الخبر السوداني

حرب الوكلاء:هل توحّد الجبهة الداخلية؟

وجع الحروف| إبراهيم جمعة

متابعات الخبــــر الســــــوداني

للإجابة على السؤال المطروح، لا بد من قراءة خطوة توغّل عناصر كتيبة سبل السلام في منطقة المثلث لإسناد مليشيا الدعم السريع. فهل تكشف الخطوة عن بروز الدور الإقليمي بصورة أوضح في ملف حرب السودان؟

🥏الشاهد أن مخطط المؤامرة لم يعد خافيًا، فالجنرال حفتر وكتائبه لعبوا دورًا مهمًا في تجميع عناصر المليشيا وتدريبها وتوفير الدعم اللوجستي وتسهيل حركة الإمداد. مئات الشاحنات تخرج يوميًا من الشرق الليبي محملة بالوقود والإمداد، فالدور لم يكن وليد لحظة الأمس، فالعربات القتالية تسلك طريق الكفرة قادمة من الموانئ المختلفة إلى الحدود السودانية.

🥏الوكلاء كُثُر في حرب السودان، وكلهم مدعومون من قبل الإمارات العربية، فالجنرال حفتر مجرد وكيل يدور في ترس حلقة المؤامرة التي تستهدف تفكيك الدولة السودانية، وحفتر والجنرال كاكا الذي فتح القواعد العسكرية والحدود التشادية لإيصال الدعم للمليشيا، وويليام روتو الذي يسند ملف الحرب سياسيًا ودبلوماسيًا، وكذلك الموانئ والمطارات الكينية.

🥏والبعض يلعب أدوارًا خفية من دول الجوار السوداني، فحرب المليشيا كشفت مواقف دول الجوار، والأصدقاء – على قلتهم – هم الأفضل سلوكًا تجاه السودانيين. فهل توحّد حرب الوكلاء الجبهة الداخلية المثقلة بهموم المعيشة وشُحّ الموارد والبطالة؟

بالتأكيد أن التاريخ يحفظ للأمة السودانية مواقف تعزّز القيم الوطنية ومبدأ “الفزعة” في الملمات. فالهجانة وقوة دفاع السودان يحفظ لهما التاريخ دورًا مشرفًا في حرب (طبرق) إبان الحرب العالمية، وفي (كرن)، وفي حرب 1948 في فلسطين، حيث سُمّي حي فلسطين بالأبيض إكرامًا لمقاتلي الهجانة الذين شاركوا في الحرب.

🥏الإشارات أعلاه تجعل الجيش السوداني يملك الخبرة الميدانية التي تؤهله لخوض حرب العصابات المنتشرة والعابرة للحدود، ومجموعات الإرهاب المتمددة على الحدود الليبية. ويصبح تصريح أحد مستشاري المليشيا عن مكافحة الهجرة غير الشرعية مجرد رسائل تطمين للدول الأوروبية، ومجرد بحث عن دور بالوكالة في هذا المجال.

🥏الإمارات لا تعلم أن الهجوم على المثلث سيغيّر من شكل المعركة ويدفع الشعب السوداني للتمسك بجيشه والوقوف خلفه لهزيمة الملل والنحل منبتة الأصول التي تحاول مهاجمة الحدود السودانية. وربما يضع الهجوم على المثلث كتيبة سبل السلام الليبية في مواجهة الجيش السوداني في أرض تقاتل مع جيشها: طبوغرافية وسكان، وغدًا لناظره قريب، فتكتيكات البيئة التماثلية تميل لمصلحة كفة القوات المشتركة والجيش، وسينهزم حفتر والمليشيا على السواء.

🥏معركة المثلث ستوحّد الجبهة الداخلية، ويتقدم الجيش مسنودًا بقوة دفع شعبي كبير، وستخسر القوة المؤيدة والشريكة للمليشيا، الأمر الذي يفرض على الخارجية السودانية تبيان خطاب دبلوماسي قوي يسند المقاتلين على الأرض، ويضع المسار الدبلوماسي ضمن إطار ومصفوفة الدفاع عن الوطن.

ولنا عودة

إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الأربعاء 11 /6 /2025

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.