كتب / مكاوي الملك
متابعات الخبــــر الســــــوداني
السودان على مفترق حاسم: لعبة النفوذ الإقليمية والدولية وراء الكواليس
بعد تحليل دقيق للتطورات الأخيرة..يتضح أن السودان يعيش مرحلة فاصلة لإعادة رسم موازين القوة والنفوذ داخليًا وخارجيًا..ما يحدث ليس مجرد صراع داخلي أو أزمة عابرة..بل معركة استراتيجية معقدة تتشابك فيها أوراق الجيش..المليشيات..القوى السياسية..والمصالح الإقليمية والدولية على رقعة شطرنج مصممة لإعادة تحديد مستقبل السودان بشكل جذري
الإمارات: الابتزاز والضغط الممنهج
الخطوات العدائية الأخيرة من أبوظبي — منع الطائرات السودانية من الهبوط في مطاراتها..وقف التعامل مع الموانئ، وحظر استيراد الذهب — تكشف عن استراتيجية ابتزاز سياسي واقتصادي واضحة..يبدو أن الهدف هو تحويل الحرب في السودان إلى مواجهة دولية يُصوّر فيها السودان على أنه طرف إسلامي لتبرير دعم المليشيات المسلحة والتغطية على جرائمها . الرسالة واضحة: إما الخضوع لشروط أبوظبي ودمج الدعم السريع تحت إشرافها وتحييد الاسلاميين ..أو مواجهة العزلة الدولية واستمرار الحرب..مع محاولة استغلال الانقسامات الداخلية بين قيادات الدولة والجيش والسياسيين
الانقسامات داخل مجلس السيادة: تأجيل أم استراتيجية؟
تأجيل القرارات الاقتصادية والسياسية الحاسمة يعكس صراعات داخلية على مستوى مجلس السيادة…رفض الإعلان عن قطع العلاقات مع الإمارات ليس مجرد خطأ سياسي..بل يعكس حسابات دقيقة بين القيادة العليا ومحاولات الضغط الإقليمي والدولي للتأثير على اتجاه القرار الوطني
تحركات دبلوماسية حاسمة: زيورخ نموذجًا
زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى سويسرا..واجتماعه مع وفد أمريكي رفيع بقيادة مستشار الرئيس ترامب للشؤون الإفريقية..تؤكد أن السودان أصبح ساحة ضغط دولي مباشر والادارة الأمريكية بدأت تركز بشكل كبير في ملف السودان …هذه اللقاءات تنسجم مع تحركات إقليمية دقيقة لضبط المعادلة بعد خلافات القاهرة-أبوظبي في الرباعية وضمان أن أي اتفاق لإنهاء الحرب سيكون نتيجة توازن داخلي وإقليمي ودولي..وليس فرضًا خارجيًا
صراع إقليمي محتدم: مصر والإمارات وقطر والسعودية
الملف السوداني أصبح ساحة صراع غير مباشر بين قوى إقليمية:
• الإمارات: دعم المليشيات للسيطرة على الموارد والموانئ، وضغط سياسي واقتصادي على القيادة
• مصر: دعم الجيش لتعزيز مصالحها القومية والمائية..مع محاولة منع سياسات تهدد أمنها الإقليمي
• قطر: تدخل المشهد بوساطة مباشرة لضبط المعادلة الإقليمية والتأثير على مخرجات التفاوض
• السعودية: تنسيق جزئي مع القاهرة والدوحة لضمان مصالحها في شرق السودان وتأمين الأمن الغذائي..مع توسيع استثماراتها الزراعية مستقبلاً
رسائل خفية وخطوات محسوبة
الاعتقالات السياسية في الخارج لكيانات سياسية محددة ..والتحركات السرية للطائرات بين بورسودان وسويسرا..ليست مجرد حوادث عابرة..بل مؤشرات واضحة على أن كل خطوة داخل السودان مرتبطة بصراع نفوذ إقليمي ودولي…كل تحرك يُقاس وفق مصالح القوى الكبرى..مع محاولة واضحة لابتزاز السودان سياسيًا واقتصاديًا
خلاصة: السودان بين القوة والسيادة
اليوم..السودان على مفترق طرق استراتيجي…الحرب ليست فقط على الأرض..بل على طاولة السياسة والدبلوماسية أيضًا…القوة الشعبية والميدانية للجيش..مدعومة بقيادة سياسية واعية…تواجه محاولات خارجية للضغط عبر الابتزاز الاقتصادي والدبلوماسي والميداني..أي تحركات حاسمة للسيادة سيعيد ضبط المعادلات..ويضع الجميع أمام خيار واضح: إما دعم سيادة السودان..أو الانحياز لأجندات خارجية تستغل دماء السودانيين