الخبر السوداني

“جوبا تتحول إلى وكر لمليشيا الجنجويد: خيانة وطنية بحماية نظام سلفاكير”

كتب / لام دينق نوت شول

متابعات الخبــــر الســــــوداني

لم أكن أتصور يوماً أن يأتي زمان يصبح فيه جنوب السودان، أرض التضحيات والدماء الزكية التي سالت من أجل الحرية، مجرد وكر لعصابات مرتزقة تبيع الوطن وتستضيف القتلة والمجرمين على أرضه. لكن ها نحن اليوم نكتشف الحقيقة المرة: جوبا لم تعد عاصمة دولة ذات سيادة، بل تحولت إلى “غرفة عمليات خلفية” لمليشيا الجنجويد، برعاية وتنسيق مباشر مع نظام سلفاكير.

فيديو منشور وصل إلى يدي، يُظهر المدعو فولجنك، أحد القادة الجنوب سودانيين العاملين في صفوف الجنجويد، وهو يخاطب مجموعة من المرتزقة الجنوبيين بلغة المنتصر، معلناً أمامهم أن المليشيا باتت تمتلك مستشفى في جوبا لعلاج جرحاها! والأدهى من ذلك، يؤكد فولجنك أن هناك تنسيقاً تاماً مع سلطات الطيران في جنوب السودان لإجلاء المصابين من ميادين القتال إلى جوبا، وكأننا نتحدث عن اتفاقية دولية رسمية وليست خيانة وطنية مدوّية.

أي سقوط أخلاقي وسياسي أعظم من هذا؟ كيف يُعقَل أن تُحوِّل حكومة سلفاكير مقدرات الشعب الجنوبي وموارد الدولة السيادية إلى خدمة مليشيا ارتكبت أفظع الجرائم في دارفور وكردفان والخرطوم؟ أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن النظام في جوبا لم يعد يمثل شعب جنوب السودان، بل أصبح مجرد مقاول خدمات لوجستية في خدمة مرتزقة الجنجويد؟

لقد باع سلفاكير تضحيات شعبنا العظيم. بالأمس باع النفط للإمارات لدعم حرب الخرطوم، واليوم يبيع سمعة جنوب السودان وشرفه الوطني ليصبح مستشفى جوبا “مركز إسعاف ميداني” للقتلة. غداً ربما يبيع الأرض نفسها لمن يدفع أكثر.

إنني أقولها بوضوح: هذه الخيانة لن تمر. على شعبنا في الداخل والخارج أن يرفع صوته عالياً ويكشف هذه المؤامرة. يجب أن يعلم العالم أن جوبا لم تعد عاصمة حرة، بل رهينة نظام فاسد متواطئ مع مليشيات الإبادة.

يا أبناء جنوب السودان، يا من حلمتم بدولة مستقلة تحترم الإنسان، اسألوا أنفسكم: هل هذه هي الدولة التي حلمنا بها؟ دولة مستشفياتها مسخرة للمرتزقة، وسماؤها مفتوحة لإجلاء قتلة الأبرياء؟

إن نظام سلفاكير يعيش أيامه الأخيرة. هذا الفيديو ليس مجرد وثيقة، بل هو شهادة إدانة تاريخية ستظل تلاحق كل من تواطأ وخان. وستأتي لحظة الحساب قريباً، ولن يجدوا حينها لا فولجنك ولا الجنجويد ليحموا عروشهم المتهاوية.

جوبا ليست مزرعة سلفاكير ولا ثكنة للجنجويد. جوبا ملك الشعب، والشعب سيستعيدها عاجلاً أم آجلاً.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.