صابنها | محمد عبدالماجد
أخطر من الهزيمة، الشعور بالإحباط، وأسوأ من الخسارة الاستسلام لها، إذ تبقى الخسارة الحقيقيّة في التراجع، لا في البقاء في النقطة التي وصلنا إليها، وأنا أعني بذلك أن يُحافظ الهلال على مستواه الذي أوصله لدور الثمانية، لا نريد أن يكون هذا الدور هو الحد الأقصى للهلال في البطولة الأفريقية، نريد أن تكون هذه المرحلة هي الحد الأدنى للهلال حتى نبلغ النهائي ونحقق اللقب إن شاء الله.
مشكلتنا أو برمجتنا هي أننا نبدأ من الصفر بعد أيِّ تعثر حتى ولو كنا على مقربة من النهائي.
لماذا (نفرمت) الجهاز بعد أول عُطب فنفقد كل الملفات وكل الأرقام والصُّـور؟!
ونحن في الكرة لا نعرف غير (فرمتة) الجهاز الفني للفريق.
عندما نخسر ونخرج من البطولة، لا ننظر إلّا نحو المدرب، رغم أنّ الأخطاء في مكان آخر، لكن نحن لا نرى غير المدرب فنُحمِّله ما يحتمل وما لا يحتمل.
الخسارة الأسوأ عندي ما يحدث بعد الخسارة، وذلك عندما نطيح بالمدرب.
مدرب في هذه الظروف أوصلك لدور الثمانية يجب أن يُشكر على ذلك، لا أن يُحاسب على عدم وصوله لدور الأربعة وهو يلعب أمام الأهلي المصري.
الزميل الدكتور علي عصام اعتبر الفشل لمن يملك في يده دُرراً في حجم وقيمة جان كلود وإيمي وكوليبالي ولا يستفيد منهم، ولا أعرف كيف لم يستفد منهم وهم ظهروا بهذا المستوى الذي جعلهم (دُرراً) في نظر علي عصام.
هذه الدُّرر استقدمها فلوران أو وافق عليها، وهو من وظّفها، وهو من أظهرها، والدليل على ذلك أنّ هذه الدُّرر لا وجود لها في منتخبات بلادها، حتى جان كلود يشارك على استحياء مع منتخب بلاده المتواضع.
هذه الدُّرر ينافسها في الأندية الأخرى، دُررٌ أعلى منها على الأقل في القيمة التسويقية والخبرات في مازيمبي والشباب والأهلي المصري.
هذه الدُّرر التي أشار علي عصام على أنها في يد من لا يستفيد منها، لعبت أمام الشناوي أفضل حارس في القارة في المواسم الأخيرة، إلى جانب وليامز حارس صن داونز، ولعبت أمام عاشور أفضل لاعب في دولة هي صاحبة البطولات الأعلى والأكثر في القارة على مُستوى الأندية والمنتخبات.
هذه الدُّرر لعبت أمام وسام أبوعلي، وأمام جيراديشار قادمين من الدوريات الأوروبية.
هذه الدُّرر تلعب أمام أشرف بن شرقي الصفقة الأعلى للأهلي في الفترة الأخيرة.
إنّهم لا يلعبون في دوري الدرجة الأولى بالخرطوم، ولا ينافسون أندية المستوى الثالث في القارة الأفريقية، إنّهم ينافسون دُرراً في الأهلي والترجي وبيراميدز وصن داونز، فإن كان الهلال يمتلك ثلاثة دُرر، فإنّ تلك الأندية تمتلك 8 أو 9 دُرر ربما يَكونوا أفضل من دُرر الهلال على الأقل في الخبرات.
من ثم فإنّ دُرر باريس سان جيرمان فشلوا في تحقيق بطولة خارجية، مع التغيير والتبديل الذي كان يحدث على مستوى الأجهزة الفنية وعلى مستوى الدُّرر أيضاً.
علماً بأنّ تلك الدُّرر حسب وصف علي عصام لم تتوفّـر لفلوران بصورة تامة، فقد كان إيمي يشكي طوال الفترة السابقة من الإصابات، وكان كوليبالي بعيداً الفترة الأخيرة كلها بسبب الإصابة، ولم يكن أمام فلوران إلا جان كلود الذي أصبحت أفريقيا كلها تتحدّث عنه بسبب اكتشاف فلوران له.
