الخبر السوداني

الخرطوم تتطهر.. والتحام القيادة العامة والمدرعات يشعل الأمل

كتب / حامد أملس

متابعات الخبــــر الســــــوداني

هذا اليوم، يحمل في نسماته بشريات النصر، في ضوء شمسه ينعكس الكبرياء، وعلى ترابه تتعانق خطى الأبطال، كأن الخرطوم اليوم ترتدي حُلة المجد بعد أن غسلتها دماء الشهداء وأصوات التكبير التي صدحت في سمائها. هذا المساء مختلف، فقد دقت ساعة النصر، وارتفعت رايات الوطن خفاقة على أرض ظن العدو أنها ستظل موحشة نحت أقدامه، لكنها لم تنحنِ، ولم تستسلم، بل كانت تترقب لحظة الخلاص، حتى جاءها رجال المدرعات ليعيدوا إليها مجدها المسلوب.

الله أكبر! ها هم أبطال الدروع يعبرون شوارع الخرطوم التي تنبض بالحياة من جديد، ينفضون عنها غبار الاحتلال والذل، يدوسون بأقدامهم رؤوس الخيانة، في طريقهم يرفعون الرايات، ويعيدون للوطن أنفاسه المسلوبة. خرطوم (2) و(3) أشرقت من جديد، نادي الأسرة احتضن أبناءه كما يحتضن الوطن أبناءه المخلصين، حديقة القرشي استعادت عبق التاريخ والنضال، موقف شروني وأبراج النيلين شهدا مرور الأسود الزاحفة، قيادة الدفاع المدني، كبري المسلمية، مستشفى الأسنان الخرطوم… كلها أماكن تحررت بتاريخ 16 رمضان والالتحام تم اليوم بتاريخ 17 رمضان، كلها شهدت على لحظة استعادة الكرامة، حتى كان اللقاء العظيم عند القيادة العامة، حيث التقى الأحرار، والتحمت الرايات، وتعانقت البنادق، ورقصت الخرطوم فرحا بنهوضها من جديد.

منذ بداية الحرب، قلناها، صرخنا بها في وجه الطغاة: باكر تبقى حكاوي! واليوم، نشهد تحقق الوعد، نراهم يتساقطون كأوراق الخريف، كأبخرة تتلاشى تحت شمس الحقيقة، لم يبقَ لهم إلا الظلال التي ستذروها الرياح، وبإذن الله، سنشهد قريباً لحظة الخلاص الأكبر، لحظة تحرير العاصمة كاملةً، لحظة يخرج فيها الشعب مبتهجاً، والرايات ترفرف في كل زاوية، والأمهات تزغرد، والمساجد تصدح بالتكبير، والأطفال يجرون في الشوارع آمنين، لا يعرفون معنى الرعب، لا يسمعون إلا أناشيد النصر وطبول العزة التي ضربت ولن تسكت بعد اليوم.

عيد الفطر القادم لن يكون كأي عيد… سيكون عيد التحرير، عيد الخرطوم العائدة، عيد الوطن المنتصر، عيد الأبطال الذين أوفوا بعهودهم، وها هم يسطرون بدمائهم ملحمة الخلاص، وإن غداً لناظره قريب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.