الخبر السوداني

الغالي الزين حمدون..الأنظمة الإسلامية و الاشتراكية بين السقوط و رهان العودة

متابعة الخبر السوداني

ذهب صدام حسين و زين العابدين بن علي و حسني مبارك و القذافي و علي عبد الله صالح و عمر البشير ….
صدام عصفت به عاصفة الصحراء و البقية عصفت بهم رياح الربيع العربي التي لم تنطفئ نارها منذ اندلاع شرارها ، و ما زالت عاصفة الحزم ( تلوس ) في أرض الحجاز و اليمن و لن تكون الدول التي ساهمت في صناعتها بعيدة عن لفحها……
آخر من جرفته رياح التغيير الرئيس السوري بشار الأسد و له قصة سأبدأ بها المقال …
(بشار و الأسد إلى الأبد) ………
حكاية قصها علينا الدكتور حسن عابدين سفير السودان لدى العراق في منتصف التسعينات نسأل الله له المغفرةوالرحمة …
يقول أنه قرر السفر إلى سوريا لقضاء فترة نقاهة في إجازته مع الأسرة بعيداً عن أجواء التوتر بسبب الشد و الجذب بين العراق و المجتمع الدولي بعد حرب الكويت و التي توحي بنذر حرب أخرى يتم الإعداد لها بالإستقطاب الغربي الحاد للمجتمع الدولي ضد العراق بعد فرض الحصار الاقتصادي عليه و تضييق الخناق على الشعب العراقي ليثور ضد نظام صدام تمهيداً لإضعاف قوته بإثارة نقمة الشعب على نظامه و من ثم يسهل الإنقضاض عليه و تغيير نظامه …
قال :
ذهبت إلى سوريا و كان في ظني أن نظام البعث في العراق و النظام الملكي في الأردن هما الأكثر تمجيداً على الإطلاق لرئيس البلد من بين شعوب المنطقة بتزيين الشوارع و المدارس و بوابات مؤسسات الدولة بصور الرئيس و شعارات الحزب أو النظام …
يقول في العراق لا يكاد يخلو عمود كهرباء أو جدار أو مؤسسة أو محل تجاري من صورة صدام حسين أو شعار حزب البعث ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) . و في الأردن صورة الملك مع شعار ( الله الوطن الملك ) .
يقول : عندما تجاوزنا الحدود الأردنية عند بوابة الحدود السورية أول ما لاح لنظرنا صورة الرئيس السوري (حافظ الأسد) و ابنه (بشار) بحجم كبير تزين بها مدخل البوابة مكتوب عليها تعليق ( بشار و الأسد الى الأبد ) فقلت ( أخير العراق ) ….
لا يهمني في هذه المقدمة تعليق الصور على الحيطان أو رفع الشعارات . فتلك سنة سارت بها ركبان الأنظمة الشمولية العربية و العالمية على سواء كالصين و كوريا و كوبا على سبيل المثال لا الحصر حتى في الغرب ما زالت تماثيل أكثر الزعماء دموية و دكتاتورية في تاريخ أوروبا تتوسط الساحات العامة . لكني وقفت عند عبارة ( بشار و الأسد الى الأبد ) …
ففي تقديري أن هذه العبارة فيها نوع من التحدي لإرادة الله الذي له ملك الكون “فإن شاء أبقى و إن شاء أفنى ” و لا أبدية لغيره ، و توضح مدى درجة غلو النظام السوري في التأسيس لتوريث الحكم و تكريسه في الأسرة الواحدة . لكن خاب ظن من قال و راهن على بقاء (بشار و الأسد الى الأبد) فذهبا و رهطهما الى أبد الآبدين !! ….
تحليلي لما يدور في المنطقة العربية عامة هو أن سقوط نظام بشار الأسد اليوم هو ليس وليد لحظة ، و لن يكون مفاجئاً للمطلع على طبيعة الصراع العربي الإسلامي و (الغربصهيوني) ، بل هو مخطط غربصهيوني في المقام الأول تم التخطيط له منذ زمن طويل لإستهداف الانظمة العربية و الإسلامية دعنا نقول ( التحررية ) كما يسمونها بشقيها (اليميني) و ( اليساري ) ….
