الخبر السوداني

أمريكا تُطالب الأوروبيين بالدفع… لكنها لا تقاتل معهم!

كتب / أحمد علي عبدالقادر

متابعات الخبــــر الســــــوداني

بينما يُطالب قادة الولايات المتحدة دول حلف الناتو بزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، تُطرح تساؤلات مصيرية تتجاوز الأرقام والموازنات: من يحمي أوروبا فعلياً؟ وهل يمكن للبيت الأبيض أن يُغامر بحياة جنوده في سبيل عواصم لا تقع ضمن حدوده؟ الإجابة تُقلق القادة الأوروبيين أكثر من أي وقت مضى.
🔥 هل تتجه أوروبا إلى حرب نووية… دون أمريكا؟
مع تصاعد التوترات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وظهور إشارات حقيقية لاحتمال اندلاع نزاع نووي في المستقبل القريب، يبدو أن أوروبا تُحشد على خط النار، بينما أمريكا تراقب من بعيد، كما فعلت جزئيًا في حالة أوكرانيا، التي رغم دعمها بالسلاح والمعلومات، تُركت تقاتل وحدها دون مظلة حماية فعلية من حلف الناتو.
السؤال المؤلم هنا: هل تتكرر خيانة أوكرانيا مع العواصم الأوروبية إذا دقّت طبول الحرب النووية؟
هل ستكون لندن وباريس وبرلين وحدها في المعركة بينما تتوارى واشنطن خلف المحيط الأطلسي؟
البلطيق: حلفاء يُضحّون… وأمريكا تكتفي بالمشاهدة
دول البلطيق الثلاث — ليتوانيا (2.8 مليون نسمة)، لاتفيا (1.9 مليون نسمة)، وإستونيا (1.3 مليون نسمة) — تُشكّل الحاجز الأول في وجه أي هجوم روسي محتمل. ورغم قِصر عدد سكانها ومحدودية قدراتها، فإنها تستضيف كتائب من قوات الناتو في إطار ما يُعرف بـ الوجود المتقدم المعزز (EFP).
لكن من يتصدر هذه القوات؟
بريطانيا تقود الكتيبة في إستونيا (900 جندي).
كندا تقود الكتيبة في لاتفيا (1,200 جندي).
ألمانيا تقود الكتيبة في ليتوانيا (1,500 جندي).
أمريكا تقود فقط الكتيبة في بولندا (1,000 جندي)، ولا توجد لها قيادة مباشرة في دول البلطيق الثلاث.
بل إن عدد قوات المارينز الأمريكية المنتشرة فعليًا في شرق أوروبا لا يتجاوز 1,500 جندي، معظمهم في مهام تدريب ودعم لوجستي، لا في مواجهة نيران العدو المحتملة.
ترامب يهدد إسبانيا… هل تُكرر أوروبا شجاعتها؟
قبل أيام ، واجهت إسبانيا تهديداً صريحاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حين رفضت حكومة مدريد رفع إنفاقها الدفاعي 5%. قال ترامب:“إذا لم تدفع إسبانيا، فسأفرض عليها ضرائب على السلع تُدمّر اقتصادها بالكامل”.
تهديد صادم يُشبه التهديدات التي تُطلقها الدول العظمى ضد خصومها، لا ضد حلفائها.
والمُدهش أن إسبانيا قاومت… وقالت: “لا”.
وهنا تطرح القراءة السياسية سؤالًا أكثر خطورة:
هل تملك بقية دول الاتحاد الأوروبي شجاعة إسبانيا؟
هل تجرؤ باريس أو برلين أو روما أن تقول: “كفى ابتزازًا”؟
أم أنها ستواصل العيش تحت رحمة السياسة الأمريكية، والدفع مقابل حماية قد لا تأتي أبدًا؟
أمريكا تبيع السلاح… لا تقدم الحماية
أمريكا تُصدر إنذاراتها وتُحذّر أوروبا من روسيا، لكنها في الوقت نفسه تُسوّق السلاح الأمريكي بمليارات الدولارات. شركات مثل لوكهيد مارتن ورايثيون تحقق أرباحًا فلكية، في حين يُترك الأوروبيون للدفاع بأنفسهم.

فهل أصبح الناتو مشروعًا تجاريًا أمريكيًا أكثر من كونه تحالفًا دفاعيًا مشتركًا؟
ختاما: أوروبا في مفترق طريق
نحن أمام لحظة حاسمة في التاريخ. إما أن يُراجع الأوروبيون علاقتهم الاستراتيجية بواشنطن ويبنوا نظامًا دفاعيًا أوروبيًا مستقلًا، أو يستمروا كزبائن في متجر الأسلحة الأمريكي.
وحين تقع الحرب الحقيقية — النووية أو التقليدية — لن يكون هنالك وقت لمساءلة واشنطن.
بل فقط لحساب الخسائر.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.