كتب / الغالي الزين
قبل أسبوع كتبت موضوعاً بعنوان ( قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق) أشرت فيه أن من يحاربون الشعب السوداني لا يدرون بطبيعته ، و لا طبيعة أرضه و لا عيشه . و أن أغلبه لم يعش رفاهية الحياة و رغد العيش ……
كله اغتني و افتقر ، و شبع و جاع ، صبر على العدم و شح الماء و عدم الكهرباء ، و طحنه الغلاء……. عانى الحر و استظل بالسماء ، و قاسى القِر و لم يهمه إن وجد أو لم يجد غطاء…..
و له في كلٍّ ما أصابه من أمر المؤمن خير ، سرَّاءٌ يقابله شُكْر ، ضرَّاءٌ يقابله صَبْرٌ ….
إذن ماذا يضير من ( سُرَّ ) شكر و من ( ضُرَّ ) صبر ؟….
أليس هو كالمبلل بالمطر ؟ …..
و هل يخاف الممطور بعد البلل زخات المطر ؟ ….
هذا هو حال الشعب السوداني اليوم فهو مبلل بالفقر و القتر و الجوع و عدم الماء و انقطاع الكهرباء……. و رغم ذلك لم يركع و لم يستجدي و لم يتسول و هو يدري أنَّ أمره كله خير ( و لَئِنْ شَكَرْتُم لَأَزِيدَنَّكُم ) و أنَّ رزقهم في السماء و ما يوعدون …..
شعبٌ يسمِ الله في أول أعماله مبتدئاً ، و يحمده في أواخرها مختتماً ….
فات صبره الحد ، و إذا سهى أن يسمِّ الله مبتدئاً ، حَمَدَ الله من قبل و من بعد…..
فما ظنكم بشعب يقول الله ربي و لنا في الله ظنٌّ لا يخيب ؟ ….
لك الله يأيها الشعب الصابر الحامد الشاكر فكن بخير ما دام لك في الله ظنُّ لا يخيب و ذكر لا يغيب …….
و ليعلم أوباش مليشيا الدعم السريع من آل ( دلقان ) و أسيادهم من بني (نهبان) و أعوانهم (حمدوك ) و ( طَاحَ ) و ( دحلان ) و قومٌ تُبَّعٌ و أذيال الشيطان لو اجتمعوا على أن يضروا شعب السودان بضرٍّ ، فلن يضروه إلا بشيء قد كتبه الله له ، و أن اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء فلن ينفعوه بشيء إلا قد كتبه الله له …..
أعلموا أيها الأوغاد أنكم تقاتلون شعباً ذا قوة و إرادة و عزيمة ، و يتقدمه جيش ذو حنكة و شكيمة ، و مهما ارتفعت عروشكم و كثرت قروشكم وجيشتم جيوشكم ، و استدعيتم أماراتكم ، و عددتم مطاراتكم ، و حملتم طائراتكم ، طيرتم مسيّراتكم ، لن تنالوا من أرضه شبراً و لا من مائه قطراً …..
و مهما تحايلتم على حرمانه من كريم العيش فإن له من البدائل ما يغنيه عن ما تمنونه به فعنده :
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحب إليه من قصر منيف
وأكل كسيرةٍ في عقر داره
أحب إليه من إكل الرغيف
و كلب ينبح الطراق دونه
أحب إليه من قط أليف
و هذه بدائل لعلكم نسيتموها و تنكرتم لها انتم و آباؤكم و قلتم ما أنزل الله بها من سلطان !!! لكن الأيام بيننا دولٌ و لا تظنوا أن ما أوتيتم من مال على علمٍ من عندكم !
و لاتظنوا أن جنتكم هذه لن تبيد أبدا !……
ستبيد جنتكم و لن تجدوا منها خيراً منقلبا !……
فما عندكم ينفد و ما عند الله باقٍ …….
و الله يحكم بيننا و بينكم يوم القيامة و سترون أي منقلبٍ تنقلبون !! …….
همسة في أذن الحكومة :
لو أنكم تناسيتم المحولات الكهربائية و زودتم الشعب بشرائح الطاقة الشمسية عن طريق التمويل الأصغر لمنازلهم و مزارعهم و مصادر مياههم ، و وفرتموها للمصانع و الشركات و المؤسسات فلن يجد العدو هدفاً يوجه إليه مسيراته لحرمان الشعب من رفاهيته……….
( يمْكُرُونَ و يَمْكُرُ اللهُ و اللهُ خَيْرُ المَاكِرِيْن ) …..
نصرٌ من الله و فتحٌ قريب ……
جيشٌ واحد ، شعبٌ واحد ، و طنٌ واحد …
و ربٌّ واحد ……
الغالي الزين حمدون ٢٠٢٥/١٦/٥م …