متابعات الخبــــر الســــــوداني
جنيف – 21 يونيو 2025 (سونا) – شنّ السفير حسن حامد حسن، المندوب الدائم للسودان لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، هجومًا لاذعًا على ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال مشاركته في الاجتماع الرفيع المستوى حول النزاعات المسلحة والقانون الدولي الإنساني، متهمًا أبو ظبي بالتورط المباشر في دعم المليشيا المتمردة في السودان.
وجاء رد السفير السوداني في ثلاث مداخلات متتالية، على خلفية ما ورد في بيان المندوب الإماراتي، الذي حاول الترويج لدور بلاده الإنساني في السودان من خلال دعم المنظمات الدولية، متجاهلًا – حسب تعبيره – “الدور الخطير للإمارات في تغذية الصراع”.
وأكد السفير حسن أن “العمل الإنساني الحقيقي يقوم على الحياد التام، ومن يزود مليشيات متمردة بالسلاح والمرتزقة لا يملك أدنى شرعية أخلاقية أو قانونية ليقدم نفسه كفاعل إنساني”. وأضاف: “من يوفر طائرات مسيّرة متطورة تُستخدم لقصف المرافق المدنية، لا يمكن أن يكون شريكًا في العمل الإنساني، بل شريكًا في الجرائم”.
وأشار السفير السوداني إلى أن تورط الإمارات لم يعد موضع جدل، مستشهدًا بعدة أدلة، أبرزها:
• تقرير فريق خبراء مجلس الأمن المُشكل بموجب القرار 1591، والمؤرخ في 15 يناير 2024، والذي تم تعميمه رسميًا كوثيقة من وثائق الأمم المتحدة.
• تقرير منظمة العفو الدولية الأخير، المدعّم بأدلة قاطعة، إلى جانب تقارير صادرة عن مؤسسات إعلامية ومراكز رصد دولية، بالإضافة إلى الشكوى الرسمية المقدمة من حكومة السودان إلى مجلس الأمن.
• انتهاك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لا سيما احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وفي مداخلة لاحقة، رد المندوب السوداني على نفي المندوب الإماراتي وتعداد تبرعات بلاده، قائلاً: “أمسكوا عليكم أموالكم، فشعب السودان أعز وأكرم من أن يُبتز بسلاح الفتات. الأيادي التي تقدم المسيّرات لضرب السودانيين لا يمكن أن تتحدث عن العمل الإنساني”.
وعن ادعاء الإمارات براءتها، أوضح المندوب السوداني أن “لا تقرير أممي أو حقوقي واحد نفى تورط الإمارات، أما استنادهم إلى قرار محكمة العدل الدولية بعدم الاختصاص، فهو ليس تبرئة، بل اعتراف ضمني بالعجز أمام تهم ثابتة”.
وختم السفير حديثه بمطالبة الإمارات بالوقف الفوري لأي دعم تقدمه للمليشيات المتمردة، إن كانت حقًا تدّعي احترامها للقانون الدولي الإنساني ولقيم هذه المنصات الأممية.