الهيف فتفتح أنوفها ، و ترفع رؤوسها و تتيمم ( الصعيد ) ، مودعة الصيف ، يستهويها الدعاش و تستشعر مطر الرشاش ……
رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس أطلَّ على الناس كسحابة صيف كلٌّ يرجو سقيها لعلها تبلِّغه الخريف ! ….. و رغم التحفظات و الإعتراضات و الترقبات التي ظلت تلاحقه ، إلا أنه بدا كالخريف الليِّن من بشائره بتصريحاته القوية و ردوده على من أرادوا طعن السودان و أهل السودان من الخلف … و هو يغازل الأمم المتحدة و المجتمع الدولي لا ليخطب ودهم بل ليلزموا حدهم ! …
و من تصريحاته يلمح مرة و يفصح تارة دلالة على إدراكه للأحوال و التعامل مع الردود و الأفعال ….
خطابه المقتضب من صلاة العيد فيه تؤدة و أدب ، خلا من السياسة و الصخب …..
خاطب شعبه بلغة معطرة بذكر الله ، منفوحة بروح التصوُّف المتعمقة في نفوس أغلب أهل السودان ، فأماط التوجس و التخوَّف عن الأذهان…. ثم كانت زيارته لمعسكر النزوح بعيدا عن البروتكولات ، و زحمة الفارهات ، و صفير الصافرات تقول : أنا من هؤلاء أينما حلُّوا . و الأولوية للرجوع إلى ديارهم و ضمان استقرارهم ، و لا أبالي أن آكل معهم الفسيخ و الملوحة و الكوَّل و الويكاب و (ام تلاتة) و (ام زماطة) و المِرِس . و مسعتد للمواساة في العزاء و المجاملة في العرس ….
جاء للحكم مبادراً يحمل كتابه أن اقرؤوه فخذوا ما يناسبكم و اطرحوا ما لا يناسبكم…….
طرح برنامجه للتشاور و التفاكر حوله و هو يدري إما أن تجد قبولاً أو تعديلاً أو رفض . و في كل خير البلاد و العباد و لربما يترك الأمر للغير عسى يأتوا بخير ……
طرح رؤيته لإدارة الدولة عبر المجالس العليا المتخصصة للوزارت و مساهمات المختصين في الشأن العام من أساتذة الجامعات بكل اطيافهم و تخصصاتهم و هو يريد حكومة كفاءات و ليس حكومة محاصصات مكمن ( الداء )….. حكومة لن يطغى اللون السياسي فيها على الكفاءة و هنا مخزن ( الدواء)…….
و نرددها عشراً الكفاءات الكفاءات الكفاءات……
هذه و غيرها سحائبٌ تحلق في سماء السودان ….. تترقبها أرضه ليروى سهلها ، و ينبت غفرها ، و يزهر زهرها ، و يستتب أمنها ، و ينعم بالخير أهلها…….
رغم هذه العناوين البارزة و الخطوط العريضة ما زال الشيطان يكمن في التفاصيل ، و يظل الحذر و الترقب سيد الموقف ، و لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ……..
و أمر المؤمن كله خير لكن الحذر من أن يلدغ من جحر مرتين …..
هي خطوات كتبت لتسير ، و لا بد لها و إن قصر بها الطريق أو طال عليها المسير ….
دعواتنا له بالتوفيق ما دامت نواياه رضى الله ثم الناس و التأسيس …
و سر إلى الأمام يا ريس …. فالخواتيم بالعمل و ليس بالحديث ، و من كثر كلامه قلَّ فعله ، و لكل حادث حديث ….
و ليس بيدك ما تقدمه دون إرادة الله ، و أن كان لنا من نصح نقول لك :
دع المتربصين والمثبطين ، و احذر المتسلقين ، و إقرأ ( ما ) حولك ، و اعرف ( من ) حولك ، و تحسس (كنانتك) ، و احسن (بطانتك) ، و لا يجرمنك شنآن قوم أن تعدل ، اعدل فهو أقرب للتقوى ، ثم اعقلها وتوكل …
و من توكل على الله فهو حسبه ….
و ( إنَّمَا أمْرُهُ إذَا أَرَادَ شَيْئاً أنْ يقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون ) …..
اللهم أيِّد بلدنا و جيشنا و ولاتنا بنصرك …..

الغالي الزين حمدون
٢٠٢٥/٦/٧ م

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.