متابعات الخبــــر الســــــوداني
■ من حكايات الأدعياء الكَذَبة ومنتحلي المعرفة أن أحدهم كان ضمن وفد لأحد الحُكام في زمانه .. مرّ موكب الحاكم بصولجانه وسيّاراته الفخمة برجلٍ عركته الحياة كان يرعي ( سَعِيّته) في سهل منبسط وبينما الراعي العجوز يرعي مستمتعاً بجمال أغنامه ( وضانه) بين تريحون وتسرحون توقّف موكب الحاكم (ونزل) رجل أنيق المظهر بربطة عنق وحذاء لامع وتوجه إلي الراعي دون سلام ولا تحية : عايزين لينا خروف ماااااكن للسيد الحاكم ..
■ دون أن يعيره كثير إهتمام قال صاحب السعيّة للرجل الأنيق : إتفضل أدخل المُراح دة وأعزك أحسن خروف للسيد الحاكم ..
■ ماهي إلا دقائق حتي عاد المندوب المدّعي بما طلب ورمي به في ضهرية عربة مكشوفة من عربات المرافقة .. لكن الراعي الذي عركته الحياة إستمهل مندوب الحاكم ليسأله : آزول .. إنت شغال مستشار مع الحاكم دة ؟! .. أجابه المندوب وقد تهللت أساريره وهو يستعدل ربطة عنقه : نعم .. شغال مستشار .. لكن عرفتني كيف ياعمّك ؟!
■ أجابه الرجل متكئاً علي عصاه : عرفتك مستشار مع الحاكم لأنك مابتعرِف الفَرِقْ بين التّيْس والخروف !!
■ أخيراً وضع ماتبقي من شتات قحت خيباته علي رأس كبير المجرمين والقتلة ونصّبوهوا رئيساً عليهم وهو يلعنونه في قرارة أنفسهم ألف مرة ..ومع هذا وقفوا يرقصون علي جماجم وأشلاء الضحايا في منصة تأسيس ..
■ ومع هذا فإن العارف ببواطن الأمور ولغة جسد المنافقين يمكنه بسهولة التمييز بين المليشي بالأصالة والمليشي الذي يحمل رتبة ( كلب صيد) وإن كان يرتدي بدلة أنيقة بربطة عنق !!
■ علي وقع صوت مشروخ وعزف ردئ يمكنك بسهولة معرفة الفرق بين المليشي الأصيل والمليشي كلب الصيد .. الأخير لايعرف الرقص علي أنغام المردوم .. والجرّاري !!