كتب / مكاوي المليك
متابعات الخبــــر الســــــوداني
كما توقعنا في منشور سابق..نرى الآن ما كشفه تقرير ميدل إيست آي يوضح بجلاء حجم التشابك المعقد في تحالفات الإقليم..وكيف توظف الإمارات أدواتها في مصر وحفتر لخلط الأوراق في ليبيا والضغط على.
مصر تطلب من واشنطن التدخل لمنع حفتر من المصادقة على اتفاق بحري مع تركيا..بينما كانت الإمارات هي الداعم الأساسي لحفتر منذ البداية..وتموله وتسهل اتصالاته مع خصوم مصر التقليديين
السيسي يواجه مأزقًا استراتيجيًا :
• من جهة..يريد كبح النفوذ التركي في ليبيا خوفًا من تمدده إلى حدود مصر الغربية
• من جهة أخرى..يضطر للتعامل مع حفتر المدعوم إماراتيًا..والذي اصبح ينفتح على تركيا نفسها في مفاوضات واتفاقات نفطية وعسكرية
هذا التعقيد يعكس بوضوح أن الإمارات لا يهمها استقرار مصر أو أمنها الحدودي..بل تستخدم حفتر كورقة مساومة وضغط..حتى لو اضطر للتقارب مع أنقرة التي تتصادم مصالحها مع القاهرة في شرق المتوسط
أما في السودان..فتبرز المفارقة الأكبر:
• مصر وتركيا تدعمان الجيش السوداني ضد الدعم السريع
• في الوقت نفسه..حفتر – حليف الإمارات – يتهمه المصريون بأن قواته نفذت هجمات عبر الحدود المشتركة لدعم الدعم السريع
• وتركيا تنسق عسكريًا مع حفتر رغم علمها بأن هذا قد يضر بمصالح الجيش السوداني الذي تقول إنها تدعمه
وهنا لا بد من أن نكون صريحين:
الإمارات لا تلعب وحدها بالتاكيد ..بل تنفذ جزءًا من المخططات الصهيونية الأوسع التي تهدف إلى تفتيت الدول العربية وتقسيمها وإضعاف جيوشها الوطنية…إسرائيل هي المستفيد الأكبر من هذه الفتن الممنهجة التي تُدار بحرفية عبر المال الإماراتي والخطط الصهيونية والتحريض الإعلامي وشراء الولاءات
ب اختصار :
• هذه ليست صراعات خير وشر..بل تنافس مصالح قاسية
• لا نملك رفاهية الانقسام أو تسليم بلادنا لمرتزقة أو وكلاء الخارج
• ما يحدث في ليبيا عبر حفتر والإمارات..وما يحدث في السودان عبر الدعم السريع..وجهان لخطة واحدة: تمزيق الدول..تجزئة الجيوش..لتنفيذ خطط ومشاريع صهيونية وتسليم السيادة لشركات الأمن والممولين الأجانب
التحدي أمام السودان أكبر من مجرد قتال مليشيا دقلو . إنه صراع طويل لإعادة بناء الدولة الوطنية القادرة على صد الأطماع..وفهم هذه الشبكات المعقدة خطوة أولى على طريق النصر