الخبر السوداني

العز زمان كان اهل.. واليوم العز بقا قروش

رصة حروف | حامد املس

متابعات الخبــــر الســــــوداني

زمان كنا بنقولها بكل فخر: العز اهل
وكانت العبارة تعني الكثير
تعني السند الحقيقي
تعني انك ما بتكون وحدك في الفرح
وانو الزواج كان مناسبة جماعية
تفرح بيها الحلة كلها
وتساهم فيها كل الايادي الطيبة
من غير حسابات ولا مفردات تعجيزية

الزمن داك كان الواحد لو ناوي يعرس
كل الحلة بتقوم
شوال السكر يجيك من عمك
الدقيق من خالك
الشيلة من خالتك او عمتك
الذبائح من الجيران
الحلاقة وايجار الشقة من اصحابك
انت عليك الصداق بس
والباقي على الناس البيحبوك

لكن اليوم؟
تقول ليهم انا ناوي اتزوج
يبدأوا يسألوك: متين؟ جهزت شنو؟ عندك كم؟
ما عشان يساعدوك
لكن عشان يعرفوا يجهزوا كيف نفسهم للظهور
نسوان تبدا تشيل هم اللبسة
والرجال يجهزوا الجلابية الجديدة
والشباب دايرين الميك اب والتصوير
كأنو المناسبة عشان هم يظهروا
ما عشان يفرحوا بيك

يقولوا ليك جيب كذا وكذا
والمبلغ الفلاني مفروض تدفعو
عشان فلان دفع كذا وكذا
ما عادوا بيقولوا “نحن بنجيب شنو؟”
صاروا بيقولوا “انت دفعت شنو؟”
اختلف المعنى
وتغير طعم الفرح
وصار الزواج اختبار قدرة مالية
موش رباط انساني ولا سنة محمودة

والمؤلم اكتر
الناس الكبار
الجيل القبلنا
الناس الاتزوجوا برعاية ابائهم
وبرضا مجتمعهم
بيدوروا اليوم وبلومونا
ويقولوا انتو ما دايرين تتزوجوا
انتو كسالى وانتو وانتو…
ما دايرين تتحملوا المسؤولية
ونسوا انهم اصلا ما دفعوا حاجة من جيبهم
ونسوا انو اهلهم قدموا ليهم كل شي جاهز

اليوم
العز بقا قروش
العز بقا مظهر
العز بقا بدل جديدة وشنطة ماركة وموبايل غالي
العز ما بقا حلة تتلم
ولا قلب يفرح
ولا جيران يساهموا
ولا اهل يسندوا

وفي نهاية مقالي دا
بقولها من جواي
وبصوت عالي يسمعوا كل الناس
العز بقا قروش
العز بقا قروش
الزواج ما بقا شراكة
بقا صفقة
والمجتمع للاسف بدل يكون عزك
بقى عبئك
ربنا يكون في عون الشباب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.