كتب / الطاهر ساتي
متابعات الخبــــر الســــــوداني
:: بالأمس، تعليقاً على انتصار الفاشر، كتب وزير الإعلام خالد الإعيسر التغريدة التالية : ( بكل فخر واعتزاز، نحيي تضحيات أبطال معركة الكرامة، الذين رسموا بجهودهم ودمائهم وأرواحهم ملامح عزة السودان وشعبه، لن ننسى من ضحوا من أجل الوطن، مهما كانت الظروف، والتحية لشباب البراؤون وقيادتهم على ما قدموه من تضحيات)..!!
:: فالتغريدة طبيعية و مواكبة لحدث الانتصار، ولكن غير الطبيعي هو أن الأعيسر وقّع عليها بصفة مواطن ..(المواطن : خالد الإعيسر) ..وهذا يعني أن التغريدة ليست محض تحية للأبطال،ولا هي مجرد إنفعال بإنتصار الفاشر، بل هي أيضاً رسالة لمن جرّدوه من مهام الناطق الرسمي باسم الحكومة، وهذا ما حدث فعلاً..!!
:: ولعلكم تذكرون، لقد تأخر تعيين الإعيسر، و هناك من كان يسعى لتعيين أحمد القرشي، وهذا يعني أن الإعيسر لم يكن خيار البعض، و فُرض عليهم، ولم يستسلموا، بل أقنعوا رئيس الوزراء بتجريده من مهام الناطق الرسمي، وقد فعل .. وكالعهد به، عندما يستغنى عن أحدهم أو يلغي وظيفته، فان كامل لايأتي بالبديل، وليس هناك أي تفسير لهذا العجز ..!!
:: أوضح مثال، كان قد جاء بالسفير نور الدين ساتي وزيراً للخارجية.. وعندما تسرّب الترشيح وهاج فيه البعض، لم يغض الطرف عن ساتي فقط، بل عن البديل أيضاً، لتظل الحكومة بلا وزير خارجية كأن بالسودان أزمة كوادر.. وكما تعلمون فان وزير الدولة بالخارجية بمثابة وكيل وزارة أو مساعد وزير خارجية، ولذلك لم يلتق به وزير الخارجية المصري في الجولة الأخيرة..!!
:: ثم مهام الناطق الرسمي، كان يشغلها الإعيسر بجدارة، وكان متاحاً لوسائل الإعلام، ومنذ إسكاته تبكمت الحكومة، وكامل عاجز عن البديل.. ربما نهجه مع البدائل كنهج صبي وظفوه بائعاً في متجر، ثم نصحوه بتقديم البدائل للزبائن، فاستوعب النصح، وعندما جاء أحدهم طالباً معجون أسنان، فرد الصبي : (ما عندنا معجون و الله، لكن عندنا صنفرة.. بتنفع معاك؟)..!!
:: وبالقاهرة،، أجلسوا وزير الإعلام كالضيف في اللقاء الإعلامي، لم ينطق بكلمة .. بروتوكولياً كان يجب أن يخاطب اللقاء ثم يُقدّم رئيس الوزراء، ولم يفعل، ليس تمرداً، ولكن أرادوه صامتاً..من يريده هكذا؟.. فالمؤسف زملاء حول كامل هم بطانة التخريب، وقالها في اللقاء الاعلامي : ( تلفوني إتملا بغبار الحفر بين الصحفيين)، أي يغتابون بعضهم بالإفك.. تخيّلوا، نُخب إعلامية حوّلت موبايل رئيس الوزراء إلى ( قعدة جبنة)..!!
:: ثم البيانات الإماراتية، مرت مرور الكرام، دون أي رد فعل يتناسب مع حجم الأكاذيب الواردة فيها، لأن حكومة السودان بلا ناطق رسمي منذ أن أسكت رئيس الوزراء من كان ينطق بلسان مبين وفصيح، إستجابة لمن يُثيرون الغُبار على بعضهم في بريد موبايله.. والغريب في الأمر، بعد كل هذا يشكي من توغل الطابور الخامس في أجهزة الدولة، وكأن توغل قونات الغيبة والنميمة والإفك في بريد هاتفه هو الإصلاح المرتجى ..!!