الخبر السوداني

سد النهضة: التحركات المصرية الأخيرة ومؤشرات الحسم

كتب / مكاوي الملك

متابعات الخبــــر الســــــوداني

على مدى سنوات..شكّل سد النهضة الإثيوبي واحدة من أبرز الأزمات الإقليمية في حوض النيل..وسط تعثر المفاوضات وتعنت الطرف الإثيوبي في فرض أمر واقع على حساب الحقوق التاريخية لمصر والسودان
واليوم..تبدو المعطيات الإقليمية والدولية تشير إلى أن مصر قد دخلت مرحلة مختلفة في التعامل مع هذا الملف..عنوانها: الردع المفتوح والحسم المحتمل

تصعيد مصري غير مسبوق: رسائل عسكرية وسياسية مزدوجة

في الأيام القليلة الماضية..تصاعدت النبرة المصرية بشكل غير مسبوق على المستويين السياسي والعسكري…فقد قام وزير الدفاع المصري مؤخراً بزيارة ميدانية للجيش الثاني الميداني..وشهد مناورة عسكرية ضخمة شاركت فيها مختلف الأسلحة..في مشهد بدا واضحًا أنه رسالة ردع لا تقتصر على سيناء فحسب..بل تتجاوز الحدود الشرقية إلى العمق الاستراتيجي لمنابع النيل

هذا الاستعراض للقوة..تزامن مع تحركات دبلوماسية مهمة…أبرزها تصريحات وزير الخارجية المصري “بدر عبد العاطي” من وشنطن وايضا من أوغندا..والتي قال فيها بوضوح:

“مصر ستتخذ الإجراءات اللازمة اتساقًا مع القانون الدولي لحماية أمنها المائي”

وهو أول تصريح مباشر بهذا الوضوح منذ سنوات..يفتح الباب لاحتمال تحرك عملي يتجاوز لغة البيانات

خلف الكواليس: تحالفات عسكرية وقراءة في العقل الاستراتيجي المصري

زيارة رئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني إلى القاهرة قبل يومين ولقاؤه بالرئيس عبد الفتاح السيسي..تفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة:
هل تبحث مصر عن خبرات عسكرية متقدمة في التعامل مع السدود؟
خاصة أن آخر مواجهة عسكرية لباكستان مع الهند كانت بسبب سد على نهر السند!

ويبدو أن القاهرة تستفيد من كل التجارب العسكرية العالمية..سواء عبر تبادل الخطط أو تطوير تكنولوجيا خاصة بتحييد الأهداف المائية الكبرى..أو حتى فتح المجال لتعاون صناعي مشترك في مجالات دقيقة

الظرف الإقليمي المشتعل: فرصة أم خطر؟

يتزامن التصعيد المصري مع تطورات إقليمية خطيرة:
• التصعيد الإسرائيلي في غزة بدعم أمريكي ضمني
• تحركات بحرية في البحر الأحمر
• توتر متزايد بين إيران وإسرائيل
• انشغال الولايات المتحدة بأولويات استراتيجية أخرى

كلها مؤشرات تؤكد أن النافذة الزمنية لتنفيذ ضربة محدودة قد لا تتكرر بسهولة..في ظل انشغال القوى الكبرى أو تراجع قدرتها على الضغط

الخيارات على الطاولة: من الرسائل إلى الفعل

الرسائل المصرية لم تعد رمزية..بل تشير إلى سيناريوهات جاهزة..أبرزها:

  1. ضربة عسكرية دقيقة لبنية السد تعطل تشغيله دون تدميره كليًا
  2. عملية استخباراتية غير تقليدية لشل بنيته التشغيلية
  3. استثمار التهديد العسكري لفرض اتفاق ملزم تحت ضغط الأمر الواقع

ما الذي يحدث خلف الأبواب السودانية؟

وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى تطورات موازية داخل السودان:
فمع إعلان حكومتنا مؤخرًا إيقاف أعمال صيانة الوزارات والمؤسسات الحكومية..بحجة توجيه الموارد لإعادة الكهرباء والمياه..تبرز تساؤلات مشروعة:
• هل هناك تنسيق سوداني–مصري على مستوى استراتيجي عالٍ؟
• هل دخلنا فعليًا في إطار صفقة إقليمية كبرى تشمل دعم الضربة المصرية لسد النهضة..مقابل إعادة التوازن في السودان..واستعادة السيطرة على المثلث ودارفور؟
• أم أن هناك ما هو أعمق..يجري ترتيبه بهدوء خلف الكواليس؟

الختام: زمن الحسم يقترب

في ظل هذا التصعيد السياسي والعسكري..من الواضح أن مصر لن تقبل بأي ملء أحادي خامس دون اتفاق ملزم..
والسودان أيضًا قد يكون قد حسم موقفه بهدوء عبر قرارات اقتصادية وعسكرية ذات مغزى

🔻 في المقال القادم وبعد نتائج ومخرجات التحركات والاجتماعات المكثفة الان… سنكشف تفاصيل ومعلومات اكثر خلف الكواليس.. والمفاجآت التي قد تعيد تشكيل المشهد الإقليمي برمّته

⏳ ترقبوا…

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.