كتب / عبده ود فاطنة
فرصة الخرطوم الذهبية
كتب عبده ودفاطنة
في تطور خطير وغير معلن كشفت مصادر لي خاصة غير متوفرة لأحد أن اجتماعا سري عبر تقنية الفيديو كول عقد أمس بين قيادات رفيعة المستوى من وزارة الدفاع الأمريكية وأجهزة الاستخبارات الأمريكية مع مسؤولين كبار من الإمارات العربية المتحدة. الاجتماع الذي اتسم بتوتر بالغ شهد تعنيف شديد للإمارات حيث وجهت إليها اتهامات مباشرة بتزويد مليشيا الدعم السريع بأسلحة أمريكية متطورة بعضها يحمل تقنيات سرية محظورة
خشية التقنية العسكريةمن مخاوف واشنطن من وقوعها في يد روسيا والصين
تعد القضية أكثر تعقيدا من مجرد تهريب أسلحة إذ تتعلق بتقنيات حساسة للغاية حرمت منها حتى أوكرانيا رغم حاجتها الماسة إليها في حربها ضد روسيا تلك التقنية التي تتحفظ واشنطن على نشرها تخشى وزارة الدفاع الأمريكية التي وقعت بالفعل في أيدي الجيش السوداني الحليف الوثيق لكل من روسيا والصين ومع تنامي النفوذ الروسي في إفريقيا وتوسع العلاقات الدفاعية بين موسكو والخرطوم تبدو المخاوف الأمريكية في محلها حيث يمكن أن تجد هذه التكنولوجيا العسكرية طريقها إلى المختبرات الروسية والصينية مما يهدد التفوق الاستراتيجي الأمريكي.
وتدور نقاشات داخل البنتاغون لحلول وفقا لمصادر مطلعة خاصة لنا فإن وزارة الدفاع الأمريكية تناقش على أعلى المستويات خطة لإرسال وفد أمني في شكل دبلوماسي إلى السودان بهدف التفاوض لاسترجاع تلك الأسلحة المتطورة قبل أن تتسرب تفاصيلها إلى الخصوم.العرض الأمريكي المتوقع؟
دفع مبالغ مالية ضخمة للجيش السوداني مقابل تسليم الأسلحة. مع تقديم حوافز أمنية وسياسية لإقناع الخرطوم بضرورة التعاون مع واشنطن في هذا الملف
أمام هذا الوضع يبرز أمام الجيش السوداني وقيادات الدولة فرصة نادرة لممارسة أقصى درجات الضغط على واشنطن وابتزازها سياسيا واقتصاديا.فبما أن الولايات المتحدة في موقف ضعف حيال هذه القضية فإن الخرطوم يمكنها تحقيق مكاسب استراتيجية غير مسبوقة هذه نصيحتي للجيش الذي متاكد انا لم يصل الخبر اليه مثل:
- إلغاء العقوبات الأمريكية أو تخفيفها على السودان.
- الحصول على دعم اقتصادي واستثمارات مباشرة مقابل التعاون.
- تأمين اعتراف سياسي أمريكي بالحكومة السودانية الحالية وفتح قنوات شراكة جديدة. ما حدث في الكواليس بين واشنطن وأبوظبي ليس مجرد توتر دبلوماسي عابر بل هو فصل جديد في لعبة النفوذ الدولي حيث تسعى أمريكا إلى احتواء تداعيات أزمة التسليح الإماراتي للدعم السريع وفي الوقت ذاته تحاول منع وقوع تقنيات عسكرية متطورة في أيدي روسيا والصين. السودان في هذه المعادلة يملك ورقة رابحة نادرة وعليه إدارتها بذكاء لتحقيق أقصى استفادة من الموقف الأمريكي الحرج.