الخبر السوداني

ماذا يعني قاعدة روسية بالسودان؟

متابعات الخبــــر الســــــوداني

كتب / أحمد علي عبدالقادر
إعلان السودان الموافقة على إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر في هذا التوقيت يحمل دلالات استراتيجية كبيرة، خاصة في ظل الحرب الدائرة بين الجيش السوداني و مليشيا الدعم السريع، والتنافس الدولي على النفوذ في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
أولاً :مكاسب السودان من الاتفاق
دعم عسكري روسي مباشر: السودان، الذي يواجه حربًا داخلية، قد يسعى للحصول على دعم عسكري روسي، سواء بالسلاح أو بالمستشارين العسكريين، خاصة أن الجيش يعاني من ضغوط لوجستية واقتصادية في مواجهة الدعم السريع.
اعتراف سياسي ودبلوماسي: توقيع الاتفاق يمنح الجيش السوداني اعترافاً دولياً ضمنياً بشرعيته، خصوصًا إذا تفاعلت موسكو بشكل أكبر دبلوماسياً لدعمه في المحافل الدولية.
تحقيق توازن في السياسة الخارجية: السودان يعيد توجيه بوصلته نحو سياسة عدم الانحياز، بعد الضغوط الغربية والخليجية، عبر منح روسيا موطئ قدم مقابل امتيازات سياسية واقتصادية.
ثانياً : مكاسب روسيا
تعزيز النفوذ البحري: القاعدة الروسية في بورتسودان تمنح موسكو نقطة ارتكاز استراتيجية قرب ممر التجارة العالمية في البحر الأحمر، مما يعزز وجودها العسكري في مواجهة النفوذ الغربي.
استغلال الموارد السودانية: موسكو قد تسعى لامتيازات اقتصادية، مثل الاستثمار في الذهب والتعدين، وهو ما يتماشى مع استراتيجية “فاغنر” السابقة في أفريقيا.
توجيه رسالة للغرب: هذه الخطوة تأتي كرد فعل على الضغوط الغربية ضد روسيا في أوكرانيا، وتؤكد أن موسكو قادرة على كسب حلفاء في مناطق حساسة استراتيجياً.
و تبلغ مدة الاتفاق 25 عامًا، قابلة للتجديد أو الإنهاء بناءً على رغبة أحد الطرفين.
و من المتوقع أن يقتصر حجم التواجد الروسي في القاعدة على 300 فرد يشغلون وظائف ثابتة.
كما سيشمل الاتفاق بروتوكولًا منفصلًا لتزويد الجيش السوداني بالعتاد الحربي والتدريب كتعاون عسكري.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاتفاق وُقِّع في عام 2019، لكنه ظل قيد المراجعة والتفاوض بسبب التغيرات السياسية في السودان. و اليوم في فبراير 2025، أكده وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، خلال زيارته لموسكو، أن الاتفاق لا يزال قائمًا، وأنه بانتظار التصديق النهائي.
ثالثاً : ردود الفعل الإقليمية والدولية
أمريكا والغرب: واشنطن لن ترحب بهذه الخطوة، وقد تمارس ضغوطاً اقتصادية وسياسية على السودان لمنع تنفيذ الاتفاق، خاصة أنها تعتبر البحر الأحمر منطقة نفوذ حيوية.
مصر والسعودية: قد تكون القاهرة أقل حساسية تجاه هذا الاتفاق، لكنها ستراقب أي تحركات قد تؤثر على أمنها. أما الرياض، التي تسعى لجعل البحر الأحمر منطقة نفوذ خليجية، فقد ترى ذلك تهديداً لمصالحها.
الإمارات: رغم تقاربها مع روسيا، فإنها قد تستغل القاعدة الروسية كورقة ضغط لتعزيز نفوذها في السودان، خاصة في علاقتها بمليشيا الدعم السريع.
الموافقة السودانية على القاعدة الروسية تعكس تحولاً استراتيجياً في سياسة الخرطوم الخارجية، وهو قرار قد يعزز موقف الجيش عسكرياً وسياسياً، لكنه أيضاً قد يجلب ضغوطاً غربية وعربية، مما يجعل تنفيذ الاتفاق على الأرض غير مضمون بالكامل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.