متابعة : الخبر السوداني
تعليقاً على تطورات الوضع العسكري في جبهات القتال المختلفة، قال الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية اللواء معتصم عبدالقادر، إن الوضع العملياتي في مدن العاصمة الثلاث يجري بحسب خطة القوات المسلحة السودانية التي أحكمت السيطرة على أم درمان الكبرى وتحاصر ميليشيات “الدعم السريع” في الخرطوم وبحري في مواقع عدة مثل المصفاة وبنايات المقرن وحول المدرعات.
وتابع عبدالقادر في تصريحات لجريدة اندبندنت عربية، “أما المناطق المتبقية من العاصمة فتتبدى فيها حرب المدن في أشرس أنواعها، إذ تختبئ عناصر الميليشيات على أسطح الأبراج العالية وتنصب مدافعها وقناصيها مما يعرقل تمدد القوات البرية التابعة للجيش مما يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة وعمليات خاصة، وفي مثل هذا النوع من العمليات تكثر المكامن والالتفافات وزرع الألغام وتكثيف المتاريس مما يتطلب خططاً خاصة وقوات مدربة على مثل هذه العمليات وأسلحة وذخائر خاصة”.
وأردف، “من الجانب الآخر نجد أن عمليات الميليشيات الشاملة التي كانت تهدد المدن وتستهدف المواقع العسكرية شلت تماماً وبات عناصرها يتدافعون للهرب من المواقع الحاكمة، خصوصاً بعد أن طلبت منهم قيادتها التخلي عن القتال والذهاب إلى منازلهم إذا رغبوا في ذلك وهو أمر محير في الحروب يدل على سذاجة هذه القيادة التي تفتقر بلا شك للخبرة في القتال والصبر على شدة وتصاعد العمليات، فضلاً عن غياب الرؤية وتخبط أهدافها السياسية والعسكرية وإضافة أعداء محليين ودوليين جدد في كل مرحلة، وهو مما أدى إلى فض سامر مؤيديها الداخليين والخارجيين بعد تخبط الميليشيات وانتهاكاتها المفضوحة التي لم يتحملها داعموها”.
ومضى الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية في القول، “من الواضح أن العمليات العسكرية في العاصمة والوسط ودارفور تسير لمصلحة القوات المسلحة ومسانديها ويعزى البطء في سير العمليات لاعتبارات تتعلق بالخطط الحربية من هجوم أو دفاع أو انسحاب كما تحتاج المناطق التي يتم السيطرة عليها إلى تمشيط وتأمين وارتكازات ثم تنتقل القوات للمرحلة التالية، لكن تبقى الصورة الكلية الواضحة هي انتصار القوات المسلحة في القريب المنظور”.