متابعة الخبر السوداني
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المعلم….أختي المعلمة…. في أي من المواقع ( صفِّية كانت ، ادارية ، أو قيادية ) …..
لكم التحية و أنتم تتفوقون على اهل الدثور بحملكم عبء الرسالة و التبليغ ( بلغوا عني و لو اية ) …. وحملتم الأمانة ( إنا عرضنا الامانة على السموات و الارض و الجبال وأبين أن يحملنها فحملها الإنسان أنه كان ظلوماً جهولا ) لكنكم حملتموها عن قناعة لرفع الظلم و محو الجهل ….
كنتم على قدر التحدي فكنتم للناس إماما ، تغرسون القيم و تقوِّمون الأخلاق ….
كنتم مَعيناً للتربية و كنوزاٌ للعلم ، و دعاة للفضيلة و صناعاً للقادة و الأبطال ….
تعلمون النشء علماً (تستبين به سبل الحياة) … تعلمونهم مهارات الحياة في التعبير عن الذات و التعايش و حسن الجوار و ما زلتم على العهد …. تسنون سنن الرسل في هداية الناس أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم نعبد الله و لا نشرك به شيئا و أن لانقول الا ما يرضي الله ….
تعلمون النشء أن المؤمن ليس بالبذئ و لا الطعان و لا اللعان ….
تحملون مشاعل النور لتطردوا ظلام الجهل أينما حل . و تلهج ألسنتكم بأن :
العلم يرفع بيتاً لا عماد له
و الجهل يهدم بيت العز و الشرف
تحفيزاً و ترغيباً في فضيلة العلم ( تعلموا العلم من المهد الى اللحد ) …..
ظللتم تقولون للأطفال :
و للأوطان في دم كل حر
يد سلفت و دين مستحق
و بذلك تعلمون النشء حب الأوطان….
تحدثون النشء عن بطولات و صولات الأجداد وأنه ما كنا لنجد وطناً نعيش فيه معززين لو لا تضحياتهم و تفديتهم بأرواحهم و أموالهم . و أن من يمت دفاعاً عن عرضه و ماله و أهله و أرضه فهو شهيد …
مالي أرى البعض من رفاق الدرب و حملة الرسالة زلت أقدامهم ، و تقاصرت مقاماتهم أمام الحمية القبيلية و الانتماءات السياسية و كانوا يوماً يقولون أنها ( منتة ) . و اليوم هم من دعاة العصبية يلبسونها ثوب الوطنية !! ….
أراهم يحرفون الكلم عن مواضعه . و تلحن ألسنتهم عن علم بما لايليق بمعلمٍ قوله من عبارات كان يعاقب عليها تلميذه …
أصبحوا يحاكمون و يمسخون التأريخ الذي كانوا يدرسونه و يلقنوننه للأجيال ويسخرون و يقللون من نضال و تضحيات الأجداد و يدعون من قتل اجدادنا بالأمس أن يعيد الكرة ليحمينا من ( أنفسنا ) !! رغم أننا تعلمنا و علمنا غيرنا كيف نحمي أنفسنا !!
يقولون هذا في زمن و نيران الفتن تحيط بالوطن ، و نيران الحرب تقضي على اخضره و يابسه بأيادٍ خارجية و داخلية و ما أحوجنا لوحدة الصف اليوم ! …
يقولون كل ذلك و ينشرونه على وسائل التواصل ليشتروا به ثمناً قليلاً مع علمهم أن ذات الطلاب الذين درسوا على أيديهم ونهلوا من معينهم يقرأون ما ينشر فتصيبهم الحيرة كيف لذلك المعلم أو المعلمة الذي كانت تترفع نفسه عن للمم ، و يتعفف لسانه عن بذاءة القول ، و كنا نظنه من الأخيار أن ينهى عن خلق و يأتي بمثله ….
و يكونون بفعلتهم هذه نكصوا عن العهد . و هل ينكص الرسل عهدهم ؟ … و من ينكص إنما ينكص على نفسه ….
و الله أن باطن الأرض أهون علينا من أن نعيش أذلاء في بلدنا ( و من يهن يسهل الهوان عليه ) …
أخي المعلم …. اختي المعلمة….
تذكر انك عندما تكتب أنك معلم ، عندما تنطق انك معلم ، و عندما تمشي بين الناس انك معلم ، و عندما تجلس بينهم أنك معلم ….
وتذكر أينما كنت أن كلمة ( معلم ) ديباجة شرف خصك بها الله و المساس بها مساس بشرفك . و من يتهاون فيها فعليه خلعها و يسلك دروباً تناسب قوله و فعله….
كلنا سيغادر الوظيفة بموت أو معاش أو غيره . فحصِّن لسانك بسمح القول و دع اثراً يبقى للحول…..
تذكر أن العمر يفنى و يبقى الأثر ، فضع لحياتك اثراً قبل أن تدركك المنية ….
ورِّث علمك و أخلاقك و فضائلك و قيمك ولا تكن ( كالتي نقضت غزلها أنكاثاً ) …..
و إن كبر عليك ما يقول الناس فجادلهم بالتي هي أحسن …..
و نسأل الله أن نبقى كذلك إلى أن نلقاه ….
( يأيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون * إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانٌ مرصوص ) صدق الله العظيم …
دعوتي لكم أن تتدبروا هذ الآية…
و لا أزكي نفسي على الله …. لكن هذا ما أملاه عليَّ ضميري …
مع خالص تقديري لكم …
أخوكم
الأستاذ / الغالي الزين حمدون ..
كتبته في الرابع من شهر ديسمبر عام أربعة و عشرين و ألفين…