من عادة اليهود و الغرب عامة هو غرس السوس في جسد الأمة الإسلامية و العربية لخلحلة نسيجهم و إضعاف مقدراتهم و تشكيكهم في عقيدتهم ، لأنهم على يقين تام بأنه ليس من السهل هزيمة هاتين ( الأمتين ) بمواجهة السلاح لما لهما من قناعات جهادية راسخة و متوارثة . و هي في معتقدهم فرض عين و أمر رباني لا يتقاعس عنه إلا من أقعده عذر شرعي فلا حرج عليه . لذلك سعوا لتكوين كيانات يسارية واقامة أنظمة اشتراكية نظيرة للكيانات و الانظمة الإسلامية التي تعتقد بأنه لو بسطت سيطرتها على العالم العربي سيكون ذلك مدعاة لتمدد الإسلام الى الغرب بقوة و تقوم على أركانه إمبراطورية إسلامية تنهي الوجود الكنسي و اليهودي في الغرب ، و بالطبع هذا التخوف ليس في محله لأن الإسلام دين عدالة و مساواة يعترف بكل الأديان السماوية و يتيح حرية التعبد بها …
على خلفية هذا الزعم تدعم الصهيونية و الكنيسة معاً وجوب إضعاف الكيانات و الأنظمة الإسلامية و العربية أن لم يكن إسقاطها و مسحها من الوجود و ذلك بزرع الفتن و الإنقسامات و تأجيج الحروب و القتال فيما بينها . كان ذلك واضحاً من الحرب الإيرانية العراقية التي أُريدَ لها أن تكون حرب بين طائفتين اسلاميتين ( سنية و شيعية ) لتوسيع دائرة الخلاف الفقهي و تحويله الى صراع واستقطاب عقدي بين طائفتي السنة و الشيعة المسلمتين ليشمل كل أنحاء المعمورة . لكنها لم تعد تخرج من دائرة خلاف بين نظام (شيعي) مرفوض لدى دول الخليج السنية و (بعثي) غير مرحب به فيها أيضاً . و ترى دول الخليج أن إضعاف أيٍّ من الطرفين يصب لصالح استقرارها و خانة الخلاص من خصومها إضافة ان دولة اسرائيل الصهيونية العدو اللدود للتنظيمات القومية العربية لن تسمح بقيام أي نظام قومي أو إسلامي على حدودها …
انتهت الحرب العراقية الإيرانية و كان الخاسر الأكبر فيها الأمة الإسلامية التي فقدت ملايين الرجال و الشباب من أعمدتها و زكائزها إضافة إلى الموارد المالية الضخمة التي صرفت في الحرب و الدمار بدلاً من الإصلاح و الإعمار ….
قبل أن يلتئم جرح الحرب العراقية الإيرانية (زينت) نفس هذه الدوائر للعراق دخول الكويت وضمه ليصبح محافظة عراقية ، و كان دخوله للكويت عام (١٩٩٠م) بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير … أصبح العراق بدخوله الكويت أمام مواجهة أمريكية وبالأصح ( دولية ) لإصطفاف أغلب دول العالم الغربي و الإسلامي ذات النفوذ العسكري و الاقتصادي و السياسي المؤثر على المنظمات الأممية في صف أمريكا ضد العراق . فسقط العراق في يد أمريكا بمعاونة شرذمة من أبنائه من (يساريي وعلمانيي) الطائفة الشيعية الذين استخدمتهم لإسقاط أكبر قوة (عسكرية) عربية و نظام يرفع شعار الوحدة العربية بعد أن باعدت بينه وبين نظام آخر يحمل نفس التوجه ( البعث السوري ) مستغلة الخلاف بين قيادتي البلدين على ريادة الحزب محدثة ثقباً في خاصرة الوحدة العربية التي يتبناها نظام البعث في كل منهما . و جعلت النظام السوري يصطف بجانب أمريكا و حلفائها ضد العراق في حربه مع الكويت تحت ذريعة خطر العراق على المنطقة العربية وبالتحديد ( إسرائيل ) بإمتلاكه أسلحة دمار شامل ….
