كتب / محمد أدم جوليت
يُعد مجتمعنا نموذجًا رائدًا في التماسك الاجتماعي والتعايش القائم على الإحترام المتبادل، إذ تتجلى فيه قيم التسامح والعفو كركائز أساسية راسخة.
على مرور الزمن وامتداداته حافظ ذلك المجتمع على هذ الإرث قرون وقرون، وأولَ ذلك المورث إهتمام، متنقل من جيل إلى جيل واتسموا بالصفات والشيم السمحاء بينهم في حللت مشكلاتهم وخلافاتهم، وحل كل تلك ألنزاعات وأن إستعصت عليهم، كانت روح الحكمة والتعقل حاضرة، متمثلة في الإدارة الٔاهلية بكل مسمياتها من المشأئخ ومروراً بالعمد والنظار، وتلك هي التي جعلت ورسخت مبادئ الإصلاح والتسامح، ما جعل من تلك الفرقان والقرى بيئة مستقرة تتعايش فيها الفئات المختلفة، في إطار من الٕانسجام والتلاحم، منذ القدم. من خلال بحثِ في تاريخ المنطقة اطلعت على وثيقة لحكم أهلى في فترة (1861)
وجاء الاتراك والانجليزي وعملوا على هذ النهج الأهلي ورسخوهُ ووظفوهُ لمصلحة المنطقة وإنسانها، مما جعل هذه البئة أخلاقية ورائعة، حيث التواصل بين أفراد المجتمع مبنيًا على أخلاقيات عربية مترسخة في نفوسهم، هذا الذي جعل البئة بئة أمن وأمان واستقرار الى وقتنا القريب.
في غفلة من الزمن اصبحت تلك المنطقة بلا أمن، بعد أن دنست مرتزقة دقلو الارهابية تلك الاُرض وارقموا سكانها على النزوح وتحولت الى ظلام دامس وكتبنا عن انتهاكاتها البشعة وظللنا نكتب حتي تحررت المنطقة وعاد الأمان والاستقرار الذي بُذل فيه ابنائنا كل غالي ونفيس، قدموا دمائهم مهوراً لعودة امان الديار ويعم اهلها بالعيش الرقيد.
وفي تلك اللحظة الفارقة من التاريخ، لم يكن التحدي سهلا، فالطريق نحو عودة الأمن لم يكن مفروشا بالورود، بل تطلب شجاعة وسياسية، وإدارة حكيمة، وقوة عسكرية تمثلت في ابنائكم المنضوين تحت قيادة القوات المسلحة (متحرك الشهيد الصياد).
آلآن الكل يرى ما قدمهُ أبناء تلك المناطق من تضحيات، وحتى لا تروح سدى ولا يتكرر هذ الفعل من جديد علينا ان نقف وقفةَ توحد وصفاً واحداً لحماية تلك الارض والعرض، شاهدنا اللقاءت الجماهيرة من كل ابناء المنطقة وكلها كانت تدعوا إلى الإنضمام تحت لواء الوطن المتمثلة (المقاومة الشعبية) إذ نحن نثمن تلك اللقاءات ونعض عليها بالنواجذ علينا أن نصنع منها نموذجا إستثنائيا لا يشبه سواه، بالتخطيط العميق، ليس بالسرعة المؤقتة،ولا لحالات ازعافية ومسكنة لألام عابرة، بل بالثبات المتقن، حتي يصبح الفارق واضحا بين الامس واليوم، هناك مايقارب( الخمسون) قرية كبيرة في محليتي ام روابة والرهد وام دم حاج احمد تحتاج الى مراكز أمن وشرطة، على الإداريات أن تلح بالمطالب الٔامنية لها وتجعلها نصب الأعين، والاماكن الشرطية التي توجد في المراكز غير كافية وليست لديها القدرة لبسط امنها على مساحات مترامية الاطراف، نعم كانت البداية في المدن الكبيرة لكن نتمني ان يمتد ذلك الى اقاصي حدود الولاية، وتلك هي الطرق الوحيدة التي تجعل المحليات تحافظ على تعزيز أمنها، القوة العسكرية، وانسانها حينما يدرك المسؤلية يعكس سلوكه ووعية وانتماءه، وما باستقبال القواة المسلحة الذي شهدناه في قرية (شبولة) والقرى المجاورة وفي (فنقوقة) وقراها ببعيد منا يحمل رسائل انتماء وحب الوطن وتلاحم شعبوى يحدثك عن النضال و الاصالة والتاريخ.
قبل ان اختم دعوني ارسل رسائل في بريد العموديات التي تقطارت ووصلت الى رئاسة المحلية في ام روابة وشاركت القوات المسلحة بالنصر وعرضوا مطالبهم على لجنة امن الولاية عليكم بارسال وفود كل للية حتي تتحقق مساعيكم تجاه منسوبيكم وتحويل مخرجات اللقاء إلى خريطة عمل تلامس واقع الناس، كل السبل ميسرة لمكافحة جرائمة تبعيات الحرب ونحن نعلم انتشار المخدرات والمسكرات والسرقات وكل الافعال الشنيعة اتت بها الحرب لابد من محاربتها، واخطر مايؤرق مجتمعنا اليوم ويشتكي منه الكبير والصغير هو انتشار المخدرات، حتى تكن المسؤلية مسؤلية مشتركة علينا بالتلبغ الفوري للجنة آمن الولاية لانها تمتلك جهازاً ورجالاً في مجال مكافحة المخدرات، ولجانًا من مختلف المكونات الأمنية، المعنية بالتخطيط، والرصد، والتوعية، والعلاج، والتأهيل.
الرسالة الثانية الي مجتمعنا لازماً علينا ان نحرص و نقف ونساعد كل من كان في قمة هرمنا ويخدم مصالحنا اؤلك الذين شمروا السواعد يستحقوا منا الوقوف جنباً الى جنب، كوننا افرد لذلك المجتمع علينا ان ننسق معهم ونساعدهم وتكن مسؤولية الحماية مشتركة، وتتسع المشاركة معهم لتشمل الأسرة، والمدرسة، والمنبر، والإعلام، ومجالس الناس، وكل صوت قادر على التأثير والبناء؛ فاستهداف الإنسان لا يُواجه إلا باستنهاض الإنسان، ونجاج ذلك سيؤدي حتما إلى تعزيز أمن المجتمع وسلامته، وإيقاف الممارسات التي تمتهن كرامة الإنسان، وتوفير بيئة آمنة تحترم الحقوق، وتصون القيم…… في أمان الله
mhmdjwlyt5@gmail.com