الخبر السوداني

ثمانية أسباب لهشاشة المجتمع السوداني وهذه الحلول

كتب : أحمد علي عبدالقادر

متابعة الخبر السوداني

كتب : أحمد علي عبدالقادر
المجتمع السوداني يعاني من هشاشة في بنيته الاجتماعية، وهو ما يمكن أن يُعزى إلى مجموعة من العوامل التاريخية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية. هذه العوامل جعلت المجتمع عرضة للتفكك والانقسامات. فيما يلي أبرز الأسباب التي تسهم في هذه الهشاشة:
أولاً: التنوع الإثني والعرقي والديني
السودان يضم أكثر من خمسمائة قبيلة ومجموعات إثنية متعددة ذات ثقافات وعادات مختلفة.
هذا التنوع الكبير، بدلاً من أن يكون مصدر قوة، أصبح مصدر خلاف بسبب غياب سياسات إدماج وطني فعّالة تعزز الوحدة.
ثانياً: ضعف الهوية الوطنية
الكثير من السودانيين يعانون من غياب هوية وطنية جامعة تجمعهم فوق الانتماءات القبلية أو الجهوية.
الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة عمقت الشعور بالانتماء إلى القبيلة أو الجهة بدلاً من الوطن.
ثالثاً: النزاعات السياسية
السودان شهد منذ استقلاله في 1956 سلسلة من الانقلابات العسكرية والنزاعات المسلحة، ما أدى إلى تفاقم الانقسامات المجتمعية؛ وفي الحرب الأخيرة كانت الكارثة أكبر للفراغ السياسي الذي عاشه الوطن غياب الوعي السياسي و قبول الدخول في حرب دون الالتفات لضياع مقدرات البلاد وتدمير بنيتها التحتية والعبث بها دون أن يرف للقادة جفن أو بالأصح العسكر.
غياب الاستقرار السياسي جعل من الصعب بناء مجتمع متماسك؛ ولا زال الأمر مستمراً .
رابعاً: الاقتصاد الهش
الفقر والبطالة وسوء توزيع الموارد أدت إلى شعور مناطق كثيرة بالتهميش، مما أضعف الروابط بين أجزاء المجتمع وشعور أهالي هذه المناطق بالظلم وعدم الاهتمام من حكومة المركز على مر تاريخ البلاد.
النزاع حول الموارد (مثل النفط والأراضي الزراعية) زاد من تفاقم الخلافات.
خامسا: الإرث الاستعماري
السياسات الاستعمارية البريطانية اعتمدت على مبدأ “فرق تسد”، مما أسهم في تعميق الانقسامات العرقية والدينية.
تقسيم السودان إلى شمال وجنوب خلال الاستعمار خلق فجوة ثقافية واجتماعية لا تزال آثارها قائمة.
سادسا: الأمية وضعف التعليم
الأمية المرتفعة وضعف التعليم في مناطق واسعة من السودان جعلت من الصعب نشر قيم التسامح والتعايش السلمي .
قلة التعليم تؤدي إلى انتشار الأفكار القبلية والعصبية التي تعمق الفجوة بين الفئات المختلفة وهذا ما نعيشه في الحرب الحالية.
سابعاً: الإعلام وتأثيره السلبي
الإعلام السوداني لم يستطع لعب دور في تعزيز الوحدة الوطنية، وأحياناً ساهم في إذكاء النعرات القبلية والجهوية.
ثامناً: التدخلات الخارجية
التدخلات الإقليمية والدولية ساهمت في تعميق الانقسامات، سواء عبر دعم أطراف النزاع أو نشر سياسات فرّقت بين مكونات المجتمع.
ما الحلول؟
أولا: تعزيز الهوية الوطنية عبر سياسات تعليمية وإعلامية واضحة توحد الشعب وكلنا أمل في هاتين الوزارتين لتغيير وجه البلد مستقبلاً.
ثانياً: تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة للمحافظة على ما تبقى من وحدة.
تعزيز الحوار الوطني والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع بعد القضاء على التمرد والارهاب الجنجويدي.
ثالثاً: وضع حد للتدخلات الخارجية التي تؤجج الصراعات.
إذا أُخذت هذه العوامل بجدية وتم التعامل معها بحكمة، يمكن أن يتحول التنوع في السودان من مصدر هشاشة إلى مصدر قوة ووحدة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.