بهذا الاستقطاب الداخلي و الخارجي استطاعت أمريكا مسح (آثار البعث) في العراق و استلام مفاتيح العراق ، فرمت بعملاء الداخل الى مزبلة التاريخ و وظفت حلفاءها لمرحلة ما بعد الحرب بما يسمى (الربيع العربي)…
يبدو أن أمريكا قيَّمت تجربة خوض حرب المواجهة مع العراق و تنبهت للخسائر الفادحة في أرواح جنودها و التأثير المباشر على اقتصادها و لجأت لما يسمى حرب ( المؤامرات ) و ابتدعت لها اسم ( الربيع العربي ) بتحريض الشارع العربي ضد الأنظمة تحت شعار (إعادة الديمقراطية في الوطن العربي) الذي لم تر الديمقراطية قط النور في أي زاوية من زواياه غير تجربة دولة الكويت البرلمانية الممثلة في مجلس الأمة الكويتي !! ..
مصطلح الربيع العربي و إعادة الديمقراطية استخدم كمخدر وجد قلباً خاوياً في صدر المواطن العربي فتمكن منه فأصبحت (أيقونة) يتغنى بها الشباب دون الخوض في تجاربها و الغوص في معانيها. فهبت رياحه و عصفت أول ما عصفت بحلفاء أمريكا في حرب الخليج ( بن علي في تونس و حسني مبارك في مصر و القذافي في ليبيا و بشار الأسد في سوريا) في وقت أخذ فيه التغيير في سوريا أكثر من ثلاثة عشر عام معتمداً على دعم خارجي ( روسي ، إيراني ) يقابله من جانب مضاد آخر ( تركي ، خليجي ) داعماً للمعارضة . ثم عطفت على دول ( الضد ) في حرب الخليج ( السودان و اليمن ) فوجدت أنظمة شرسة استطاعت الصمود أمام رياح الربيع العربي لسنين عددا استعصى فيها التغيير عبر الشارع فلجأت لدعم الشارع بقوى طائفية متمردة فجاء ( الشيعة الحوثيون ) في اليمن مسنودون بالدعم الإيراني لقتال الجيش اليمني المدعوم (اماراتياً و سعودياً) مع جر السودان لدخول الحرب اليمنية بقوات من الدعم السريع ضمن عاصفة الحزم . و ( الدعم السريع ) ضد الجيش السوداني مسنوداً باليسار العلماني السوداني و بدعم إماراتي و إقليمي معلن و مباركة غربية مسكوت عنها أدت لإستسلام أنظمة البلدين فاستعرت بذهابهما نيران الحرب ( الغربصهيونية ) بالوكالة من دولة الإمارات العربية كواجهة تتخفى خلفها دول إقليمية و عربية أخرى تدعم هذه الحروب من خلف الكواليس و كذلك الحال في ليبيا …. أما في تونس و مصر قد تم إخماد حكم التنظيمات الاسلامية التي جاءت عبر صناديق الاقتراع في مهدها ….
