الخبر السوداني

كازقيل : (مشاهد وشواهد من الأرض) …2

وجع الحروف | إبراهيم أحمد جمعة

متابعات الخبــــر الســــــوداني

ملاحظة طفيفة جعلتني أتوقف:

المزيد من المشاركات

شكوى المناطق المحررة من غياب الخدمات الصحية والمياه رغم وجود إدارة مدنية تتحرك باسم المليشيا، ويظهر الأمر في مناطق الحمادي وكازقيل وأم صميمة والبان جديد.
فهل كذبت المليشيا وشركاؤها من القوى السياسية؟
الشاهد أن منطقة كازقيل تحولت إلى (تندل) من الخراب الممنهج، فقد تحولت مؤسساتها المختلفة إلى زرائب لأهل السعية من “الدعامة”، وتحول الأثاث المدرسي إلى خشب للوقود، لا مؤسسة تصلح لممارسة الأنشطة الصحية أو التعليمية أو تقدم أي خدمة تُذكر للمواطن المغلوب على أمره.
النهب والاغتصاب والخراب عناوين أكثر وضوحاً في المنطقة، لا أثر لمؤسسة صحية، فقد تحولت المستشفى بعد نهبها إلى خرابة ومرتع للأغنام، وتم تدمير المستشفى تماماً بكل ما تحمل كلمة “تدمير” من معنى، وهو ما يضع الجهات المختصة أمام تحدٍّ حقيقي، هو كيفية إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
ما لا يعرفه القارئ أن الذين دمروا البنى التحتية للمنطقة معلومون بالضرورة، وهو ما يضع على عاتق مؤسسات إنفاذ القانون وضع آلية لتعقب تلك المجموعات، وعلى رأسها أحد العمد القاطنين بمنطقة الشرنقال شرق البان جديد، لأن المجموعات التي كانت تقيم تتبع له بصورة مباشرة، وإن أبناءه ضمن القاطنين بميز المعلمين بالمدارس، وفق إفادة شهود عيان.
ووفق مشاهدات الأرض، تصبح الأولوية عودة الجهاز التنفيذي لممارسة مهامه الإدارية، وترتيب عودة النازحين من المنطقة الذين اتجهوا إلى معسكري البان جديد وأم شديرة، والعمل على توفير الحد الأدنى من الخدمات الصحية، وتشغيل محطات المياه التي تم نهب ألواح الطاقة وبطارياتها منها، وتوفير التقاوي لصغار المزارعين الذين يسارعون الخطى حتى يلحقوا بالموسم الزراعي.
لجنة أمن محلية شيكان يقع على عاتقها الإسراع بترتيب الإدارات الأمنية بالمحلية وعودة عناصرها وفتح مركز شرطة كازقيل، لأن بعض العائدين -على قلتهم- يشكون من بعض “الشفشافة” الذين يستغلون غياب أصحاب المنازل.
فهل تستجيب الإدارة التنفيذية لشيكان بتكثيف جهودها لعودة الاستقرار للمنطقة وتنسيق الجهود الرامية لترتيب العودة الآمنة لنازحي المنطقة؟
من الأرض يتضح أن مستوى الخراب كبير بالمناطق التي انهزمت فيها المليشيا وغادرتها مهزومة، حيث لا خدمات البتة، ويتضح أن خطاب الإدارات المدنية مجرد زوبعة في فنجان، حيث اتضح أن عناصر المليشيا نهبت ودمرت المؤسسات، حتى في المناطق الواقعة تحت إدارة الإدارات الأهلية الموالية لهم، ومنها الحمادي وكازقيل.
فكيف يستقيم الأمر؟

ولنا عودة

إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الإثنين 2025/5/26م

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.