متابعات الخبــــر الســــــوداني
مدينة ام روابة … الماضي المجيد و العز التليد …. أرض الخير … الزرع الناضر و الماء الوافر و الخير الدافر …. بلد الضيوف لا عطش و لا خوف ….
أطعمها الله من جوع و آمنها من خوف …. فأصبحت قبلة أهل السودان يأتونها من كل فج عميق على كل ضامرٍ و ( قطار ) ليشهدوا منافع لهم …. و يجدوا ما سألوا من سمسمها و عيوشها و حبوبها و خضرها و ثمرها و ينعها فبدت لهم المحاسن …. و ازدانت طرقاتها بالنيم فتفيأوا ظلاله و شربوا من ماءٍ غير آسن …..
درة كردفان ….. بلد الحبان من كل جنس و مكان …. و صرة السودان ….
دخلها الأوغاد بإشارة من ضعاف النفوس ، و مباركة حفنة من النجوس على غفلة من أمرها و غياب ولي أمرها !! ……
فدنسوا خدرها و لوثوا نهرها ليحطوا من قدرها …..
تربصوا بها ريب المنون و كادوا لها كيد الجنون … و اذاقوا أهلها من العذاب فنون ….
هجَّروهم عنوةً و قسراً ، و ظنوا بذلك أنهم حققوا نصراً ….
أقاموا حصونهم فظنوا أنها مانعتهم من الناس …. فكان الله لهم بالمرصاد و هو موهن كيد الظالمين….. اقتضت حكمته أن يتخذ من أهلها شهداء ليكونوا لذويهم شفعاء …..
و أن يميز الخبيث من الطيب ، فيبقى ما ينفع الناس و يذهب الزبد جفاء ….
فأبشروا بالجنة أيها الشهداء وهنيئاً لمن صبر على الإبتلاء…. قد جاءكم نصر من الله و فتح…… ها هو متحرك الصياد بفضل الله و عزيمة أهل كردفان و همة شيبتهم و شبابهم و نسائهم يدخل ام روابة من كل باب ليقطع دابر كل أفاكٍ كذَّاب ….. و ما رمى الصياد لكن الله رمى فدخلها عنوة كما دخلوها خلسةً ، ليذيقهم وبال أمرهم ويفرق شملهم فخسيء فألهم …..
لن يقف الصياد إلى هنا و هو (مُقسِمٌ) ألا يصلينَّ الفجر مع أخوة له في الهجانة و المشتركة و متحركات فرق نيالا و الفاشر و الجنينة ، و بابنوسة و المجلد ، و الفولة ، و الدلنج ، و كادوقلي إلا في الضعين ، و لا الظهر إلا في نيالا البحير ، و لا العصر إلا في فاشر السلطان ، و لا المغرب إلا في زالنجي و لا العشاء في دار اندوكة بلد الناس البعزوكا ….. و لن يهدأ له بال إلا و تلتقي امروابة و الرهد و الأبيض النهود و بارا …… و الإيد تسلام الإيد و العين تشوف العين ( بهواها ) تصراحو ….. و يلاقي زولو القبيل و يشرب معاه قهوة مقيل …. يمشي معاه درباً عديل إلى السودان …..
و هناك يجتمع الحبان … كيف قيلتو ، قيلتو عافية ….. عافية طيبين …. حبابكم عشرة بلا كشرة …. حالكم زين … يطيب مقامكم (أدُخْلوا) قدام …. أشربوا الموية و أكِرْمُوا الطعام …..
و نرجع كلنا للسودان ….. جنوب وشمال ، شرق و غرب و وسط …. و يتم منانا … و يتبارك ملتقانا …. و نقابل أهلنا و يقولوا أهلاً … و نتقالد و نتسالم ….. و نعيش حبان يجمعنا المقرن في الخرطوم …. من هناك نحيي بحري و نرسل لي ام دُر أمان …. و نسمع هنا أم درمان ….
و التحية لجيش السودان و (نعِزُّو) كمان و (نَجِلُو) و (نَكِرمُو) … و تاني كمان …..
هنيئاً لجيشنا و هو يقدم لنا كل يومٍ نصراً فيعلو به قدراً و نزداد به فخراً ….
كيف يكون الحال لو ما جيشنا سوداني ….
و كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني …
وين نلقى الظل لو ما السودان (بسماهو) ظلاني ……
و كيف أكون إنسان بدون ما أسند جيشي حامي حماي حمى أوطاني …
وطن الجدود نفديك بالأرواح نجود ….. هيا بنا عن الوطن العزيز نذود …. نأمِّن جوة و نسد الثغرة في الحدود …
بتحرير ام روابة سيزول الضيق …. و ينفرج الطريق … من أقصى شرق السودان الى أقصى غربه ، و يلتقي شماله بجنوبه ….
ياهو دي السودان ….
أرموا قدام ……
اللهم تقبل شهداءنا و أخزي أعداءنا ….
التحية لأهل كردفان و هم يجودون بالبنين و المال لنصرة السودان…..
التحية لتنسيقياتهم و اتحاداتهم التي انتظمت أنحاء السودان استنهاضاً للهمم و سعياً للقمم ….
و الحمد لله الذي كلل جهدكم بالنصر ، و أنزلكم منازل الرفعة و الفخر ….
و تاني كمان أرموا قدام …..
أقعدوا عافية …..
الغالي الزين
٢٠٢٥/١/٣٠م .