إذن يمكن القول أنه بسقوط الأنظمة الاشتراكية في كل من العراق و ليبيا و اليمن و سوريا قد سقطت راية الاشتراكية (البعث) تحديداً في الوطن العربي . و لا أعتقد أن من السهل عودته للحكم في ظل القبضة ( الغربصهيونية ) على منابعه و مصادر قوته . و مهما حاول تنظيم صفوفه سيكون ذلك في نطاق ضيق و تحت أنظار الأنظمة التي كانت تناصبه الخصومة و العداء حتى اسقطته و قامت على أنقاضه مثل النظام الشيعي في العراق أو النظام الجديد في سوريا …
أما سقوط الأنظمة الإسلامية ( السودان ) مثالاً ، هو الآخر يعتبر كسب للأنظمة ( الغربصهيونية ) بحساب أنه كان أقوى الأنظمة الإسلامية ( الدعوية و الفكرية ) في المنطقة العربية و الإسلامية و الذي تمكن من تأسيس جيش يعد من أقوى الجيوش في التصنيف في المنطقة العربية و الأفريقية و استشعر فيه الروح الجهادية . و امتلك تكنولوجيا التصنيع الحربي متطلعاً لبناء نظام اقتصادي قوي يمكنه من تعزيز قوته و التمدد في العمق الأفريقي مع التأثير المباشر على دول الجوار العربي الحليفة لأمريكا التي تخشى تصدير (الإسلام السياسي) كما تسميه إليها . لذلك سعت لإضاعفه بفصل جنوبه و إشعال الحروب في أطرافه ، بدعم الحركات المسلحة في أكثر من ثلاثة محاور في الحدود مع دول الجوار ، و إثارة البلبلة الداخلية منذ العام (٢٠١٣م) وصولاً الى دعم تمرد الدعم السريع كوحدة من وحدات الجيش نشأت في عهدهم بإعتبار ( أهل مكة أدرى بشعابها ) للانقلاب على نظام الإسلاميين مسنوداً (باليسار و العلمانية) البديل المطروح عن النظام الإسلامي في السودان ، و به يتم تسليم مفاتيح السودان لأمريكا و حلفائها لاقتسام ( الكيكة ) ليذهب عملاء الداخل إلى (الجحيم) و يبقى حلفاؤها الإقليميون للقيام بأدوار مستقبلية لم يكشف النقاب عنها …
نجحت فكرة إزاحة الإسلاميين من السلطة في السودان بصورة درامية سريعة و مذهلة تفاجأ بها الداعمون لها دون مقاومة من الإسلاميين . لكن الجهات الداعمة للانقلاب لم ترتب لاستلام السلطة بطريقة جيدة لأنها ما كانت تتوقع سقوط الاسلاميين و تنحيهم عن السلطة بهذه السرعة . لذلك لم تستطع الحفاظ على على السلطة بسبب دفعها بناشطين ليست لهم دراية في الحكم و إدارة الدولة فوظفوا كل امكاناتهم لإزالة آثار نظام الإسلاميين . و انحصر جل عملهم في إزالة التمكين وعمليات الإبدال و الإحلال بكوادر غير مؤهلة من اليسار في المؤسسات المختلفة و مصادرة أموال الإسلاميين و منازلهم ، و ابتزاز شركات القطاع الخاص ، و تعطيل القضاء ، و تغيير قوانين الخدمة في الدولة بطرق ارتجالية عطلت بها معظم دواوين العمل . كما أن هذه القوانين الجديدة لمست محاولة تغيير عقيدة المجتمع السوداني المتدين بالفطرة إلى عقيدة علمانية لا تتوافق مع فطرته المبنية على التدين …
بسبب إنشغال الحكام الجدد بالتمكين و تقاسم الوزارات و كراسي الحكم و وضع اليد على المؤسسات الاقتصادية باعتبارها خاصة (بالإسلاميين) و ليست للدولة ، تدهور اقتصاد البلاد و ضاقت معيشة الناس فتململوا من فترة اليسار الإنتقالية مما دعاهم للمناداة بعودة الجيش لتخليصهم من المأزق السياسي و المعيشي الذي ادخلتهم فيه حكومة الحرية و التغيير ( اليسارية ) …
في خلال الفترة الانتقالية حدثت كثير من الاستفزازات المثيرة للاسلاميين الذين لزموا الصمت بعد مغادرتهم الحكم لاستنطاقهم و دفعهم لمواجهة علنية مع الدعم السريع التنظيم الوحيد الذي أبقته الحرية و التغيير من آثار الإنقاذ بعد أن ضمنت تبنيه لخط الاتفاق الإطاري الذي كان بمثابة قنبلة موقوتة وضعتها الحرية و التغيير و داعميها من الخارج بإشراف المندوب الأممي للسودان فولكر بيتريوس و لجنته الرباعية من سفارات بريطانيا و السعودية و أمريكا و ألمانيا للتغطية على الدور الإماراتي و الاسرائيلي و الأوربي الذي يعمل في الظلام لتغيير خارطة السودان الجغرافية و الديموغرافية و توظيف موارده الضحمة لصالح المحتل الجديد !…
كل هذه التداعيات لم تفلح في استدراج الإسلاميين للكشف عن مخططاتهم . و لأن العمل في الخفاء يقلق الخصوم ربما يكون الاسلاميون استخدموه كسلاح يقض مضاجعهم ( سهر عدوك و لا نومه ) و هم بارعون في ذلك و لهم باع طويل في التكتيك و المناورة السياسية على المدى الطويل و هذا النوع من التكتيك أربك حسابات خصومهم السياسيين و جعلهم يظنون في تصريحاتهم أن كل الجيش ( اسلاميون ) بل أن كل المجتمع السوداني في حضره و ريفه ( إسلامي ) أو كيزان و فلول يجب قتالهم و قتلهم فنالوا من التعذيب و التهجير و القتل و السلب ما لم ينله بشر من قبل في العالمين ….
