الخبر السوداني

الإمارات تحاول تغيير الرواية: هل هي فعلاً تحارب الاتجار بالسلاح؟

متابعات الخبــــر الســــــوداني

تقرير /منصة فاكت

في خطوة مفاجئة أعلنت النيابة العامة الإماراتية اليوم عن إحباط محاولة تهريب عتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية عبر خلية سودانية داخل الامارات وقالت إن الشحنة كانت تضم 5 مليون طلقة ذخيرة وأن العملية تمت دون ترخيص رسمي.

لكن هذا الإعلان – من حيث التوقيت والمضمون – لا يمكن فصله عن الضغوط الدولية المتصاعدة على الإمارات بسبب دعمها الموثّق لمليـ شيا الد عم السر يع خصوصًا بعد مؤتمر لندن وتقارير المنظمات الدولية التي تحدثت عن دور أبوظبي في تسليح المليـ شيا المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور.

ما الذي يكشفه البيان؟

1/ محاولة نفي التهمة وتبديل موقع الرواية : بدلاً من كونها في موقع الاتهام تحاول الإمارات الظهور كـ”دولة تحارب تهريب السلاح” وتلاحق المخالفين ولو كانوا على صلة بالجيش السوداني.

2/ استهداف مباشر للجيش السوداني: البيان اتهم شخصيات قريبة من عبد الفتاح البرهان وياسر العطا وأشار إلى أن الصفقات تمت بموافقة لجنة تسليح الجيش وهذا تطور غير مسبوق في الخطاب الرسمي الإماراتي تجاه الجيش.

3/ غياب تام لأي إشارة لمليشيا الد عم السر يع: رغم عشرات التقارير الدولية التي تربط بين الإمارات والد عم السر يع حيث لم يسبق أن أعلنت أبوظبي إحباط أي عملية تهريب سلاح للمليـ شيا فهل المشكلة فقط حين يكون السلاح متجهاً للجيش إن صح الإفك؟

4/ توقيت محسوب ورسالة موجهة للخارج: الإمارات تواجه اتهامات بالتورط في جرائم حرب وإبادة وينتظرها قرار من محكمة العدل الدولية الاثنين القادم ونشر مثل هذا البيان يخدم حملة علاقات عامة تهدف لتقديمها كدولة “تحترم القانون”.

الخلاصة:
البيان جزء من معركة الرواية ويبدو أن الإمارات قررت الانتقال من موقف الدفاع إلى الهجوم المضاد عبر التشكيك في شرعية تسليح الجيش السوداني، والتنصل من اتهامات دعم المليـ شيا بخلق توازن زائف في سردية الحرب.

لكن تبقى الأسئلة الكبرى بلا إجابة: لماذا لم نرَ بيانًا واحدًا عن سلاح دُفع نحو حميدتي؟ ولماذا الآن تحديدًا؟

إنّ اللحظة الحاسمة قد حانت والجميع يعرف أن الإمارات لم تكن يوماً بريئة مما يُنسب إليها فبينما تحاول التستر وراء تكتيكات إعلامية يظل العالم ينظر بعين الشك إلى دورها المشبوه في الحرب السودانية.

إلى متى ستظل دولة تسليح الموت تبرر أفعالها وتضلل العالم؟ الإجابة لا تأتي بالكلمات بل بالأفعال التي ستكشفها الأيام والسودان حتماً سينتصر.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.