معاناة الهلال تضاعفت بعد إصابة الغربال وهو دُرة غاب في توقيت صعب، أما أحمد سالم ومحمد عبد الله كبه فإنّ افتقادهما للخبرة، جعل الاستفادة منهما بصورة مثلى في هذا التوقيت أمراً غير مُمكن. وهذا ما حدث لجان كلود الموسم الماضي، حيث ننتظر (الدُّرر) منهما في الموسم القادم.
لذلك فإنّ دُرر علي عصام أغلبها خارج الخدمة لأسبابٍ ليس لفلوران يدٌ فيها.
إنّ الذي ينظر للمدرب ويُحمِّله الخسارة بعد أيِّ هزيمة، مثل الذي يعاني من الملاريا فيستعمل لها (الأنسولين) وهو لا يشكو من مرض السكر.
الأنسولين دواءٌ جيدٌ ليس في ذلك شك ـ ولكن هو ليس علاجاً للملاريا.
البداية من الصِّفر، يعني أننا نعيد إنتاج الفشل، ويعني كذلك أننا لا نستفيد من التجارب، وإنّنا نضرب بخبراتنا عرض الحائط.
الترجي استبدل المدرب وخرج مثلنا وهو يمتلك (دُرراً) كثيرةً، والوداد يخسر هذه الأيام في الدوري المغربي في وجود مدرب صن داونز السابق القريب من المغادرة.
لذلك علينا أن نبدأ من حيث انتهينا، وأن نثبّت نقطة الانطلاق من النقطة التي وصلنا لها هذا الموسم. وهي نقطة وصلنا إليها بفضل فلوران، وأخشى أن يأتي زمنٌ نتذكّـر فيه هذه المرحلة ونضعها كحلم لنا وإنجاز وصلنا له في الماضي بعد أن تصبح بعيدة المنال في المستقبل إذا أطحنا بفلوران أو لم نُجدِّد له عقده.
ومُعاناة المريخ الآن سببها أنّه ظلّ كل 45 يوماً يتعاقد مع مدرب جديد، وكان المريخ مع كل مدرب جديد يرجع للوراء.
هذا لا يعني أن نوطِّن بيننا أدب الطبطبة، ولا يعني ذلك أن نسكِّن فينا عدم المحاسبة فنسكت على الأخطاء ونرتضي بما وصلنا إليه.
هذا ليس طموحنا، وحسرتنا على الخروج من دور الثمانية لا تقل عن حسرة الذين خرجوا من الدور التمهيدي إن لم تكن أكبر!!
من مقومات الأندية الكبيرة، القدرة على المواجهة، والمحاسبة على الأخطاء، والبداية من النقطة التي انتهينا إليها دور الثمانية، لا النقطة التي انتهى إليها المريخ الدور التمهيدي وارتضى بها.
أقصد بذلك أن نفرق بين الهلال والمريخ، فلا يستوي الذين خرجوا من دور الثمانية مع الذين خرجوا من الدور التمهيدي، قبل سبعة أشهر، وذلك لأنني شعرت أنّ هناك (شماتة) ممن خرج من دور الـ32 أمام الجيش المغربي الذي وصل لدور المجموعات عن طريق المريخ، بعد غياب اظنه وصل لأربعين عاماً على من خرج من دور الثمانية أمام الأهلي المصري صاحب آخر لقبين في هذه البطولة التي حقق فيها 12 لقباً.
عَــيبٌ يشمت ثامن الدوري الموريتاني من ثامن البطولة الأفريقية التي يخرج هو منها من مرحلة التمهيدي!!
علينا أن نضع في الاعتبار أنّ في الليلة التي خرج فيها الهلال من أمام الأهلي المصري، خرج فيها الترجي التونسي من أمام صن داونز الجنوب أفريقي.. وإذا فشل الهلال في الفوز على الأهلي في نواكشوط، فإنّ الترجي التونسي بكل تاريخه ودرره فشل في أن يسجل هدفاً وحيداً في منافس أقل من الأهلي وهو يلعب في أرضه ووسط جمهوره.
وفي ذات الليلة التي خسر فيها الهلال، خسر فيها ريال مدريد النادي الأقوى والأكثر تحقيقاً للبطولات في العالم أمام الارسنال الإنجليزي وبثلاثة أهداف نظيفة، والارسنال هذا آخر عهد له كان بلقب الدوري الممتاز في بلاده كان قبل أكثر من عشرين عاماً.
لم تشفع لريال مدريد (درره) ولا مدربه الخبرة كارلو أنشيلوتي.
وخسر بايرن ميونخ في أرضه ووسط جمهوره الكبير وفي ألمانيا العصية أمام إنتر ميلان الإيطالي.
