الخبر السوداني

عبد الله حمدوك … صوت الفشل من منابر العمالة

بقلم / أنس مالك

متابعات الخبــــر الســــــوداني

في مشهدٍ سريالي لا يخلو من الوقاحة السياسية، خرج عبد الله حمدوك، رئيس وزراء السودان السابق، ليُفاجئنا بتصريحات هزيلة يدعي فيها أن “تحديات الحرب تفوق قدرة الدولة السودانية”، ويكرر الاسطوانة المشروخة بأن “لا حل عسكرياً لها”، وكأننا نستمع لمبعوث سلام نرويجي لا يفهم شيئاً عن واقع السودان، وليس لشخص كان في صلب الحكم، وفشل في أبسط اختبارات القيادة والكرامة الوطنية.

الرجل الذي قدم استقالته ولم يقف مع مؤسسات الدولة، ولم يختر أن يكون في صف الشعب، بل آثر السلامة الشخصية، وسافر ليعقد صفقات سياسية في العواصم الأوروبية والخليجية، باحثاً عن موطئ قدم في مشهد لم يعد له فيه مكان.

كيف لرجل مثل هذا أن يتحدث اليوم عن “استعصاء الحل العسكري”، بينما يعلم هو، كما يعلم الجميع، أن من يتمترسون خلف فكرة “اللا عسكرية” هم في الحقيقة يحمون ميليشيا إرهابية مسلحة تغتصب النساء وتنهب الممتلكات وتحرق القرى على مرأى ومسمع من العالم؟ من أي منبر أخلاقي يتحدث هذا الرجل؟

أما حديثه عن ما يُسمى بـ”خطة عمل لندن”، فهي ليست سوى وثيقة أخرى من وثائق التآمر الخارجي على السودان، أعدتها مراكز نفوذ استخباراتية بتنسيق مباشر مع شخصيات سودانية فقدت شرعيتها وأخلاقها، على رأسهم حمدوك نفسه، الذي يعمل كوكيل سياسي للإمارات في الملف السوداني.

الخطة تهدف بوضوح إلى إعادة تدوير الفشل، وتسويق الحلول الهشة التي تُعطي الميليشيا المتمردة صك غفران سياسي، وتُفرغ الدولة السودانية من مضمونها السيادي والعسكري. يتم الحديث فيها عن “وقف إطلاق النار” و”حكومة مدنية توافقية”، بينما لا يُذكر شيء عن ضرورة نزع سلاح الميليشيا، أو تقديم مجرمي الحرب للمحاكمة، أو عودة هيبة الدولة.

أي “خطة سلام” لا تبدأ من مبدأ تفكيك الميليشيا، واستعادة البلاد من براثن الإرهاب الجنجويدي ، ليست سوى خطة خضوع، وخيانة مغلفة بالدبلوماسية.

ولا يمكن الحديث عن عبد الله حمدوك دون الإشارة إلى العلاقة المشبوهة بينه وبين دوائر القرار في أبو ظبي. الرجل لا يُخفي انتماءه لأجندة الإمارات التي تسعى للسيطرة على القرار السوداني عبر وكلاء محليين، وتدعم الميليشيا المتمردة بالسلاح والمعلومات، أملاً في تقسيم السودان وتفكيكه إلى مناطق نفوذ قابلة للابتلاع السياسي والاقتصادي.

لقد تحوّل حمدوك إلى لسان حال أبو ظبي في الساحة السياسية السودانية، يُسوق رؤيتها، ويخدم مصالحها، ويقف ضد القوات المسلحة التي تمثل العمود الفقري لوحدة السودان واستقراره. مواقفه لا تُعبر عن رأي سياسي ولا وطني ، بل عن وظيفة مأجورة لدى أجهزة الدويلة التي تعمل ليل نهار على إذلال الشعب السوداني وتحويله إلى رهائن في مشاريع الهيمنة الإماراتية .

وردنا الحقيقي كشعب سوداني على حمدوك وخطة لندن، وكل من يقف خلفها ، لن يكون بالكلمات وحدها، بل على الأرض، من خلال دعم الجيش السوداني ، واستعادة السيادة الكاملة، ومحاسبة كل من تآمر على هذا الوطن، من العملاء المحليين إلى الممولين الإقليميين.

التاريخ لن يرحم عبد الله حمدوك، وسيكتبه كأحد أبرز رموز الانبطاح والعمالة في تاريخ السودان الحديث. أما نحن، فسنكتب هذا التاريخ بالبند..قية ، وبالد..م، وبالكرامة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.