كتب / محمد ادم جوليت
متابعات الخبــــر الســــــوداني
ورحل شيخ واستاذ من خيارنا، رحيل اعيى واوجع القلب، اللهم لا راد لقضائك، ولا معقب لأمرك قضيت أن يرحل استاذنا وأن يمضي إلى رحابك الطاهر كاسمه خلقا وعملا، تناقلت مواقع التواصل نباء وفاة الأستاذ الجليل (حمد النيل الطيب الطاهر) الأستاذ بالمراحل الثانوية ابن قرية الرحمانية (دلق التوب)، تلقينا خبر وفاته وما أسرع الأخبار المؤلمة، التي لا يجاريها في سرعتها إلا نبضات قلب الفاقدين لمحبيهم، فارقنا استاذنا وشيخ المعلمين إلى جوار ربه وترك الحزن يخيم علينا وعلى كل من يعرفه في مجال التربية والتعليم وجعلنا نشعر بعمق الحزن والأسى لوفاته، فقد كان ــ يرحمه الله ــ في كل القلوب، وفي جميع النفوس، وذكراه العطره في كل مجلس، وفعله النبيل في كل موقع رائينا منه الكثير والكثير، حينما كنا ندرس، بمدارس (الكدادة الثانوية) كان يمثل لنا الأب الروحي وولي الأمر في كل كبيرة وصغيرة نجده جنبا بجنب، تشرفنا بلقياه ونهلنا من علمه الثر وكان نعم المعلم الذي لا يكل ولا يميل من إيصال المعلومة، تفتحت أفاقنا من دروسه وكان لنا القوة والإرادة والدعم والسند ولا ذالت وصياه نعمل بها، وهناك الكثير والعظيم من السجايا حينما كنا نلتقي به في الاسواق الاسبوعية حيث الكرم في ضيافته وليس كمثلها ضيافة، وليس كمثله مضياف، من ضواحي كردفان الرحمانية ولد وترعر بها واصبح نموذج للعلم والمعرفة، لا تذكر قرية (الرحمانية) الا وذكر بيت (آل الطاهر)، فهم الأوفياء أصحاب التاريخ العريق في العلم والأدب وفي الوفاء، تراك اثراً كبير في مجال التعليم وإذا ذكر أعضاء مجلس الشورى في التعليم الثانوي تجد اسمه يأتي في مقدمتهم، نبع من هذ الاسرة اسرة (ال الطهار) رجال دولة وعلم اصحاب خلق عظيم، وعلى رأسهم عميدهم أستاذنا المغفور له باذن الله (حمدالنيل الطيب الطاهر) الذي تمرحل وتنقل من مقعد الى مقعد في مجال التربية والتعليم حتي وصل الى الإشراف في المرحلة الثانوية،و يعد من اؤئل الذين طرقوا باب العلم في منطقة شرق كردفان كما ذكرت في بداية حديثي كان صاحب خلق رفيع وعلم واسع أحبه الصغير قبل الكبير يتسابق الطلبة للحضور الى مادته لجودة أدائه العلمي وحسن تعامله مع طلبته، وكما قال لنا في اثناء جلوسنا معه انه يؤدي رسالة وامانة في هذا المجال وتلك من المقولات الراسخة في الذهن،حيث كانت المناصب تسعى له ولم يكن يسعى لأي منصب في حياته، كان زهيداً مترفعاً بعيداً عن الأضواء ولم يختلف اثنان في المدرسة وخارجها على محبته وأمانته وديانته وعلمه، كان رجلاً وفياً لزملائه وطلابه وكان أكثر وفاءً لنا من اي استاذ في مدرسة الكدادة مع وجود الكثيرين من ابناء منطقته الرحمانية وكذلك وجود اثنان من ابنائه معنا في المدرسة لكن كان يرانا بعين واحده ولا يفرق بيننا وتلك هي الشيم التي جعلتنا اقويا هذا اليوم، لقد بكيت كثيراً على فراقه، ويبكي أبناء جيلي من طلبته في مدرسة الكدادة، وبفقده فقد فقد التعليم رمزا من رموز التعليم الندر وخاصة شرق كردفان محلية امروابة، رجلا قل الزمان ان يجود بمثله، رحمة الله تغشاك استاذنا (حمد النيل الطيب الطاهر)، وبارك الله له في ابنائه على راسهم زميلي مصطفي حمد النيل ومحمد حمد النيل إنا لله وإنا اليه راجعون