كتب / أحمد علي عبدالقادر
طالعنا مقالاً “حذفتموه لاحقاً ” في الصفحة الإعلامية لحركة العدل و المساواة هاجمتم فيه درع السودان و قيادته أبو عاقلة كيكل، متناسين – عن عمد أو عن جهل – أن من يتحدث ليس في موقع يسمح له بالمزايدة على الشرف الوطني ولا الطهر الثوري.
نذكّركم أنكم أنتم – يا من تتباكون على مشروع الجزيرة وأهله اليوم – كنتم بالأمس في صفوف المتمردين على الدولة السودانية، قاتلتم القوات المسلحة التي تقاتلون اليوم بجانبها، وأسقطتم مدن السودان بدماء الأبرياء، وارتكبتم انتهاكات موثقة بحق المدنيين في دارفور وكردفان وغيرها، قبل أن تُمنح لكم فرصة تصحيح المسار والانضمام تحت راية الجيش الوطني القتال المليشيا .
فبأي وجه تتحدثون عن الجرائم وأنتم من كنتم شركاء الأمس في كثير من المآسي التي أصابت هذا الوطن؟
إن اتهامكم العلني لكيكل بقتل أبناء الكنابي ليس طعنًا فيه وحده، بل هو طعن مباشر في القوات المسلحة السودانية، المؤسسة الوطنية الجامعة التي تحاربون اليوم تحت لوائها، فالذي أتى بكيكل هو قائد القوات المسلحة السودانية و ليس طرفاً آخر.
من تتهمونه اليوم هو مقاتل في صفوف الجيش، يحمل بندقيته دفاعاً عن السودان، مثلكم تماما. فهل تدرون أن اتهامكم له يخدم رواية مليشيا الدعم السريع التي دأبت على تشويه كل من وقف أمام مشروعها التخريبي؟
ما نشر على صفحتكم إذا لم تتم محاسبة أصحابه يدرج ضمن خيانة إعلام معركة الكرامة لأنه يمنح إعلام المليشيا اعترافاً صريحاً بأن الجيش السوداني يقتل المدنيين باستمرار.
إن الحرب لا تخلو من التجاوزات، وهذه سنة الصراعات، ولكن الأصل هو محاسبة الأفراد في سياق مؤسسي قانوني عادل، وليس عبر بيانات تشهيرية تخدم أعداء السودان.
ثم إن تساؤلكم عن حرية كيكل وكأنه “وصمة” هو قمة التناقض:
فإن كانت العدالة شرطا، فلتعرضوا أنفسكم أولًا على ميزانها، أنتم الذين حملتم السلاح ضد وطنكم بالأمس. وإن كان الانتماء لقوات الشعب المسلحة يمحو ما سبق حين يتم عبر مراجعة وإرادة وطنية، فقد أصبح كيكل كما أنتم جنديًا يقاتل لاستعادة السودان، شئتم أم أبيتم.
أتَدْرُونَ أنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ تَنهالُون بِها عَلَى “كيكل” أو براؤون أو المشتركة تُحوِّلُها مَقاطعُ الدَّعْمِ السَّريعِ إِلَى رَصيدٍ إعلاميٍّ لِتَشْوِيهِ صُورَةِ الجَيْشِ؟!
— لو كانَت هِمتُكم حقًّا “العدالةَ”، لَطالَبْتُم بِمَحاكَماتٍ عادلةٍ لِكُلِّ المُخْطِئِينَ، لا بِعَرَضِ الأَسْمَاءِ عَلَى مِحورِ الإشَاعَاتِ!
— كيفَ تَتحدَّثُونَ عَنِ “الطُّهْرِ” وَأَنْتُمْ مَنْ تَآمَرْتُمْ مَعَ أعداءِ السُّودانِ لِتَفْتِيتِهِ إِلَى دويلاتٍ؟! تناقُضُكم يُشبِهُ “جَلَّاداً” يَلْعَنُ السِّكِّين
— كيفَ تُطالِبونَ بِحُرِّيَةِ “كيكل” وغيره وَأَنْتُم مَنْ سَلَبْتُمْ حُرِّيَةَ آلافِ المشردِينَ فِي صحارِي دارفور؟!
— إنَّ مِيزَانَكم مُعَلَّقٌ فَوْقَ جَبَلٍ مِنْ تَنَاقُضَاتٍ تُحَاسِبُونَ الغَيْرَ عَلَى زَلاَّتِ الحَربِ، وَتَنْسَوْنَ جرائِمَكُم الَّتِي لَا تَزالُ تَصدَحُ بِها مَقَابِرُ الضَّحَايا!
— أيُّها المُرْتَدُونَ جُبَّةَ “الوَعْظِ” بَعْدَ جُبَّةِ “التَّمْرِيدِ”، لَيْس السودانُ سَاحَةً لِتَصْفِيَةِ حِساباتِكُم الشَّخْصِيَّةِ أَوْ الانْتِقَامِ المِنْطَقِيِّ!
— لَو كَانَ لِلْكَلامِ أَسْنَانٌ لَقَضَمَ مزايداتكم ؛ فَالشَّرَفُ لَا يُبْنَى بِإِلْغَاءِ التَّارِيخ، وَالوَطَنِيَّةُ لَيْسَتْ شِعارَاتٍ تُلْصَقُ كَالأَقْنعة!
— هَذِهِ المَعْرَكَةُ الكُبْرَى “مَعْرَكَةُ كَرَامَةِ السُّودان” تَستَحِقُّ أَنْ تَتْرُكُوا خِلافَاتِكُمُ الصَّغِيرَةَ خَلْفَ ظُهُورِكُمْ، وَأَنْ تَنْظُرُوا إِلَى العَدُوِّ الحَقِيقِيِّ: مليشياتِ الدَّعْمِ السَّريعِ وَمَنْ يَدْعَمُهَا مِنْ أَصْحَابِ الأجندَةِ الخَفِيَّةِ.
خِتاما:
الكل أخطأ في حق الوطن في يوم ما، بداية من القائد العام، و حتى آخر فصيل يقاتل إلى جنبه و الجميع يجب أن يتحد لمحاربة المليشيا الإرهابية الجنجويدية المتمردة لتصحيح الخطأ السابق “رغم كلفته البشرية” ، لا أن يشق الصف القتالي و يمارس علينا المزايدة على طريقة (البيت دا طاهر). و يساعد المليشيا الإرهابية إعلاميا في معركة الكرامة و يهدي اعترافات مجانية تدين قواتنا المسلحة السودانية لا لشيء آخر إلا لينتصر لنفسه. لأننا في الأساس ضد التمليش و لا نعرف سوى جيش واحد شعب واحد.