الخبر السوداني

مُقتطفات مهمة من التحقيق المطوّل للنيويورك تايمز حول تورّط دولة العدوان في غزو واحتلال للسودان

متابعات الخبــــر الســــــوداني

  • في عام 2024، واجه المبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيريلو، منصور بن زايد بشأن دعمه للجنرال دقلو، وذلك خلال اجتماع في الإمارات، وفقًا لمسؤول أميركي. وقد تهرّب منصور من التهمة، قائلاً إن مسؤولية إحلال السلام تقع على أعدائه.
  • عندما ساعد الشيخ منصور الجنرال حمدان (حميدتي) في الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب في السودان عام 2021، أصيب المسؤولون الأميركيون بالغضب. فقد كانوا قد تلقوا تطمينات بأن الحكم في البلاد سيكون بقيادة مدنية، لا عسكرية. لكن الإمارات أيّدت الانقلاب، وسرعان ما منحت الجنرال حمدان ترحيبًا رسميًا حارًا في أبوظبي.

‏- كانت الإمارات في طريقها لتتجاوز حتى الصين كأكبر جهة تعقد صفقات أجنبية في أفريقيا. إذ ضخت شركات تابعة لعائلة آل نهيان مليارات الدولارات في مناجم أفريقية، ومراكز بيانات، وأسواق الكربون، في إطار سعي الدولة الخليجية لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.

‏- ومع ذلك، ففي عدد قليل من الدول ذات المواقع الاستراتيجية، لعبت الإمارات أيضًا دور “صانع الملوك” عبر تزويد أطراف بالسلاح.

‏- ففي عام 2021، أنقذ الشيخ محمد بن زايد رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، الذي كان يواجه أزمة عسكرية، عبر تزويده بطائرات مسيّرة ساعدته في قلب موازين الحرب الأهلية الوحشية لصالحه.

  • بعد دعمها لحفتر الذي لم تتبعه أي ردة فعل علنية كبيرة تجاه الإمارات، حوّلت انتباهها إلى دولة أخرى ذات أهمية استراتيجية: السودان.

‏- هناك، كان الحاكم طويل الأمد، الرئيس عمر حسن البشير، حليفًا لإيران — الخصم اللدود للعديد من الدول العربية في الصراع على النفوذ الإقليمي. وقد أُوكل إلى الشيخ منصور، بحسب مسؤولين سودانيين وأميركيين، مهمة استمالة البشير إلى جانب الإمارات. وتُوّجت سلسلة من الاجتماعات السرية في عام 2017 بزيارة علنية رفيعة للبشير إلى أبوظبي.

  • قريبًا، بدأت مليارات الدولارات من المساعدات الإماراتية تتدفق إلى السودان، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الإماراتية.

‏- وقد أثار ذلك استياء العديد من المسؤولين الأميركيين. فالرئيس البشير كان مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. لكن بالنسبة للإمارات، كانت هذه العلاقة مثمرة: فقد أرسل البشير قوات إلى اليمن للقتال إلى جانب الإمارات والسعودية في حربهما ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

‏- وكانت تلك أيضًا بداية لعلاقة جديدة. إذ إن كثيرًا من القوات التي أُرسلت إلى اليمن كانت تنتمي إلى الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية تم تشكيلها حديثًا آنذاك بقيادة الجنرال محمد حمدان.

‏- وسرعان ما أصبح الجنرال حمدان حليفًا مقرّبًا من الشيخ منصور. قال جيفري فيلتمان، المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي من 2021 إلى 2022:‏ “كنّا ندرك دائمًا أن من يقف وراء الكواليس في الملف السوداني هو منصور.”

  • مررت الحكومة البريطانية العام الماضي قانونًا منع فعليًا الشيخ منصور من الاستحواذ على صحيفة عريقة، خشية تأثير ذلك على حرية الصحافة. كما كشفت محاكمات في الولايات المتحدة وماليزيا عن اتهامات بأن الشيخ منصور استفاد ماليًا من فضيحة “1MDB”، وهي إحدى أكبر عمليات الاحتيال المالي في العالم والتي تورّط فيها رئيس الوزراء الماليزي الأسبق.
  • هيئة بريطانية تدرس حاليًا اتهامات واسعة النطاق بأن نادي مانشستر سيتي تورط في عمليات غش كبرى. وقد اتُّهم الفريق من قبل الدوري الذي ينتمي إليه بالتلاعب في حساباته المالية لتمويل شراء لاعبين نجموم ساهموا في تحقيق سلسلة انتصارات مذهلة، حولت النادي من فريق مترنح إلى ظاهرة رياضية عالمية.
  • الشيخ منصور، ثالث أقوى الأشقاء، فيحافظ على ظهور محدود للغاية. بصفته نائبًا لرئيس الوزراء ونائبًا لرئيس الدولة، يتحكم الشيخ منصور في مؤسسات رئيسية، بما في ذلك المصرف المركزي الإماراتي، وشركة النفط الوطنية، وهيئة أبوظبي الجنائية. كما يرأس “مبادلة”، وهو صندوق سيادي سريع النمو تبلغ أصوله نحو 330 مليار دولار، ويستثمر في مجالات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، وسياحة الفضاء.

‏- ويُعد منصور شخصية محورية في جهود بلاده لاكتساب نفوذ عالمي عبر القوة الناعمة، بما في ذلك محاولاته لبناء إمبراطورية إعلامية. فقد تعاون مع “سكاي البريطانية” و”CNN” لإطلاق محطات تلفزيونية ومواقع إلكترونية باللغة العربية، كما سلّم جيف زوكر، الرئيس السابق لـ”CNN”، ميزانية قدرها مليار دولار للاستحواذ على وسائل إعلام حول العالم.

‏- تدخلت الإمارات بقوة في دول مثل مصر، وليبيا، واليمن. لكن هذا التدخل كثيرًا ما تضمن دعم انقلابات عسكرية، وتسليح جماعات متمردة، أو بناء تحالفات مع أمراء حرب لم يخضعوا لأي إصلاح. ولإدارة مثل هذه العلاقات، كان لا بد من يد حذرة ومتمرسة.

‏- وهنا دخل الشيخ منصور إلى المشهد. فبتكليف من شقيقه الحاكم، تولّى الشيخ منصور دور المسؤول عن “الرجال الأقوياء غير المحببين، وغير المرغوب فيهم، لكنهم مهمّون”، كما وصفه أحد كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين.

‏- في ليبيا، كان الرجل المفضل هو خليفة حفتر، الذي سبق أن تعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (C.I.A)، وكان يَعِد بسدّ الفراغ الذي خلّفه مقتل العقيد معمر القذافي. والأهم من ذلك، أن حفتر كان معاديًا للجماعات الإسلامية.

‏..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.