الخبر السوداني

أحمد علي عبدالقادر.. ✍️ حتي لا تتكرر تجربة الجيش اليمني بالسودان

متابعة الخبر السوداني

في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها السودان اليوم، تأتي القوات المسلحة كصمام أمان وحصن منيع يحمي وحدة البلاد واستقرارها. ومع تصاعد الصراعات الداخلية والتجاذبات السياسية، باتت الدعوة إلى الحفاظ على تماسك الجيش السوداني وإبعاده عن أي انقسامات أو ولاءات سياسية أمرًا ملحًا. إن تجربة الدول التي انقسمت جيوشها، مثل اليمن، توضح بجلاء خطورة السماح بتسييس المؤسسة العسكرية، حيث أدى ذلك إلى انهيار الدولة وانتشار الفوضى. لذا، فإن حماية الجيش السوداني من هذه المخاطر تمثل أولوية وطنية لضمان بقاء السودان قويًا ومتماسكًا في مواجهة التحديات.

الوضع الذي عاشه اليمن قبل سقوط نظام علي عبد الله صالح يحمل دروسًا مهمة يمكن إسقاطها على واقع الجيش السوداني اليوم، خاصة في ظل الحرب المستمرة والتحديات التي تهدد استقرار البلاد.

مقارنة وضع الجيشين:

  1. الولاءات والانقسامات:

في اليمن، انقسامات الولاء داخل الجيش بين القادة والجنود على أسس سياسية وقبلية أدت إلى انهياره كقوة موحدة، مما فتح الباب أمام الميليشيات والجماعات المسلحة للسيطرة.

في السودان، هناك خطر مماثل إذا تفاقمت الخلافات بين مكونات الجيش والقوات النظامية، أو ظهرت ولاءات متعارضة تؤثر على وحدة الجيش وأهدافه الوطنية.

  1. التأثير السياسي:

في اليمن، التداخل بين الجيش والسياسة أضعف دوره كحامي للدولة وجعله أداة في يد أطراف سياسية متناحرة.

السودان يواجه خطرًا مشابهًا إذا استمرت محاولات استخدام الجيش لتحقيق مكاسب سياسية، بدلاً من الحفاظ على دوره الوطني كحامي للوطن والشعب.

  1. نتائج الانقسام:

تفكك الجيش اليمني سمح لجماعات مثل الحوثيين بالسيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، مما تسبب في حرب أهلية طويلة الأمد.

في السودان، إذا تكررت هذه التجربة، فإن ضعف الجيش أو انقسامه قد يؤدي إلى انهيار الدولة واستمرار الحرب بشكل أوسع، مما يضعف الأمن الوطني ويطيل معاناة الشعب.

دعوة إلى وحدة الجيش السوداني:

الترفع عن السياسة: الجيش السوداني يجب أن يظل مؤسسة وطنية موحدة بعيدة عن التجاذبات السياسية والحزبية. أي انقسام داخله لن يخدم إلا أعداء السودان.

الوحدة في مواجهة التحديات: الحرب الحالية تتطلب قيادة موحدة ورؤية وطنية تضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار، حتى يتمكن الجيش من القضاء على التهديدات الأمنية واستعادة السلام.

تعلم الدروس من اليمن: التجربة اليمنية أوضحت أن الانقسام الداخلي في الجيش يؤدي إلى كارثة وطنية لا يمكن تجاوزها بسهولة. السودان يحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى جيش قوي وموحد لضمان استقراره وبقائه.

رسالة إلى القادة العسكريين:

أي انقسام في صفوف الجيش السوداني سيكون بداية لفقدان السيطرة على مستقبل البلاد. السودان لا يحتمل مزيدًا من الحروب أو الأزمات. على الجميع أن يتحد خلف راية واحدة، وهي راية الوطن، لإنقاذ السودان من مصير مشابه لما حدث في اليمن، أو حتى أسوأ.

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. اسماعيل محمد عثمان يقول

    لا ادري ما سر التشاؤم التي يسيطر على النفسية السودانية والتفلسف الذي يطغى على عقلية الناشطين والذين يدعون الانتماء للاعلام .
    بعض الكتابات لا اثر لها الا على معنويات الشعب المنهارة اصلا .
    قولوا خيرا او اصمتوا واريحونا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.