الخبر السوداني

أحمد علي عبدالقادر..✍️ تداعيات سقوط بشار الأسد على مستقبل سوريا

متابعة الخبر السوداني

كتب : أحمد علي عبدالقادر
سقوط بشار الأسد نتيجة تخلي روسيا الفدرالية عنه سيؤدي إلى سلسلة من التعقيدات السياسية، العسكرية، والإنسانية، نظرًا لتشابك المصالح الإقليمية والدولية في سوريا. وهذه التفاصيل المتوقعة تشمل الآتي :

  1. تعقيدات سياسية
    فراغ السلطة
    انهيار النظام سيترك فراغًا سياسيًا في دمشق، مما قد يؤدي إلى سباق بين الأطراف الإقليمية (إيران، تركيا، دول الخليج) والدولية (الولايات المتحدة، روسيا) لملئه.
    احتمالية ظهور كيانات سياسية متنافسة بين المعارضة والقوى المحلية الموالية لإيران أو روسيا.
    تجزئة سوريا
    مناطق النفوذ الحالية (شمال شرق تحت سيطرة الأكراد المدعومين من واشنطن، والشمال الغربي تحت النفوذ التركي) قد تتوسع.
    خطر تقسيم سوريا إلى أقاليم شبه مستقلة نتيجة ضعف الحكومة المركزية.
    تحالفات جديدة
    روسيا: قد تسعى لدعم شخصية أو نظام جديد يحفظ مصالحها العسكرية والاقتصادية.
    إيران: قد تستغل الوضع لتعزيز نفوذها عبر الميليشيات الشيعية، مما قد يثير مواجهة مع القوى السنية أو إسرائيل.
    تركيا: قد تزيد من تدخلها العسكري والسياسي لمنع قيام كيان كردي مستقل على حدودها.
  2. تعقيدات عسكرية
    تصاعد النزاع المسلح
    القوى المعارضة للنظام، سواء كانت مدعومة إقليمياً أو دولياً، قد تتنافس مع الميليشيات الموالية لإيران والجماعات المتطرفة على السيطرة.
    عودة ظهور الجماعات الإرهابية (مثل داعش) بسبب الفوضى الأمنية والسياسية.
    زيادة التدخل الأجنبي
    تدخلات عسكرية مباشرة أو بالوكالة من قوى مثل تركيا، إيران، والولايات المتحدة.
    احتمال تصادم مباشر بين هذه القوى نتيجة تضارب المصالح في مناطق النفوذ.
    مصير الجيش السوري
    انقسام الجيش السوري بين فصائل موالية للأسد وأخرى تبحث عن البقاء مع النظام الجديد.
    احتمالية تشكيل ميليشيات مسلحة جديدة مرتبطة بمصالح محلية أو إقليمية.
  3. تعقيدات إنسانية
    موجات نزوح جديدة
    سقوط النظام سيؤدي إلى موجة نزوح جماعية جديدة داخل سوريا وخارجها، مما يزيد من الضغط على دول الجوار وأوروبا؛ وليس كما يتصور البعض بعودة جميع السوريين إلى سوريا.
    أزمات إنسانية
    تفاقم الأزمة الاقتصادية ونقص الإمدادات الأساسية، مما يزيد معاناة السكان.
    تصعيد الهجمات على المدنيين في المناطق المتنازع عليها، مما يرفع عدد الضحايا والجرحى
  4. انعكاسات إقليمية ودولية
    إيران وإسرائيل
    زيادة النفوذ الإيراني قد تدفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها الجوية على المواقع الإيرانية في سوريا، مما يهدد بفتح جبهة جديدة.
    تركيا والأكراد
    تركيا قد توسع عملياتها العسكرية ضد الأكراد لمنع قيام كيان كردي مستقل، مما يزيد من توتر علاقاتها مع واشنطن.
    الدور الأمريكي
    واشنطن قد تعيد الانخراط بقوة أكبر في سوريا لضمان توازن ضد النفوذ الروسي والإيراني.
    روسيا
    رغم التخلي عن الأسد، ستحاول روسيا الحفاظ على نفوذها من خلال ترتيبات مع القوى الدولية والإقليمية، وقد تعزز وجودها العسكري لحماية مصالحها.
  5. صعوبة بناء بديل مستقر
    القوى المعارضة للأسد تعاني من انقسامات داخلية وصعوبة في تقديم رؤية موحدة لسوريا ما بعد الأسد.
    احتمالية ظهور زعامات محلية (أمراء حرب) تسيطر على مناطق محددة، مما يعمق حالة عدم الاستقرار.
    بالنتيجة سقوط الأسد سيؤدي إلى مرحلة جديدة مليئة بالتعقيدات والفوضى، حيث سيتصارع اللاعبون الإقليميون والدوليون على النفوذ. الوضع قد يتحول إلى حرب بالوكالة أكثر شراسة، مع معاناة إنسانية واسعة النطاق، وغياب أي حل سياسي شامل في الأفق القريب. إلا في حالة تماسك القوى السياسية السورية ككتلة واحدة ضد التدخلات الخارجية ( مع صعوبة ذلك) ففي هذه الحالة يمكن أن تستقر البلاد؛ أو أن تحتضنها قوى محددة كما في النموذج المصري في بداياته مع الخليج حيث توفر لنظام الرئيس السيسي كل الموارد المادية من السعودية و الإمارات وبعض المساهمين الإقليميين.
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.