متابعة الخبر السوداني
أمس؛ رد رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان مستخدما مفردة “ضلالي ” في وصف الشيخ عبد الحي يوسف.. واحدة بواحدة والباديء أظلم على رأي المثل المعروف.. إذ أن عبد الحي سبقه بفيديو “عم القرى والحضر” قبل يومين وصف فيه البرهان بكثير من غليظ القول.. و ساوى بينه وحميدتي.
أسوأ ما في هذه المعركة المبثوثة على الهواء مباشرة أن الشعب الذي يتفرج عليها مكلوم تحيط به المصائب من كل حدب وصوب.. وينظر وينتظر “والثواني جمرات في دمي” الفرج و الخلاص من الحال التي هو عليها.. وعندما يسمع مثل هذه الاتهامات المتبادلة تأتي من المعسكر الذي يمثل الجيش.. بجناحيه المدني والعسكري، فإن المصيبة تصبح مصيبتان.. و ربما أكثر.
ليس معروفا متى سجل عبد الحي لقاءه في الفيديو.. ولكن توقيت التسجيل يفقد تأثيره لكون ما جاء فيه لا يرتبط بوقت بعينه.. فلو قال عبد الحي ما قاله قبل سنتين أو أقل أو حتى اليوم فلا فرق.. لأن الأوصاف والصورة التي رسمها بحديثه لا تعتد بالزمن.. فهي لا تزال ماثلة من الوقائع التي استند عليها في تشخيصه.. فالشيخ عبد الحي يرى أن البرهان فاقد الأهلية قيادة البلاد في هذه المرحلة الدقيقة.. وسرد حيثيات بعضها ينطلق من قاعدة فكرية دينية..
ووقع عبد الحي في خطأ جسيم عندما زج بشباب متطوعين في سياق حديثه وأسند إليهم الفضل في الانتصارات العسكرية التي تحققت بل اختصهم بذلك.. مما يدق اسفينا بينهم والمؤسسة العسكرية الرسمية التي يقاتلون تحت رايتها منذ أبريل 2023 حتى اليوم .. ولهم قوائم شهداء في غالبية المواقع التي شهدت ولا تزال العمليات العسكرية.
من الواضح أن الشيخ عبد الحي افتقد في حديثه لأية حساسية سياسية أو تقدير حصيف للأوضاع.. و تعامل كما لو كان يتحدث لنفسه في غرفة مغلقة.. وطابق بحديثه ما ردده الاعلام المضاد للجيش.
ولو سكت البرهان وتجاوز عن ما قاله عبد الحي لربما بدأت الصدمة الاعلامية الكبرى تتلاشى في زحام الواقع السوداني المحتشد بالأخبار.. لكن البرهان لم يستطيع كتمان الغضب.. و اختار أن لا يفوت الفرصة و يقرص الشيخ بكلمة لاذعة تضرب في صدقيته.
كلا الرجلين وجه لكمة صادمة لوجه الآخر.. في وقت ينتظر الشعب تمديد التسامح للضفة الآخرى.. القوى السياسية المضادة من أجل تأسيس مشتركات بين المجموع السياسي يساعد في إنهاء الحـ؛رب و إخراج البلاد من النفق الظلم قبل فوات الأوان.
الصورة الكئيبة للوضع في البلاد ازدادت كآبة.. والواقع يزداد وقوعا..
الوضع يفرض على الشعب أن يكون قادرا على التأثير على المشهد السياسي بدلا من الفرجة على ما يجري وكانها مسرحية على خشبة المسرح..
هذه البلاد ليس ملكا لأحد.. لا عبد الحي ولا البرهان.. كلهم أشخاص عابرون لتاريخ السودان سوف تُطوى صفحاتهم يوما ما بكل ما فيها من التفاصيل التي صنعت بأيديهما.. لكن الوطن باق.. والشعب باق.. ومصيرهما رهن قدرة الشعب على التدخل و فرض الأجندة الوطنية التي لم يعد ممكنا تأجيلها أكثر.
صجيج أن بلادنا تكابد حـ؛ربا ضروسا.. و محنة بين البقاء والفناء.. لكن ذلك كما لم يمنع البرهان وعبدالحي من ادارة معركة بلا معترك فوق أطلال الثكلى واليتامى والمكلومين.. فإنه لا يجب أن يمنع الشعب من اصلاح الحال وتصحيح الاوضاع..
السودان لا يحتمل مزيدا من أريحية التهاون..
التيار
عثمان ميرغني لم ينس انه كوز
لذلك ساوي بين عبدالحي التكفيري والرئيس برهان رمز الجيش والسودان