متابعات الخبــــر الســــــوداني
خاص : باالمحقق التشادي
من قلب الميدان، ومن عمق الأرض الصومالية التي تحوّلت إلى ساحة نفوذ إماراتي خبيث، أضع بين أيديكم هذا التحقيق المدعوم بفيديو موثّق، يُظهر الضابط الإماراتي “منصور” وهو يُحمل على الأعناق داخل قاعدة عسكرية تُدعى Xorgoble، قرب مدينة قَردو، على بعد 250 كم من بوصاصو.
المشهد وحده كافٍ ليكشف من هو الحاكم الفعلي في بونتلاند. فـمنصور لا يتصرف كمدرّب، بل كقائد أعلى يُصدر الأوامر، يُجنّد، ويسيطر على القرار العسكري من داخل الأراضي الصومالية.
القاعدة التي تُفترض أنها تابعة لقوات بونتلاند أصبحت مركز عمليات خفيّ تديره الإمارات، عبر برنامج تمويه استمر سنوات تحت اسم “دعم الشرطة البحرية – PMPF”، والذي موّلته الإمارات منذ 2011. لكن الحقيقة على الأرض مختلفة تمامًا:
منصور يُشرف على تدريب كافة قطاعات الأمن، العسكرية والشرطية، بلا رقابة.
يُجنّد جنودًا جددًا دون تحديد واضح لمهامهم، وسط تكتم مريب، ما يثير الشبهات حول استخدامهم في عمليات خاصة خارج القانون.
وحدة جديدة تُدعى QRF (قوة الرد السريع)، تم تأسيسها مؤخرًا وتُنفذ عمليات خاصة لتأمين مواقع تعدين، في خدمة أجندات اقتصادية إماراتية محضة، لا علاقة لها بأمن الصومال.
والأخطر: أن الضابط منصور لا يعمل وحده، بل يستعين بمرتزقة كولومبيين لتدريب الشباب الصومالي على تكتيكات قتالية متقدمة، في عمليات تُدار بسرية تامة وبعيدًا عن أية رقابة دولية.
وهنا لا بد من قول الحقيقة الصادمة:
حكومة بونتلاند ليست ضحية… بل شريكة.
هي التي تغضّ الطرف عن وجود الضابط الإماراتي، وتفتح له القواعد، وتُسلّمه الجنود، وتُشرعن وجود المرتزقة. بل يمكن القول بوضوح: أبوظبي هي من تحكم بونتلاند اليوم، والحكومة هناك مجرّد واجهة لتسهيل التمكين العسكري والسياسي الإماراتي في القرن الإفريقي.
إن ما كشفه هذا التحقيق ليس تفصيلًا صغيرًا، بل دليل حيّ على مشروع احتلال ناعم، تستخدم فيه أبوظبي المال والسلاح و”القتلة المحترفين” لبسط نفوذها في إفريقيا، على حساب سيادة الشعوب وأمنها.
الضابط “منصور” ليس وحده، بل هو واجهة لشبكة واسعة تُدار من غرف أبوظبي المظلمة.
قاعدة Xorgoble نموذج مصغّر لمشروع أكبر يُهدد الأمن الإقليمي ويُعيد تشكيل الجغرافيا الإفريقية بأدوات إماراتية.
والآن، بعد أن نُشر الفيديو، أصبحت الحقيقة أمام العالم.
من هو منصور؟ ومن فوّضه ليتحوّل إلى سلطان ميداني في أراضي الصومال؟
ولماذا تُستغل قوات محلية ومرتزقة أجانب لتأمين مصالح التعدين بدلاً من حماية الشعب؟
رسالة خاصة من المحقق التشادي إلى الضابط الإماراتي “منصور”:
أيها الضابط المتغطرس، بلغني أنك تتوعد بالكشف عن هوية “المحقق التشادي”. لكن دعني أقولها لك بصوت هادئ
أنا لا أختبئ، بل أتحرك حيث لا تجرؤ على الالتفات. أنا من يرصد أنفاسك، ويحسب خطواتك، ويعرف من التقى بك في صباح الإثنين، وما قلته للجنود في جلسة مغلقة ليلة الخميس. أنا من يراك قبل أن تنظر للمرآة.
تريد أن تكشفني؟
أنت مكشوف للعالم… بالصوت، بالصورة، وبالاسم
اسأل عن الهاتف الذي تحمله، عن السيارة التي نقلتك من Qardho، عن المترجم الذي التقيت به في بوابة القاعدة، واسأل عن المرتزقة الكولومبيين الذين التقطت لهم صور وهم يشرحون للجنود الصوماليين تكتيك الاقتحام من ثلاثة محاور.
نحن نعرفهم… واحدًا تلو الآخر.
انت الآن تحت المجهر، وستُكتب تقاريرك – أنت ومن معك – في ملفات لن تُغلق حتى تُحاسبوا على ما فعلتموه في أرضٍ ليست لكم.