وجع الحروف | إبراهيم أحمد جمعة
ملامح المشهد في شمال كردفان حتماً ستتغير نتيجة لما يجري في منطقة صالحة، حيث سينعكس الحال في حركة متصاعدة في الانسحابات، ستقود بالتأكيد إلى تطور مثالي، حيث تصبح شمال كردفان خالية – ولو بعد حين – من أي دنس للمليشيا. فهل يدرك أهل بعض التمركزات في أم سيالة، وجبرة، وأم قرفة، وكجمر، وأبو حديد، والجمامة، وبارا، والمزروب ذلك؟
🥏 الشاهد أن بعض المناطق في البادية الغربية، الممتدة من أبو حديد غرباً وحتى أودية القاعة، ينشط فيها “جورني” وبعض المنسحبين من أم درمان. فهل أغرق هؤلاء مناطق البادية الغربية بالعملات المزورة؟ وهل تملك تلك المجموعات أدوات التزوير؟
🥏 أما في مشهد بارا – أم لبخ، فالخلاف يبدو واضحاً بين “الناعم” والمجموعة (147). ولكن، لماذا عمد “الناعم” إلى توزيع قواته بين المزروب وبارا؟ وما هو السر وراء نشاط كوادر الحرية والتغيير بمنطقة المزروب؟ الشاهد أن كوادر الحرية والتغيير بالمنطقة تقف خلف استلام مجموعة “الناعم” للوضع في المزروب (ب).(م).(ح)..(م). وتبدو صورة “حارن” رجل المليشيا في الجمامة حاضرة. فهل يعطي الاتفاق بين اللجان الأهلية المليشيا الحق في التواجد وإدارة منطقة المزروب؟
🥏 الإشارات أعلاه جزء من مشهد ولاية شمال كردفان، التي يتواجد فيها والي غرب كردفان، اللواء “جايد”، الذي يحتاج إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي لحكومة غرب كردفان، ووضع الأولويات لملفات الوضع الراهن، حيث يأتي الملف الإنساني أولاً في ترتيب سلم أولويات حكومته، لأن الملف الأمني يقع في دائرة اختصاص قومي الآن بحكم مسار العمليات.
🥏 مشتركات ولايات كردفان تتمثل في الملفين الأمني والإنساني، لأن الولايات عانت من الحصار وانقطاع الطرق، وعانت شح الخدمات، وانعدام السلع الاستراتيجية وانسيابها. فواقع الحرب جعل من الحصول على المياه عبر خطوط هيئة مياه المدن نوعاً من الرفاهية غير المتاحة.
🥏 الإشارة أعلاه تفرض على الحكومة المركزية ومشرفي كردفان التواجد وسط زخم أحداث هذه الولايات، وضرورة توجيه الدعم المركزي لولايات كردفان. فالولايات لم تجد حتى الآن الدعم الكافي، إلا قوافل سيرها ديوان الزكاة الاتحادي وجهاز المخابرات العامة. فلا أثر فعلي للوزراء المركزيين في مسرح كردفان، ونعني به تواجدهم كوزراء في زيارات راتبة. ويبدو أن وزير المالية الاتحادي نسي أن الأبيض مدينة محورية يدور في فلكها كل القطاع الغربي، مدينة تمتص كل أزمات الجوار الولائي من كردفان وولايات دارفور. فهل تغيب عن عقلية المخطط المركزي وأهل المال والتمويل؟ فهل يحتاج مجلس السيادة إلى إعادة قراءة المشهد والدفع بشخصية مدنية من كردفان إلى مجلس السيادة؟
🥏 كردفان صرة أمان السودان، وأكبر دائرة للإنتاج، تسهم بقدر وافر في الناتج المحلي والقومي، وتشكل عصب أنسجة المجتمعات الأكثر إسهاماً ومدافعة عن الوجدان القومي السوداني. الآن تحتاج إلى الدعم المباشر بكل ولاياتها الثلاث التي عانت الأمرّين، فهل يدرك المركز الأمر؟
ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الإثنين 19 /5 /2025