خلاصة القول هو كما أسفلت أن فرصة عودة حزب البعث للحكم في أي من الدول العربية عبر صناديق الانتخابات ضيقة إن لم تكن مستحيلة كونه لم يمارس اي نوع من الانتخابات على مر سني حكمه في العراق و سوريا و أن أغلب قواعده من القومية العربية حصرياً في العراق و سوريا و قلة منهم في الأردن و لبنان بصورة أوضح إضافة إلى اشتات في بقية الدول العربية لم يظهر لهم صوت عدا السودان الذي كان يعمل فيه بحذر بعد عودة كل الكوادر البعثية من العراق بعد احتلاله من قبل أمريكا رغم انه وجد مساحة من الحرية فتحت له باب تسجيله كحزب معترف به له الحق في ممارسة عمله السياسي….
من العوامل التي يمكن أن تضعف من حزب البعث هي انحسار عضويته المحسوبة على الطوائف و القوميات الأخرى التي كانت تنعم بإمتيازاته عن مجراه بعد ترنح و انهيار نظاميه في العراق و سوريا و الرجوع إلى حضن الطائفة أو القبيلة (كالشيعة و الأكراد و التركمان و الصابئة و المسيحيين و اليزيديين) و غيرها من القوميات غير العربية المشتركة بين العراق و سوريا و ربما ترى هذه القوميات و الطوائف في انحيازها إلى حواضنها حماية لها ….
هذا التوصيف لا ينطبق أنظمة الحركة الإسلامية التي تمت تنحيتها عن السلطة لأن البعث حركة فكرية لن تستطيع تخطي الحيز الجغرافي و البعد القومي الذي فصلت عليه ( الامة العربية ) . أما الحركات الإسلامية فهي دعوية بلا حدود بدعوتها إلى التمسك بالإسلام وتعاليمه المنزلة لكافة الناس ( عربهم و عجمهم ) أينما كانوا على ظهر المعمورة و بالتالي تصبح حركة ممتدة تتخطى الحيز الجغرافي و البعد القومي و العرقي كما أنها حركات فكرية تستقطب كل مسلم دون النظر الى لونه أو عرقه أو لسانه تؤمن بأن الدين عند الله الإسلام . هذا الطرح الدعوي والفكري يمكنها من الاندماج في المجتمعات و يفسح لها مجالاً أوسع للدعوة و بالتالي تصبح متجذرة في كل المجتمعات عبر دور العبادة و مراكز الدعوة المنتشرة في أنحاء العالم المختلفة و هذا الإندياح وسط المجتمعات يفتح لها المجال للجلوس معها و مصالحتها و تعزيز قواعدها للخروج برؤى مستقبلية متوافق عليها قد تسهم في حملها للسلطة عبر صناديق الانتخابات و هذا ما تتحسب له الحركة الإسلامية في تقديراتها بعد مراجعة و تقييم فترتها في الحكم ….
أخيراً في تقديري أن سقوط دمشق يعني سقوط آخر سيف من سيوف البعث و تردى آخر معقل من معاقله و لن يكون حزب البعث القومي بعد ذهاب العراق و سوريا أفضل حالاً من الحزب القومي الناصري الذي ذهب بذهاب جمال عبد الناصر و لم يبق منه الا عشاق الناصرية …

الغالي الزين ..
2024/12/10م

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.