هكذا هي كرة القدم، علينا أن نتعامل معها بمعطياتها وأن نتقبّل منطقها، لا أقول نستسلم له، ولكن أقول لا ننكسر أمامه ولا نحبط منه.
ونحن ننظر إلى خسارة الهلال أمام الأهلي وخروجه من دور الثمانية، علينا أن نعلم أنّ المنظومة التي تحقّق البطولات في الفريق لم تعد تقتصر على مجلس الإدارة واللاعبين والجهاز الفني والإعلام والجمهور، تلك المنظومة التقليدية القديمة، وإنما أضحت تضم الدولة وبنيتها التحتية وسياستها التي تنتهجها والاتحاد المحلي الذي تنتمي إليه والاتحاد القاري والدولي، ويُؤسفني أن أقول والحكام والعلاقات الخارجية، والشغل تحت التربيزة وجهاز المخابرات و… و… وكل هذه الأشياء يفتقدها الهلال ولا يملك الحد الأدنى منها، بل يعاني منها.
نحن مازلنا ننظر إلى كرة القدم على أنها تلك التي نلعبها في المستطيل الأخضر، وهي أضحت تُلعب في مناطق أخرى، مناطق مخفية ومظلمة، أصبحوا يلعبونها في الغرف المغلقة وما خفي كان أعظم.
في ظل هذه الظروف من الصعب أن تحقق بطولة، الظروف التي يمر بها البلاد تجعل حتى بغاث الطير تطمع فينا، ناهيك عن فريق في حجم الأهلي المصري يعرف كيف يستغل الظروف وكيف يروِّضها إن كانت ضده لتكون في صالحه.
قبل مباراة الهلال أمام الأهلي، خرج تيار سد مروي من الشبكة القومية للكهرباء، وأعاد لنا ذلك الخروج ذكريات مُؤلمة، عندما أظلم السودان كله قبل مباراة الهلال أمام مازيمبي والتي خسرها الهلال بخماسية على ملعبه ووسط جمهوره في وجود دُرر بحجم سادومبا والبرنس ومهند الطاهر وريتشارد جاستن والمعز محجوب.
تلك الخسارة التي ردها البعض إلى رش الملعب قبل المباراة بالماء حدّ الإغراق، وردّها البعض الآخر إلى أن بعض اللاعبين كانوا باختيارهم أو غصباً عنهم بدون ارادة وعزيمة ورغبة، ومنهم من قال إنه كان بشوف الكرة (كديسة)، ومنهم من شافها (أسد)، أما أنا فأرد الخسارة إلى الإظلام العام الذي عاشه السودان قبل وأثناء المباراة وبعدها، والشعور العام يطغى على الشعور الخاص، وهو ما يحدث معنا الآن بسبب الحرب، إذ أصبحت (الشفشفة) سلوك حتى أولئك الذين يشغلون مناصب عليا، وأضحى (الجغم) ثقافة، و(البل) قانوناً، ودنيا زايلة (لغة)، واقعد تحت وارفع زيدك فوق (معاملة)، إذ لا يمكن للبندقية أن تفرض غير هذه الأشياء، لذلك قلنا (لا للحرب)، بينما ظل الذين يدعون لها يفرحون، بل يصفقون وهم يشاهدون تدمير البلاد وخرابها، ليس في أرض الواقع وإنما في الشاشات والفيديوهات، إذ اكتفوا في الحرب بالمشاهدة.
الذين يدعون للحرب على استعداد أن يضحوا بدارفور ويفقدوا ثلث مساحة البلاد في سبيل حربهم، كما فقدنا ثلث مساحة السودان في وقت سابق.
هذه الحرب اللعينة المتضرر الأول منها المواطن، فقد أصبحت قوات الدعم السريع تضع المواطن السوداني كهدف أول لها، لا يعنيها إلا النيل منه والتنكيل به، والضرر له!!
أصبحت قوات الدعم السريع ومليشياتها تفقد يوماً بعد يوم مواقعها على الأرض، فتتجه إلى منافع المواطن الغلبان، وهي تحسب أنّ انتصاراتها تتمثل في عذاب المواطن وفي حرمانه من أدنى الحقوق التي ينعم بها حتى اللاجئ والأسير والسجين، بل والمجرم في الدول الأخرى!!
بدأت هذه الحرب من قبل الدعم السريع عندما استولت على بيوت المواطنين، وعلى أموالهم وممتلكاتهم وعرباتهم وموبايلاتهم، ثم اتجهت لتعطيل حياتهم وسلب منافعهم المتمثلة في المرافق العامة في الكهرباء والماء والحياة.
