كتب / مكاوي الملك
متابعات الخبــــر الســــــوداني
المرحلة الحاسمة في السودان: استراتيجية البرهان وكامل إدريس لكشف الألاعيب الدولية والإماراتية
✍️ مكاوى الملك
‼️أولاً وقبل المقال.. تذكير مهم للغاية:
دعكم من الضجيج الإعلامي الداخلي والصراعات الصغيرة التي يحاول البعض تضخيمها..ودعكم من التفاصيل الهامشية والشعارات الحماسية الكاذبة..التركيز الحقيقي يجب أن يكون على الأهم والاستراتيجي: تحييد دويلة الإمارات وفصح اكاذيبها..الممول الأول للحرب…وتذكروا دائماً الطائرات الإماراتية الضخمة التي تهبط يوميًا في مطارات دارفور محمّلة بالموت والعتاد لإطالة أمد الحرب وتمزيق دارفور..!
السودان اليوم يخوض معركة مصيرية قبل أن تصل إلى الميدان..بل أخطر وأهم من الميدان نفسه..كل التحركات والقرارات الأخيرة ليست مجرد سياسات داخلية..وإنما خطوات استراتيجية لحسم المعركة: أولاً تحجيم نفوذ أبوظبي..ثانيًا كشف أكاذيبها الإعلامية..وثالثًا تهيئة الأرضية لنجاح الاختبار الدولي
والنجاح في هذا الاختبار يعني ببساطة أن المليشيات فقدت سند أبوظبي وانتهت الحرب..وأن قوة الدولة والجيش والشعب باتت هي العامل الحاسم في رسم مستقبل السودان
نواصل 👇
تشهد السودان اليوم مرحلة فارقة في تاريخها الحديث..حيث تتجلى براعة القيادة السيادية والعسكرية والمدنية في تنسيق التحركات الاستراتيجية التي تكشف الخداع الخارجي وتعيد ترتيب موازين القوى الداخلية..
فالتحركات الأخيرة لرئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء كامل إدريس لم تكن مجرد تغييرات إدارية أو بيانات روتينية..بل خطوات استراتيجية محسوبة بدقة تستهدف حسم معادلة القوة داخليًا وكشف الأكاذيب والسرديات التي حاولت أبوظبي وأبواقها تسويقها خارجياً
أولاً: تحصين الجيش وتوحيد القوى المقاتلة
إعادة هيكلة القيادة العسكرية العليا وإحكام السيطرة على كل الفصائل المسلحة المتحالفة مع الجيش خطوة ذكية تمنع أي مراكز قوة موازية قد تعيد إنتاج تجربة المليشيات مثل مليشيا الدعم السريع..هذه الخطوة لا تحمي الجيش فقط..بل تحمي السودان من مخاطر انقسام الساحة العسكرية وتضمن تكاملاً في ماتبقي من العمليات العسكرية ضد المليشيات
إغلاق نهائي لثغرة استغلتها المليشيا وداعموها لتشويه المشهد وإقناع العالم بأن السودان يتجه نحو تعدد مراكز قوة شبيهة بمليشياتهم…الحقيقة التي أثبتها الميدان أكثر من عامين وتوثقها القرارات اليوم: البندقية واحدة.. الجيش واحد.. والشعب واحد
ثانياً: توجيه رسالة قوية للعالم
في موازاة ذلك..التحركات الدبلوماسية المكثفة لرئيس الوزراء كامل إدريس..بما في ذلك الخطابات الموجهة للأمم المتحدة ولرئيس كولومبيا..وضعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن أمام اختبار أخلاقي وقانوني: إما أن يتحملوا مسؤوليتهم في رفع الحصار عن الفاشر وإنقاذ المدنيين من مرتزقة دقلو والإمارات..أو يسجلهم التاريخ كمتواطئين بالصمت على جريمة تجويع جماعي
رسالته لم تقتصر على نيويورك..بل امتدت إلى بوغوتا..حيث أحرج كولومبيا بفضح المرتزقة الذين أرسلتهم الإمارات للقتال في دارفور ..الرد السريع من الرئيس غوستافو بترو بتجريم الارتزاق لم يكن صدفة..بل نتيجة دبلوماسية نشطة وذكية تكشف الشبكات المظلمة التي تحاول تمزيق السودان
رسالة واضحة للعالم: السودان يملك خطة واضحة للتعامل مع الأزمات الإنسانية…ولا يقبل استخدام المدنيين كرهائن في صراعات داخلية..هذه الخطوة تكشف زيف الروايات الإماراتية وأذرعها الإعلامية..وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية
ثالثاً: اختبار دولي للقدرات السودانية
المرحلة الحالية تمثل اختباراً حاسماً لمصداقية السودان على الساحة الدولية … القرارات الأخيرة لم تقتصر على الداخل فقط..بل تتقاطع مع ملفات دولية حساسة..بما في ذلك الضغط على قوى خارجية دعمت المليشيات وتمويلها…هذا يجعل من تحركات البرهان وكامل إدريس نموذجاً للاستخدام الذكي للسياسة العسكرية والدبلوماسية في آن واحد لضمان تحقيق مصالح السودان الوطنية وحماية المدنيين
اليوم..الإعلام الدولي وكل التقارير يكتب بوضوح: البرهان يعزز سيطرته..يعيد هيكلة الجيش..ويغلق الباب أمام أي مشروع موازي..وفي الوقت نفسه..إدريس يخاطب الضمير العالمي بلغة القانون الدولي وحقوق الإنسان..محوّلاً معركة السودان من نزاع داخلي إلى قضية اختبار للمجتمع الدولي: هل يقف مع الشرعية والدولة أم مع مليشيا ارتكبت أبشع الجرائم بدعم خارجي؟
إنها لحظة لا تحتمل المناورات السياسية أو الحسابات الضيقة..المطلوب من القوى السياسية والحركات المسلحة أن تدرك أن أي تشويش داخلي الآن يخدم مشروعاً واحداً: تقسيم دارفور وتمكين الممول الخارجي
المعادلة واضحة:
• في الداخل: جيش واحد..شعب واحد..قرار سيادي موحد
• في الخارج: كشف الأكاذيب..محاصرة مشروع الارتزاق..وتحجيم نفوذ أبوظبي
رابعاً: تدمير سرديات الأعداء وكشف أكاذيبهم
التركيز على الميدان الإعلامي والدبلوماسي معا يعكس استراتيجية واضحة: كل خطوة في الداخل مرتبطة بقدرة السودان على فضح التزوير الإعلامي الخارجي..بما في ذلك المزاعم الإماراتية وأذرعها في المنطقة … هذا التكامل بين الجيش والدبلوماسية يعيد بناء الثقة مع العالم ويعزز موقف السودان القانوني والسياسي..بما يقطع الطريق على أي محاولات لإطالة أمد النزاع أو تشويه الحقائق
خلاصة:
السودان اليوم ليس في موقف دفاعي فقط..بل في مرحلة هجومية استراتيجية..تعتمد على تنسيق كامل بين القيادة العسكرية بقيادة البرهان والجهود الدبلوماسية لرئيس الوزراء كامل إدريس…هذه المرحلة تمثل لحظة فاصلة لإعادة تشكيل مستقبل السودان..وتقديم نموذج حي للقدرة على مواجهة المؤامرات الخارجية..وحماية المدنيين..واستعادة السيادة الوطنية