الخبر السوداني

إعلامي إماراتي يطلب من الجزائر ان تعتبر بما فعلت الإمارات في السودان !!!

كتب | أمين أيمن سليمان

متابعات الخبــــر الســــــوداني

من أكثر مظاهر الانهيار الأخلاقي والسياسي في هذه الحرب، هو هذا الاستسهال المتعمد في توصيفها بأنها “حرب كيزان” أو “صراع على السلطة” بين عسكر. هذا التوصيف الكسول ليس بريئًا، بل هو امتداد لمنهج النخب الصفوية في تزييف طبيعة الصراع لصالح منظومة إقليمية تمسك بخيوط اللعبة من وراء ستار.

أدعو كل من يردد هذا التعريف الساذج أن يتأمل جيدًا تقرير التلفزيون الرسمي لدولة بحجم الجزائر عن محاولات اختراق صفها الداخلي، ويدرك أن ذات الآليات التي تُدار بها الحروب في منطقتنا تُطبق علينا الآن، ولكن بأداة أشد قبحًا: مليشيا متعددة الجنسيات، تمارس القتل والاغتصاب والنهب وتفكيك المجتمعات، تحت لافتات محلية الصنع، وبتمويل إقليمي معلن.

إن رفض الحرب في حد ذاته موقف أخلاقي مشروع، لكن الحياد أمام هذا النمط من الحروب العابرة للحدود، والموجهة لتفكيك الدولة والمجتمع ليس سوى تواطؤ مغلف. أن ترفض الحرب دون أن تسمي من بدأها، ومن يغذيها، ومن يقودها ميدانيًا، ومن يديرها سياسيًا، ومن يستثمر فيها محليًا، هو موقف هش يساهم في استدامة الجريمة.

الحديث عن الإمارات كواجهة، هو توصيف دقيق. لكنها ليست إلا القفاز الذي يغطي يد مشروع أكبر يعيد رسم خرائط النفوذ في هذا الإقليم، والاعتماد الأكبر في نجاحه لا يقوم على مليشيا مستأجرة فقط، بل على شبكات محلية من السياسيين والإعلاميين ورجال المال والأعمال، الذين يلعبون أدوارًا موزعة بعناية بين تبرير الحرب، وتشويه الموقف الوطني المقاوم لها، وتمييع وعي الناس بين “حياد كاذب” و”دعوات سلام مزيفة”.

النخب التي تسوق للحياد في هذه الحرب، ليست محايدة أصلًا. إنها رأس الرمح في هذا المخطط. تقدم خدماتها للمخابرات الإقليمية تحت غطاء “دفاع عن الديمقراطية” و”وقف القتال”، بينما تغض الطرف عن مليشيا تمارس أبشع الجرائم بحق النساء والمدنيين، وتسوق خطابًا معطوبًا يساوي بين الجلاد والضحية، بين جيش يحمي بقايا الدولة، وعصابة لا تؤمن بفكرة الوطن أصلًا.

نحن لا نطلب من أحد أن يحمل السلاح، لكننا نطالب الجميع بأن يتحملوا مسؤولية تسمية الأشياء بأسمائها. فهذه ليست حرب كيزان. هذه حرب تفكيك وطن كامل لصالح مشروع شيطاني جديد، يديره المال القذر والعميل المحلي. والسكوت عن هذا، خيانة صريحة، لا يشفع لها تذرع بالدعوات للسلام.

بقلم: أمين أيمن سليمان،

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.