قوات الدعم السريع الآن تضرب في السدود المولدة للكهرباء وفي المطارات ومحطات المياه والحكومة معنية بحماية تلك المرافق، وإذا وجدنا لها العذر في العجز عن حماية ممتلكات المواطن البسيطة من منازل وممتلكات وعربات وموبايلات اعتباطاَ، فإننا لا نجد لها العذر في حماية المرافق العامة للبلاد من تلك الفئة الباغية والظالمة التي تستهدف موارد البلاد بعد أن نهبت خيراتها وثرواتها.
في هذه الأجواء، من الصعب أن تحقق بطولة، من الصعب أن تتقدّم أمام منافسين ينعمون بكل ما حُـرمت منه.
الهلال لم يُحرم بسبب الحرب من ملعبه في أم درمان، وهذا شئٌ طبيعي وحرمانٌ منطقي، لكن الهلال حُـرم حتى من ملعبه الافتراضي في بنغازي، حرمونا من أراضينا وحرمونا من حق الاختيار، وهذا لا يجعلنا ننسى ما قدّمته موريتانيا من دعم ومُساندة للهلال على كافة المستويات الرسمية والشعبية من قبل الحكومة الموريتانية، واتحاد الكرة والجماهير، ومن قِبل الإعلام.
من مكاسب هذه البطولة هي أننا خرجنا بشعب عظيم مثل الشعب الموريتاني، وبدولة جميلة مثل موريتانيا، وأن أسفنا للخسارة من الأهلي المصري تعظم وتكبر، لأننا شعرنا أنّ موريتانيا هي التي خسرت، لسنا وحدنا من خسرنا.
خسارتنا هي خسارة لموريتانيا، لذلك نقول إنّ خسارتنا هذه المرة كانت خسارة كبيرة.
لا نحب أن نُخيِّب ظن من وثقوا فينا، ولا نحب أن نرى آثار الهزيمة في وجوه من ساندونا ودعمونا ووقفوا خلفنا، بل وقفوا أمامنا.
مبروك للأهلي المصري انتصاره على الهلال، وهاردلك للشعب الموريتاني خسارة الهلال.
من الأخطاء التي يجب أن نقف عندها والتي عوقبنا بسببها هي فشل مجلس الإدارة في تسجيل مهاجم صريح إلى جانب الغربال، حيث غاب الغربال وظهر الخطأ الذي وقع فيه مجلس الإدارة من إضافة مهاجم سوبر للفريق، حيث فشل مجلس الإدارة في ذلك في الفترة الرئيسية للتسجيلات، وفشل كذلك في إضافته في فترة التسجيلات التكميلية، وعندما تفاءلنا خيراً بعد مد فترة التسجيلات التكميلية شهراً كاملاً، فشل مجلس الإدارة أيضاً في إضافة المهاجم المنتظر.
مجلس الإدارة الهلالي للأمانة، فعل كل شئ ولم يُقصِّر إلّا في إضافة مهاجم سوبر للفريق كان يمكن أن يكون سبباً للوصول إلى دور الأربعة وربما الوصول للنهائي والفوز بالبطولة إن كان المهاجم المضاف في مستوى الحلم والطموحات.
لقد ظلّ إعلام الهلال وظلّت الجماهير الهلالية تنادي بتسجيل مهاجم سوبر للهلال، وكان مجلس الهلال يكتفي بأنه لم يجد المهاجم السوبر الذي يستحق الانضمام للهلال وكأن هذا الفشل والعجز عذراً، وهو عجزٌ يُحسب للمجلس.
إذا أراد الهلال أن يحقق البطولة، عليه منذ الآن أن يُخطِّط ويرتِّب للموسم القادم، لا بُـد من إضافات قوية في الأطراف والارتكاز ورأس الحربة وحراسة المرمى.
خمسة عناصر محلية وأجنبية يمكن أن تجعل الهلال يتغلّب على أقوى الأندية في القارة، ويمكن أن تجعله يفوز بكل الألقاب التي يلعب عليها، شريطة المحافظة على المدرب وعلى عناصر الهلال الحالية.
فشل مجلس الهلال لم يكن في إضافة مهاجم سوبر فقط، بل كان في إهمال كرشوم الذي ظلّ لمدة ثلاثة أشهر بدون نادٍ دون أن يدخل الهلال في مفاوضات معه أو يحاول كسبه.
