الخبر السوداني

الصياد: هل يُختم الجرن… بالرمبة؟…1

وجع الحروف | إبراهيم أحمد جمعة

مزارعو كردفان يدركون أن الجرن “بندق جرة جرة ويُختم بالرمبة”، وهي (دقة ختام الجرن)، فهل يُختم الصيادون وراكبو الهجن عُرس السودان بإيقاع الرمبة؟
🥏 حسابات المعركة بلغة المزارعين وصلت إلى مرحلة قطع (الكشيب)، وهي بواقي (القناديل في الدبس). تلك هي ثقافة أهل كردفان، حيث دخلت المليشيا أرض القويز وهي لا تعلم التاريخ ولا جغرافية المكان، أرضٌ تقاتل مع أصحابها وجيشها، من غرب أم درمان ومن تماس أرض الجموعية، حيث قدّمت الجيوش الدرس وأعلنت ولاية الخرطوم خالية من التمرد.
🥏 المجاميع التي عبرت إلى ولاية شمال كردفان وصلت إحداها بقيادة “قُجة” إلى بارا أم لبخ، حيث احتدم الخلاف بينه وبين مجموعة “الناعم”، ومظهر التسليح: العربات المدججة بمدافع الثنائي والدوشكات وB10، تبدو الصورة الأوضح.
🥏 المجموعة الأخرى توجهت إلى أم بادر، موزعة بين غابة أم دبيب وغابة الوكيل وأماكن أخرى، وتبدو هي ذات المجموعة التي نهبت أم أندرابة. ما ذكرناه هي المجموعات المنسحبة من الصالحة وغرب أم درمان، أما الإشارة إلى جرارات المستنفرين التي وصلت إلى دونكي أم مراحيك، تظل إشارة تحكي حالة الإرباك العام وسط قطاعات المليشيا التي اتجهت إلى عيال بخيت ومنطقة أم عويشة. فهل تصبح ملاقاة الصياد مرحلة الانكسار الفعلي بعد انهيار دافعية القتال وسط جنود المليشيا؟
🥏 الشاهد اتساع الرقعة الأمنية في ولاية شمال كردفان نتيجة للجهد المبذول من الهجانة والصياد، والذي أسهم بدوره في العودة الآمنة لأهل القرى جنوب الأبيض وغربها، حيث اجتهدت مفوضية العون الإنساني في عمل مسوحاتها لمعالجة أوضاع الأسر النازحة نتيجة للمعارك الدائرة في قرى غرب الأبيض وأم صميمة تحديداً.
ويبدو أن عدد الأسر النازحة إلى مدينة الأبيض تجاوز (115) ألف أسرة غير المستضافة، مع الأسر التي تبلغ (14) ألف أسرة، وقد بُذلت جهود واسعة للمعالجات وتيسير سبل العودة الآمنة لقرى غرب الرهد وريفي أم روابة.
🥏 والواقع أن جحافل الجيوش الزاحفة غرباً في طريقها لنظافة طريق الصادرات وتمركزات دار الريح على مسار طريق الصادرات وفي عمق القيزان البعيدة، فلا قُجة ولا أبو تِفه ولا صليب الديك ولا البارجقل سيقفون أمام خيول الصياد.
🥏 الإشارات أعلاه تجعل من معركة أم لبخ ملحمة للأدب ولفحول شعراء البوادي من شرقها لغربها. غداً سيكتب أولاد المراد، وستُغني بنات الشيخ وبِت عيسى، وسيشد الخال على المزموم:

المزيد من المشاركات

فرش التمويلي بعوم
فوق جالسة
المزموم
خي أم بليلة بقوم
متراوح
الخرطوم
قبال الأنيس
ما ينوم

🥏 “ما ينوم” هو نداء أهل الهجانة وصائدي الغزل في بوادي كردفان. غداً ستشرق الشمس، ومحكمة ذانوق تكتب تاريخاً جديداً للعدالة في أم لبخ، وتسود أعراف التعايش، ويختفي خطاب الكراهية، ويكتب حنفي أبوالأميرة في بادية أم سنطة، ويسرد إبراهيم الدلال، ويختم بالقول الناظر ود الأعيسر:
إن تاريخ كسّار قلم ماكميك يُخبر الأجيال، ويدرك “تمساح” أن الحامديات ما برضن. حينها ينام أبوالسارة ويدرك أن نفس التراب يصبح عنواناً لأهل القلم.

ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الأربعاء 21 /5 /2025

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.