الخبر السوداني

التصعيد بالتسليح يفشل.. مليشيا الدعم السريع تتحول إلى عبء على داعميها

متابعات الخبــــر الســــــوداني

لا يقتصر داعمو مليشيا الدعم السريع على استراتيجية تنويع مصادر التسليح كجزء من حرب الوكالة، بل يعتمدون أيضًا على نهج آخر أصبح ملحوظًا لدى عامة الشعب السوداني، سواء بشكل مباشر أو من خلال التقارير التي تكشف تفاصيل دقيقة عن الأسلحة المستخدمة من قبل المليشيا.

إحدى هذه الاستراتيجيات هي “التصعيد بالتسليح”، والتي تعتمد على تزويد المليشيا بكميات كبيرة من الأسلحة المتطورة من مصادر متعددة، مما أدى إلى تصاعد حدة الحرب واتساع نطاقها. وقد بلغت المليشيا ذروتها القتالية بين يوليو وديسمبر 2023، واستمر هذا التصعيد حتى منتصف عام 2024، إلا أنه لم يسفر عن تحقيق “حسم عسكري” يضمن تفوقها، وذلك بسبب عدم قدرتها على تغيير موازين القوى بشكل حاسم رغم الضغط الكبير على خصومها.

ورغم التدفق الكبير للأسلحة، فشلت مليشيا الدعم السريع في تحقيق أهدافها العسكرية، مما يشير إلى عدم فاعلية استراتيجية “التصعيد بالتسليح”. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف كفاءة قوات المليشيا، إضافة إلى قدرة القوات المسلحة السودانية على التكيف مع تكتيكات وأساليب القتال الجديدة التي تبنتها المليشيا.

مع تراجع المليشيا ميدانيًا، لجأ داعموها إلى التدخل المباشر، حيث تم إرسال وحدات من المرتزقة المحترفين، خاصة من كولومبيا، لتعزيز قوتها على الأرض. كما تم اعتماد تكتيكات عسكرية أكثر تطورًا، مثل فرض مناطق حظر جوي وإلكتروني باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى شن هجمات جوية بالطائرات المسيّرة. وبرز الدعم التشادي المباشر من خلال تنفيذ ضربات جوية وإرسال إمدادات عسكرية مكثفة، في محاولة للحفاظ على استمرارية الحرب ومنع انهيار المليشيا.

على المدى البعيد، أدى هذا الدعم المكثف إلى ارتفاع تكلفته سياسيًا وعسكريًا، ما جعل مليشيا الدعم السريع عبئًا متزايدًا على داعميها، خاصة في ظل تحسن الموقف العسكري السوداني، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع ليشمل مواجهة مع دول أخرى.

وحدة التحليل العسكري – منصة القدرات العسكرية السودانية

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.