كتب / أحمد علي عبدالقادر
متابعات الخبــــر الســــــوداني
وهو سيناريو التقارب المصري-الإيراني بدعم إماراتي، . إليك التحليل:
أولًا: لماذا هذا السيناريو خطير على السودان؟
- الإمارات أصبحت خصمًا فعليًا للجيش السوداني
الإمارات متورطة حاليا (بأدلة متداولة إقليميًا ودولياً) بدعم مليشيا الدعم السريع بالسلاح والمال والغطاء السياسي.
بما إن الإمارات دعمت تقارب مصر مع إيران، فذلك يشير إلى أنها تسعى لإعادة ترتيب خريطة التحالفات في المنطقة على حساب الجيش السوداني و الأمن القومي ، وتوظف هذا التقارب لعزل أو إضعاف القيادة السودانية الوطنية.
⚠️ ثانياً: كيف يمكن أن يُستخدم هذا التقارب ضد السودان؟ - فتح المجال أمام نفوذ إيراني في البحر الأحمر وشرق السودان
قد تستغل إيران علاقتها المتجددة مع مصر والإمارات لتمرير دعم عسكري أو لوجستي للمليشيات (كما حدث سابقًا في اليمن ولبنان والعراق).
هذا النفوذ يُشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي السوداني، خاصة في ظل هشاشة الوضع شرق البلاد. - ضرب وحدة الموقف العربي الداعم للجيش
تقارب مصر مع إيران بدفع إماراتي قد يُربك الموقف السعودي والقطري، اللذين يدعمان القوات المسلحة السودانية، مما يُضعف التحالف العربي حول السودان.
ثالثًا: لماذا تقبل مصر بهذا السيناريو رغم علاقتها الجيدة بالجيش؟
مصر تمر بظرف اقتصادي حرج وتبحث عن مصالح اقتصادية وتجارية (نفط، استثمارات، استقرار في غزة).
إذا ضمنت مصر من إيران والإمارات مصالحها المباشرة، فقد تتغاضى مرحليًا عن دعم الجيش السوداني، أو على الأقل تتبنى موقفًا حياديًا.
لكن هذا سيكون تغيرًا استراتيجيًا مؤلمًا للجيش السوداني، الذي يعتبر القاهرة حليفة تقليدية في الأمن القومي.
✅ رؤية استراتيجية للجيش السوداني:
إذا حدث هذا السيناريو، يجب على الجيش السوداني أن: - يعزز تحالفه مع السعودية وقطر ومصر الشعبية (المؤسسة الأمنية لا تزال حذرة من إيران).
- يكشف للرأي العام الإقليمي والداخلي بالأدلة كيف يُستخدم التقارب المصري-الإيراني ضد استقرار السودان.
- يفتح قنوات دبلوماسية مباشرة مع روسيا والصين لتأمين التوازن في مجلس الأمن.
- يُعيد ضبط حضوره في البحر الأحمر عسكرياً استخباراتياً.
🔚 الخلاصة:
بما إن التقارب المصري-الإيراني بدفع إماراتي، فهو ليس فقط ضارًا بالسودان، بل يستهدف القوات المسلحة السودانية بشكل غير مباشر، ويهدد بتغيير ميزان القوى في القرن الأفريقي لصالح المليشيات. هنا، يصبح الرد السوداني الاستراتيجي واجبا وطنيا وسياديا، لا مجرد خيار.