كتب / الطاهر ساتي
:: يوليو 2024، عندما احتدم السجال حول مباحثات جنيف ما بين مؤيد ورافض، كتبت التغريدة التالية : التفاوض مع الخصم لايعني قبول شروطه، بل يعني معرفة أجندته و نواياه، فلتذهب الحكومة السودانية – وليس الجيش – إلى مباحثات جنيف بأجندتها ورؤيتها، ونُذكّر من يُحرّضها على المقاطعة بالمثل الانجليزي : ( تستطيع أن تقود الحصان إلى الماء، ولكن لا تستطيع أن تجبره على الشُرب) ، خاصة لو كانت المياه راكدة وملوثة..!!
:: ولم تذهب الحكومة إلى جنيف، وبررت ذلك بأسباب منطقية منها أن الدعوة لم تُوجه لها، بل لقائد الجيش، وأن محاور المباحثات وأجندتها كانت غير معلومة، ثم أن الإمارات كادت أن تكون وسيطاً، بيد أنها دولة العدو .. وبالمناسبة، موقف الحكومة من الحوار مع دولة العدو لم يكن رفضاً، بل وافقت على المبادرة التركية بشرط أن يكون الحوار مع الإمارات مباشرة، وحول قضاياها وأجندتها ( إن وُجدت )..!!
:: ولكن مشيخة أبوظبي لاتملك شجاعة مواجهة السودان بأجندتها، ولذلك تتبنى صمود و الجنجويد، وتتختبئ بهما.. مشيخة أبوظبي لاتستطيع مواجهة السودان لتطالب بالفشقة، بحيث تكون مشاريع زراعية وصناعية بالشراكة مع إثيوبيا، أو كما سعت لذلك.. ولا تستطيع مواجهة السودان لتطالب بمساحة على ساحل البحر الأحمر، أكبر من مساحتها هي ذاتها، بحيث تكون موانئ و مدن صناعية منزوعة السيادة، أو كما سعت لذلك ..!!
:: وبالتأكيد لا تستطيع مشيخة أبوظبي مواجهة السودان لتطالبه بالحكم المدني، أو كما تقول بيانات خارجيتها بلا حياء، لأن فاقد الشئ لا يعطيه.. مشيخة أبوظبي أضعف من أن تواجه السودان أمام العالم – بأجندتها – على طاولة حوار مباشر، لأن أجندتها لا تختلف عن جنجويدها.. أي هي أجندة لنهب الموارد واغتصاب السواحل، ولذلك تسعى للتتوسط لصالح أذيالها بالسودان، وهذا مرفوض شعبيا وحكومياً..!!
:: وعليه، كل أبواب الحوار – كانت، لاتزال، ستظل – مفتوحة لمن يشاء.. فالحوار في حد ذاته ليس الغاية، بل وسيلة لتحقيق الغاية، وقد بدأت الحكومة الحوار بمنبر جدة بعد أسابيع من الحرب ( 6 مايو 2023)، ولم تكن جرائم الجنجويد قد عمت القرى والحضر.. سيرة منبر جدة تٌصيب مشيخة أبوظبي وأذيالها بالسهر والحمى، بحيث بانت فيه ملامح السلام العادل، ولذلك ( زاغوا عنه)، ويتجنبون سيرته في بيانات و تهريجات ( لا للحرب)..!!
:: ثم سعياً للسلام العادل، وافقت الحكومة على لقاء رئيس المجلس السيادي والقائد العام للجيش بزعيم الجنجويد في جيبوتي ( 28 ديسمبر 2024).. وقبل سفر الرئيس ب (24 ساعة)، تلقت الحكومة خطاب جيبوتي، بحيث أفادت إعتذار زعيم الجنجويد عن الحضور لأسباب فنية.. وبعد أيام من الاعتذار عن مقابلة البرهان لأسباب فنية، إجتمع زعيم الجنجويد بنشطاء حاضنته السياسية – تقدم – في أديس أبابا ( 2 يناير 2024)..!!
:: وعليه، بما أن السلام العادل هو الغاية، فليس مهماً مكانه، جنيفاً كانت أو غيرها .. وأهم معايير السلام العادل هو مصير مليشيا آل دقلو، بحيث أي إتفاق يبقى هذه المليشيا على ما كانت عليها قبل الحرب، ولو لمدة شهر واحد فقط لاغير، يعني استسلاماً و ليس سلاماً.. ومع قليل تفاصيل، فلتحاور الحكومة من يشاء، فقط عليها أن تصطحب في حوارها موقف الشعب من إعادة إنتاج الجنجويد، عسكرياً و سياسياً.. و.. يتواصل ..!!