بقلم/لام دينق نوت شول
متابعات الخبــــر الســــــوداني
هندسة المخطط الإماراتي – من بنغازي إلى الخرطوم
بعد نجاحها في صناعة “الذراع الليبي” عبر خليفة حفتر، حاولت أبوظبي تنفيذ نسخة معدّلة في السودان، مستخدمة أسرة دقلو كـ”مشروع حفتر السوداني”.
الركائز الأساسية للخطة كانت:
إعادة تشكيل قوات الدعم السريع كجيش موازي بقدرات نيران ثقيلة.
تأمين عمق استراتيجي خارجي عبر مخازن السلاح في جنوب ليبيا وشمال تشاد.
. إنشاء شبكة مالية وإعلامية تربط دقلو بمؤسسات ضغط غربية وإسرائيلية.
. تنفيذ عملية “حرب خاطفة” على الخرطوم خلال 72 ساعة، تعتمد على عنصر المفاجأة وقطع الاتصالات عن القيادة العامة
الفارق في بيئة الأمن القومي
ليبيا (2014–2019): أجهزة الأمن مفككة، شبكات استخبارات أجنبية تتحرك بحرية، وغياب مركز قيادة موحّد.
السودان (2023–2024):
جهاز المخابرات العامة يمتلك شبكة مراقبة ميدانية تغطي المدن والمنافذ البرية والجوية.
الاستخبارات العسكرية تملك بنك أهداف محدث، وفرق استطلاع قادرة على كشف أي تحركات آلية أو لوجستية غير اعتيادية في وقت قصير.
قاعدة بيانات حيوية ترصد نشاطات الأفراد المرتبطين بدعم خارجي
فك شيفرة الاتصالات المشفرة
تمكنت وحدة الحرب الإلكترونية السودانية من التقاط إشارات قمر صناعي تستخدمها فرق الدعم السريع للتواصل مع ضباط إماراتيين في قاعدة الخادم الجوية بليبيا.
التحليل الترددي كشف رموز توقيت متزامنة مع تحركات قوافل السلاح، مما سمح بتحديد نقاط عبور دقيقة
زرعت المخابرات السودانية عناصر بشرية في الحلقات اللوجستية للدعم السريع، من سائقي الشاحنات وحتى الفنيين في ورش الصيانة.
هذه العناصر سرّبت جداول تحريك الآليات، ومواقع تمركز الوحدات قبل بدء العملية.
قبل ساعات من الموعد المقرر للهجوم، كانت الاستخبارات العسكرية علي علم بمخازن ووقود وإمدادات المليشيا في كل ربوع السودان، مما شلّ قدرة الدعم السريع على التحرك بالسرعة المطلوبة.
بينما كانت الإمارات تراهن على أن سرعة الهجوم ستجعل الجيش السوداني غير قادر على الرد، كان مركز القيادة والسيطرة السوداني قد أعد سيناريو مضاد:
كان كاالاتي:
. توزيع القوات الدفاعية على محاور غير متوقعة، ما أربك تقدم وحدات الدعم السريع.
تشويش الاتصالات الميدانية لقوات دقلو، وعزل قادة الميدان عن غرف القيادة الخلفية.
تسريب معلومات مضللة عبر قنوات يعتقد دقلو أنها آمنة، لدفعه لاتخاذ قرارات خاطئة في نشر قواتة
تحولت عملية “الحرب الخاطفة” إلى استنزاف ميداني فوري.
الإمارات، التي اعتقدت أنها بصدد تكرار سيناريو طرابلس، وجدت نفسها أمام منظومة استخبارية سودانية قادرة على قراءة النوايا، وضرب مفاصل الإمداد، وعكس مسار المعركة قبل أن نبدأ
في ليبيا: غياب مركز قيادة وطني موحّد سمح بنجاح نموذج حفتر.
في السودان: تكامل الاستخبارات والمخابرات العسكرية مع بنية الجيش جعل أي مشروع “قائد عميل” مشروعًا فاشلًا قبل ولادته.
الرسالة التي خرجت من الخرطوم واضحة: السودان ليس بنغازي،والاستخبارات والمخابرات السودانية ليست ورقة يمكن تجاوزها في أي معادلة إقليمية.