الخبر السوداني

يوسف عبدالمنان..✍️يكتب ..المخطط جديد

متابعات الخبــــر الســــــوداني

من الاعترافات الجريئة التي أدلى بها وزير الدفاع، ياسين إبراهيم، في صالون الأمير جمال عنقرة، أن مخطط الحرب الدائرة حاليًا لا صلة له بقوات الدعم السريع. وأوضح أن غالبية ضباط الدعم السريع الذين يقودون العمليات هم في الأصل ضباط في القوات المسلحة، معروفون بقدراتهم وإمكاناتهم، ولا خبرة لهم في التخطيط الإعلامي المحكم الذي بدأ منذ بداية الحرب، وكيفية استخدام سلاح الإشاعة والتخوين والتهويل والخداع والإحباط. وأشار إلى أن هذا المخطط تم وضعه قبل الحرب بأعوام، وقامت بتنفيذه جهات خارجية هي التي تقود الحرب، بينما الميليشيا مجرد أداة.
حديث وزير الدفاع، كرجل مطلع على طبيعة الحرب الحالية، يكشف عن مخطط القوى الخفية الذي بات مكشوفًا للحكومة والقوات المسلحة، وهو مخطط أكثر خبثًا من كل المخططات السابقة. فمن خلال غرف إعلامية في الداخل والخارج، بدأ بث أخبار وتقارير مضللة غير منسوبة لأشخاص معروفين، تتحدث عن انفلات أمني في أم درمان، وتحديدًا في منطقتي كرري، وانفلات أمني في مدني وبحري. والأخطر من ذلك، اتهام صريح ومباشر للقوات المسلحة بسرقة ونهب المناطق التي تم تحريرها مؤخرًا. هذه خطة أكثر خبثًا من كل سابقاتها، وذلك أولًا لتحميل كل أوزار الميليشيا التي نهبت بيوت المواطنين على القوات المسلحة، ومحاولة تبرئة الميليشيات وإدانة القوات المسلحة، وإقناع العائدين من النزوح بأن منازلهم كانت آمنة ولم تنهب إلا بعد دخول الجيش إلى الأحياء في بحري والخرطوم. والآن، يلاحظ القارئ في المواقع، حتى تلك التي تدعم القوات المسلحة، نشرًا موغلًا في الإجرام والخبث والطعن في شرف القوات المسلحة التي دخلت الأحياء ووجدتها خاوية على عروشها، ولم تترك الميليشيا شيئًا حتى يتم نهبه. والقوات المسلحة لديها تقاليد راسخة في حماية ممتلكات المواطنين.
نعم، الجيش ليس ملائكة هبطوا من السماء، ولكنهم أبناء هذا البلد لا ينهبون ولا يسرقون. والحملة الموجهة ضدهم تشمل الشرطة أيضًا، بالحديث عن غيابها عن مواقع الأحداث وفشلها في مكافحة الجريمة، مع عودة لجان المقاومة في الأحياء، ونشر التقارير المحبطة للرأي العام، واختلاق وقائع لا وجود لها على الأرض.
ومع الأسف، يقع الإعلام المساند للقوات المسلحة أحيانًا ضحية للغش والكذب. وفي ظل حالة السيولة وتراخي الأجهزة الأمنية عن مكافحة الشائعات، التي هي سلاح من أسلحة الحرب الحالية، يُتوقع نشاط كبير في الساحة الداخلية خلال الأيام القادمة، وربما تدبير عمليات سرقة ونهب وقتل، حتى يحقق المخطط أهدافه بعد أن فشلوا في حربهم المباشرة، ثم اللجوء الآن لسلاح من نوع آخر.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.