الخبر السوداني

سبع إمارات غير كافية لتساوي السعودية

كتب / أحمد علي عبدالقادر

سأضع مراراتي الشخصية جانباً و أكتب بكل تجرد للوطن و مصالحه، في عام 2017، لعب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دوراً محورياً في دعم السودان عندما عاد إبراهيم غندور وقطع المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية. ورغم التعقيدات التي أحاطت بالموقف آنذاك، استطاعت المملكة العربية السعودية بفضل علاقاتها الوثيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تعيد فتح قنوات التفاوض بين السودان والولايات المتحدة. ونجحت في فك الحظر الاقتصادي الأمريكي على السودان الذي استمر لمدة 20 عاماً، مما شكَّل نقطة تحوّل في تاريخ السودان الاقتصادي.

اليوم، يقف الفريق أول عبد الفتاح البرهان في موقف مختلف تماماً. فهو يجلس مع ولي العهد محمد بن سلمان من موقع المنتصر، وليس كموقف إبراهيم غندور الذي كان معزولًا دولياً. هذا التغيير في الموقف يمنح السودان فرصة ذهبية لتعزيز مكانته الدولية الإقليمية في هذه الفترة الحرجة، و الجدية هذه المرة التي تمثلت في زيارة وفد سعودي قبل يومين للسودان و الإلتقاء البرهان.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يُفضل السعودية على الإمارات لأسباب تتعلق بمكانة المملكة في محيطها الإقليمي والدولي. فرغم أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي طبعت مع إسرائيل، إلا أنها لم تحظَ بالقيمة التي تتمتع بها السعودية في نظر ترامب الصهيوني مستشاريه. زار ترامب السعودية أكثر من مرة وتجاهل الإمارات حتى بعد اندفاعها نحو التطبيع، مما يؤكد أهمية المملكة في حساباته، و يؤكد ان سبع إمارات غير كافية لتساوي سعودية واحدة.
اليوم، المجلس التنسيقي الذي تم الاتفاق عليه بين إدارة البرهان وإدارة محمد بن سلمان يمثل فرصة حقيقية للسودان إذا تم استثماره بذكاء على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي. هذا التنسيق يعكس قوة العلاقات السودانية السعودية ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي.

الفرصة الآن مواتية لتعزيز الحضور السوداني على المسرح الدولي من خلال هذا المجلس، وتحقيق مكاسب تخدم مصالح السودان في مختلف المجالات. إن استثمار هذه العلاقة مع السعودية بشكل فعّال يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في السودان، ويسهل أمر إعمار البلد بعد تخريب الحرب الذي طاله،علينا ألا نركز فقط على الاقتصادي بينما الجانب اللوجستي و السياسي لأنه أهم بكثير.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.