الخبر السوداني

ولايات كردفان: دخان المعارك.. هل يعيد ترتيب المشهد؟

وجع الحروف | إبراهيم أحمد جمعة

متابعات الخبــــر الســــــوداني

بعد وصول الصياد إلى مدينة الأبيض تغيّر واقع الميدان، حيث انتقل دخان
المعارك إلى ولايات كردفان الكبرى، حيث شكّل سقوط النهود صدمة لا تضاهيها صدمة، وشكّل تشريد المواطنين الصورة الأبرز، وغياب المركز هو السمة الأبرز في تعامل وزراء الحكومة الاتحادية.

🥏شكّل التحالف بين الحركة الشعبية والمليشيا وشركائهم السياسيين أحد ملامح دخان المعركة.
في جنوب كردفان، التحالف بصورته الحالية ينسف المشروع الخاص بالحركة وسط مكونات النوبة، وعمليات الحصار التي ضُربت على مناطق الدلنج وكادوقلي كانت برنامجاً عملياً لتجويع المواطن بالدرجة الأولى وكسر عزيمته في إسناد الجيش، والنتيجة كانت عكس ما تشتهي الشركاء، التفاف شعبي واسع خلف القوات المسلحة التي استطاعت هزيمة قوات جقود مكوار، فهل تُعتبر الحركة الخاسر الأكبر من مشروع المليشيا التخريبي؟

🥏أما في ولاية غرب كردفان، فشكّل سقوط النهود صدمة لمجتمعها، وهو يطرح أسئلة ملحّة: هل افتقرت المنطقة لعناصر القوة أم هزمها تهتك النسيج المجتمعي بفعل الخطاب (التبعيضي) المطروح؟

🥏الشاهد أن المنطقة أضعفها الخطاب المطروح دون شك، مما جعل الثقة تهتز في كثير من العناصر التي تقف خلفه، وفشلت حكومتها لأنها ركنت لهذا الخطاب ولم تعمل على تقوية نسيجها وحماية جبهتها الداخلية، ولا زالت حتى بعد السقوط تطرح معالجات أحادية باسم المكونات. أيها السادة، غرب كردفان تحتاج إلى واليٍ سياسي بالدرجة الأولى يحمل هم الكل، لا تحيط به بطانة كانت سبباً في سقوط عاصمته وتشريد مواطنيه وحكومته. فهل يعكف المركز على إعادة قراءة ملف غرب كردفان جيداً؟

🥏شمال كردفان تحمّلت الأثر الارتدادي لتأثيرات المعارك، فكانت قبلة للوافدين إليها من الولايات الأخرى، ومع عجز الموارد تحمّل مواطنها ضغط نقص الخدمات، ويظهر بعدُ المركز وغيابه في شمال كردفان، فهي تحتاج إلى التدخلات الداعمة سياسياً واقتصادياً، ولكن يبدو أن رئيس الوزراء كامل إدريس لا زال في حالة الثُبات الذي يسبق خروج الروح.

🥏رئيس مجلس السيادة يعلم أن كردفان شكّلت أيقونة معركة الكرامة، وأن فرقها البرية قدّمت أفضل ما عندها من أجل وطن عنوانه الثبات والصمود، فهل يُعقلها ويتوكل في زيارة تحفظ الجميل لشعبٍ تُشكّل مدينة الأبيض عمق تاريخه وجبل ثباته الذي لا يهتز؟

ولنا عودة

إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الخميس 3 /7 /2025

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.