طالبنا بتسجيل سيف تيري والجزولي نوح وكنا عندما نطالب بذلك يسخرون، ويقولوا إنّ الهلال سوف يتعاقد مع مهاجمين أعلى من ذلك بكثير، وعندما تنتهي فترة التسحيلات كانوا يقولوا إنّهم لم يجدوا المهاجم الذي يستحق الانضمام للهلال، وقد كان سيف تيري يمكن أن يفعل الكثير لأنّه يملك الخبرة والإرادة والرغبة للنجاح والانضمام للهلال.
أمّا الجزولي نوح فهو مستقبل السودان في المقدمة الهجومية، إلى جانب موسى كانتي لاعب المريخ الذي نتمناه في الهلال.
كنا عندما نُطالب بلاعب وننادي بتسجيله يقولوا إنّ ذلك يفسد شغلهم ويتسبب في إفشال الصفقة، وعندما نسكت يقولون لم نجد المهاجم الذي يستحق الانضمام للهلال، والقارة الأفريقية تعج بالمواهب والدُّرر، لا أحدٌ يمكن أن يذهب للبحر ويرمي شباكه فيه ويفشل في صيد سمكة واحدة، فيعود من هناك ليقول البحر ما فيه سمك!!
هذا بالضبط ما يفعله مجلس الهلال عندما يُطالب بتسجيل مهاجم سوبر.
…
متاريس
لا تهدموا المعبد على رؤوسكم.. اجعلوا دائماً القادم هو الأفضل.
في يدكم هذا.
الهلال لا يحتاج للكثير.. إضافاتٌ محدودةٌ سوف تجعل الفريق في مكان آخر.
أهم شئ الاستقرار الفني في الفريق.
حافظوا على الجهاز الفني ودائرة الكرة وكل الطاقم الطبي والإعلامي.
هؤلاء قاموا بدورهم على أكمل وجــهٍ.
القصور كان من المجلس في إضافة مهاجم سوبر، إلى جانب أنّ الظروف لم تساعد الهلال وفقدنا الغربال وفوفانا في وقتٍ صعبٍ، حتى كوليبالي كان بعيداً بسبب الإصابة.
وكما انتقدنا المجلس في المهاجم السوبر، وجب علينا أن نشيد به في ضمه مواهب مثل جان كلود وكوليبالي وإيمي وفوفانا وأحمد سالم ـ لا أعتقد أنّ القارة الأفريقية فيها مواهب بهذا المستوى، ولكن هذه الدُّرر مازلت تفتقد الخبرة وتلعب في ظروف صعبة وبعيداً عن جمهور الهلال.
كذلك نُشيد بمجلس الإدارة في توفيره مُعسكرات جيدة للفريق طوال فترة الحرب.
أما أهم إنجازات المجلس، فهو في اعتقادي في استمرار الجهاز الفني، لو كنا نفعل كما يفعل المريخ لخرجنا من الدور التمهيدي.
هذا الذي فيه الهلال رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد هي من نتاج الاستقرار الفني للهلال.
مطلوبٌ من السوباط والعليقي والفاضل التوم أن يخرجوا الهلال من هوّة الخسارة أمام الأهلي والخروج من دور الثمانية.
كونوا أقوى، الهلال يحتاج لكم الآن أكثـر.
أنتم في الطريق الصحيح.. ننتقدكم من أجل الأفضل، من أجل الفوز بالبطولة.
يمكن أن تتعرّضوا للنقد القاسي، ويمكن أن يستغل البعض هذه الأجواء لتصفية الحسابات.. لذلك لا بـد أن تكونوا في هذه الفترة أقوى، لا بـد من تماسُك المجلس.
إذا تجاوزنا هذه العثرة، في الموسم القادم، الهلال سوف يكون بطلاً.
ابدأوا من حيث انتهيتم، لا تبدأوا من الصفر.
سنظل سُعداء بهذا الهلال، فهو يُمتِّعنا ويفرحنا، وحتى عندما يحزننا، فإنّنا نجد له العُـذر.
الهلال جميلٌ، حتى عندما يخسر، الهلال عظيمٌ حتى في الهزيمة.
فخورٌ أنا بهذا الفريق.. وسعيدٌ أنه وصل بنا إلى هذه المرحلة المتقدمة في تلك الظروف التي لا نملك فيها القُـدرة حتى تشحن الموبايل، فقد ظللت أتنقّل من مكان لآخر لشحن الموبايل من أجل كتابة هذا العمود.
…
ترس أخير: في المريخ 12 محترفاً أجنبياً وفيهم دُرر أيضاً، وخسروا من طيش الدوري الموريتاني، وخرجوا من التمهيدي في البطولة الأفريقية..!