كتب / أحمد علي عبدالقادر
تجربتي الشخصية في كل من الشمالية، الفاشر، شندي، النيل الأزرق، النيل الأبيض، الجزيرة، البحر الأحمر، وكردفان (شمالها، جنوبها وغربها) والقضارف، تكشف بكل وضوح أن الذين يمارسون العنصرية بأي شكل من الأشكال لم يزوروا هذه المناطق قط، بل هم محصورون في دائرة ضيقة من أنفسهم. فكلما زرت إحدى هذه المناطق، كنت أجد حفاوة وكرماً لا مثيل لهما، وكأنني في بيتي تماماً. جربت معهم الملوحة والكسرة بالتقلية في قدح الميارم، والسمك المشوي، والفسيخ، والقرصية، والقراصة، والكنكاي، والبرمة، والبازين، وغيرها من الأطعمة التي تحمل طعم الضيافة الصادقة. عشت بين جبالها وسهولها، في وديانها وغاباتها ورمالها، فكانت كل لحظة تجربة حقيقية تغني روحي وتعمق في نفسي معنى الوحدة والمحبة التي تذوب فيها كل الفوارق.
أنتم المحرومون لا تحاولوا إضافة غيركم لدائرة حرمانكم المسمومة، بل حاولوا أن تلحقوا بركب القومية و التمتع بنعيم التنوع السوداني الأروع.